زعماء من ورق!

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
المعارضون فى مصر- أغلبهم إن شئنا الإنصاف- يسيرون على الخط الذى ترسمه الأهواء دون انحراف، هوى البقاء فى الصورة، وهوى تمنى الحصول على جزء من «التورتة»، وهوى الرغبة فى الاستحواذ على صفات المناضل والبطل، سواء كنت ترى ذلك داء مصر الصعب أم لا، تبقى النتيجة واحدة، سلطة تحكم وتتحكم ليس فقط لأنها تريد ذلك، ولكن لأن معارضيها يضحكون على أنفسهم وعلى الناس.

المثير هنا أن أحدًا من أهل الساحة السياسية لا يريد النظر إلى تطهير وإعادة تنظيم صفوف المعارضة والأحزاب، لا أحد يفهم أن أى اشتباك سياسى مع الدولة لن تثمر له نتائج إلا بعد خلق صف سياسى قادر على أن يواجه ويقدم الحلول والبدائل، ويصمد دون انهيار حينما تحين لحظة المكاسب.

تواطؤ مدهش من جماهير تنظر أسفل قدميها، تمجد شخصًا وتصفه بالزعيم بسبب تغريدة ساخنة على «تويتر»، وترفع إعلاميًا للسماء السابعة بسبب خمس دقائق استهدف فيها الرئيس، وتضع ناشطًا فى كرسى الزعامة بسبب مظاهرة قادها بعشوائية.

يفعلون ذلك بسلاسة رهيبة لا تتناسب مع تكرار المرات التى أثبتت فيها تجارب خلق زعماء الموقف الواحد فشلها، ويغضبون حينما يسألهم أحد عن التنظيم الحزبى القوى، والخطط الطويلة الأمد، والبدائل والحلول المبتكرة والأهم عن مدى قدرتهم فى تحريك الشارع.

فيما يبدو ارتضت كل الأطراف بهذا الاتفاق الشفهى، الدولة تنعم بالراحة فى ظل اختفاء تنظيم معارض قوى، وقيادات المعارضة تعجبهم لعبة الرقص على السلم، فيما ترضى القلة ذات الصوت العالى بإحساس المظلومية والاضطهاد والعيش فى كنف حلم تكرار زخم 25 يناير الثورى، دون إدراك لأن تكرار هذا المشهد القدرى سيحتاج هذه المرة إلى سيناريو «وماذا بعد؟!»، وهو سيناريو لن ينجح تيار سياسى فاقد للتواصل مع الشارع، ولا يمتلك بدائل فى رسمه بشكل ناجح.

الممارسة الواقعية فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير تقول بأن النشطاء والأحزاب وغيرهم أعجبتهم كشوف الأعذار التى تتضمن التضييق الأمنى، وعدم جودة المناخ السياسى، ويرفعونها كلما سأل أحد عن سر اختفائهم، وكأن وظيفة المعارضة فى خيالهم أن تقول للنظام «بخ» فيسقط رعبًا دون حتى أن يقول «يامه».

وكلما يشعر النشطاء وأهل المعارضة بنظرة السخرية فى وجه الناس، يأتون بكشكول 60 ورقة، ويعلنون عن اجتماع مصيرى، ويخرجون للناس بعد أسبوع بوثيقة للحل أو الإنقاذ أو تدعو للتظاهر، فى كل مرة يتغير اسمها وليس مضمونها.

أنت الآن تعتبر الكلام السابق نوعًا من «تكسير المجاديف»، بينما الحقيقة جرس إنذار يسعى لإثارة انتباه تيار يقول إن هدفه إنقاذ مصر، دون أن يفعل شيئًا سوى الهتاف حينما يشتد الارتباك: «لحظة واحدة يا مصر.. هاكتب وثيقة إنقاذك واجيلك».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

هطول أمطار وانخفاض فى درجات الحرارة بشمال سيناء.. صور

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

ترامب يفاجئ هوليوود بتعليق صادم بعد مقتل مخرج شهير.. ماذا قال ؟

تجدد الخلافات بين شيرين عبد الوهاب وشقيقها والعودة إلى ساحات القضاء

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا


بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

برشلونة يشيد بموهبة حمزة عبد الكريم: نجم واعد للمستقبل

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى