أكاذيب «البشير»

عبد الفتاح عبد المنعم
عبد الفتاح عبد المنعم
إذا كنا نعتبر سيناء أمنا قوميا فإن منطقة حلايب وشلاتين هى أيضا أمن قومى، وأن الاقتراب منها خط أحمر حتى لو الطرف الذى اعتدى علينا عربى مسلم، لأنه لا تهاون مع أى عدوان يحاول أن يسلب حقوقنا فى هذه المناطق المصرية %100، وللتدليل على ذلك أن أحد أهم الأسباب وراء إعلان إسقاط الرئيس الإخوانى محمد مرسى الذى وعد البشير بحل قضية حلايب وشلاتين باعتبارها سودانية، وهو ما جعل الجيش يتحرك مع الشعب لإسقاط هذا العميل الذى كان ينوى التفريط ليس فى حلايب وشلاتين، بل وفى سيناء، عندما أعطى وعدا للحماس بإقامة دولة فلسطينية فى غزة وسيناء. إذن الحديث عن أى حلول لإخراج حلايب وشلاتين من خريطة مصر فإن مصير المتحدث هو السقوط، لأن حلايب وشلاتين مصرية الدم والهواء، ولا تفريط فيها.

والحقيقة أن الرئيس السودانى يغالط فى قضية حلايب وشلاتين، ليس بادعائه أنها أراضٍ سودانية، بل بأنه تقدم بشكوى مجلس الأمن بسبب مزاعمه بأن مثلث «حلايب» المصرى الذى جرت فيه انتخابات البرلمان، هو جزء من الأراضى السودانية، زاعما أن حلايب كانت طوال الحكم الثنائى جزء من السودان، وأن هناك بعض الأطراف تحاول أن تصعد الأمور بين البلدين، ولا نعرف من الذى يصعد؟ ولماذا هذه التصريحات الآن؟ وهل هناك تقسيم أدوار بينه وبين إثيوبيا، خاصة أن هناك رفضا رسميا وشعبيا لمشروع سد النهضة، وأن استمرار أديس أبابا فى هذا المشروع يعنى كارثة قومية؟! وإذا أضفنا إلى كارثة السد محاولات البشير فتح ملف انتهى منذ سنوات، ولم يعد أحد يستطيع أن يجبر مصر على التنازل عن أرض لها، لا مجلس الأمن ولا المحكمة الجنائية الدولية، لأن التفريط فى حبة رمل من حلايب وشلاتين يعنى إعلان نهاية أى رئيس مصر كما حدث مع الرئيس المعزول محمد مرسى.

نعم، البشير يحاول أن يفتح موضوعا تم إغلاقه منذ سنوات، بالإضافة إلى أن حقوقنا القانونية لهذه المناطق لا جدال فيها، وهو ما أكده الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى للزميل محمد إسماعيل بأن مصر لديها مجموعة من الدفوع للرد على السودان، وأبرزها أن التعديلات الإدارية التى جرت على الحدود المشتركة بينها وبين السودان تمت من الناحية الرسمية لأغراض إنسانية، وهى التيسير للقبائل التى تعيش على جانبى خط الحدود، وهى لا تزيد عن كونها مجرد قرارات إدارية عادية صدرت استجابة لرغبات المسؤولين المحليين فى المناطق المتنازع عليها، واقتصر أثرها على هذا الدور فقط.

وأوضح سلامة أنه إذا كان الأصل أن تتطابق الحدود الإدارية للدولة مع حدودها السياسية إلا أنه فى بعض الحالات يمكن أن يكون هناك اختلاف بينهما، مشيرا إلى أن الحدود الإدارية لا شأن لها على وجه الإطلاق، بتحديد نطاق السيادة أو الاختصاص الإقليمى للدول، فضلا عن أن وجودها من عدمه لا أثر له بالنسبة لمركز الدولة القانونى فيما يتعلق بحقوقها إزاء الإقليم أو المنطقة المعنية، فلا يعتد بموقع مثل هذه الحدود الإدارية، حال وجودها، من خط الحدود السياسة، سواء أكانت تتطابق مع الحد السياسى الدولى أم كان الأخير يختلف عنها ضيقا واتساعا.

هذا هو الرد القانونى على محاولات البشير التى لن تنتهى، لأن هذا الرئيس يسعى إلى تصدير المشاكل الداخلية للخارج، والدليل أنه كلما ارتفعت وتيرة الغضب السودانى من حكم البشير يحرج علينا هذا الرئيس بوصلة هجوم على مصر، وعلينا من الآن الرد بقوة على تجاوزات الرئيس السودانى، فهل تصحو «الخارجية» من نومها للرد على تجاوزات الرئيس السودانى؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هولندا تستضيف معسكر أكرم توفيق مع الشمال استعدادًا للموسم الجديد

جرائم التنقيب عن الآثار تهدد التراث المصري والداخلية تتصدى

يانيك فيريرا يستعين بتقرير الرمادى لتحديد احتياجات الزمالك وملف الراحلين

عيادات الموت.. تفاصيل ضبط مهندسة وسكرتيرة انتحلتا صفة طبيبة تجميل

كيلو السمك بـ30 جنيه بس.. قرية البشندى بالوادى الجديد تحصد الدفعة الثانية من مزرعة الأسماك الحكومية.. طرح المنتجات للمواطنين بأسعار مخفضة.. ورئيس المركز: خطة لتعميم التجربة فى القرى لتحقيق الأمن الغذائى.. صور


عقوبته تصل للمؤبد.. التزوير جريمة تقود صاحبها لخلف القضبان

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

الدورى المصرى ضمن أقوى 25 مسابقة محلية فى العالم

مأساة فى المنيا.. أب يقتل أطفاله الثلاثة بسبب خلافات أسرية

آمال ماهر تتعاون مع الملحن محمود أنور في ألبومها الجديد.. اعرف التفاصيل


أجمل 10 أهداف فى مباريات دور الـ 16 من كأس العالم للأندية (فيديو)

5 حالات للإخلاء الإجبارى فى قانون الإيجار القديم.. أبرزها امتلاك وحدة بديلة

استشهاد 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة

المصري يعلن تفاصيل التعاقد مع عمر الساعي على سبيل الإعارة لموسم واحد

تعرف على موعد وصول المدير الفنى الجديد للزمالك والإعلان الرسمى عنه

بعد جدل حذف أغانى أحمد عامر.. هل الغناء حلال أم حرام؟.. الدكتور على جمعة: لا يوجد حكم مطلق وهناك موسيقى تهذب الروح.. الشيخان محمد الغزالى وعبد الحليم محمود يفتيان ياسمين الخيام.. وهذا ما قاله الشعراوى لـ شادية

الزمالك يترقب وصول مدربه الجديد يانيك فيريرا خلال ساعات

مصر تدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية

109 لجان طبية و29 معمل تحليل لإجراء الكشف الطبى للمرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ

ناشئو اليد ينافسون فنلندا وهولندا وجزر الفارو على مراكز بطولة أوروبا المفتوحة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى