أزمة «احترام»

محمد صلاح العزب
محمد صلاح العزب
كتب - محمد صلاح العزب
قديما كان الأدب قيمة فى حد ذاته، وقتها «فضلوه على العلم»، وحين قرروا إلغاء وزارة المعارف حولوها إلى «التربية والتعليم»، وكان يحلو لنظّار المدارس التأكيد على فكرة «التربية» قبل «التعليم»، وكان المدرس يحظى بلقب «تربوى»، وكانت المواد الدراسية مسبوقة بكلمة تربية بمناسبة ودون مناسبة فتجد: التربية الدينية، والتربية الفنية، والتربية الرياضية، وتجد التربية النوعية، والتربية الزراعية، والنفسية، وكأن المجتمع كان يطمح إلى أن يكون مجتمعا «مهذبا»، ولذلك كان «يتمحك» فى التربية ويلصقها فى كل شىء.

كل هذا كان قديما، ولكن إذا «جرينا» الشريط بأقصى سرعة، سيتوقف مرغما عند «مفيش صاحب يتصاحب.. ومفيش راجل بقى راجل.. هنتعامل ويتعامل.. طلع سلاحك متكامل».
انس الأدب، وانس التربية، لأن الموضوع كبير ومعقد، وارتد ملابسك وانزل وامش فى شوارع المحروسة، وادخل مؤسساتها وشركاتها ومقاهيها ومطاعمها وسينماتها ومستشفياتها وافتح تليفزيوناتها، وتكلم مع أبنائها، واسأل نفسك: هل تشم رائحة الاحترام؟

لماذا اختفت رائحة الاحترام من الشارع المصرى، لماذا لم يعد الصغير يحترم الكبير أو «المتوسط» أو «الصغير»؟ لماذا لم يعد أحد يحترم أحدا إلا «مجبرا»، لماذا حلت كلمات مثل «بمزاجى» و«ليك شوق فى حاجة؟» و«ملكش فيه» و«اخلع» و«غور» محل «شكرا» و«من فضلك» و«ربنا يخليك» و«تسلم إيدك» و«بعد إذنك»؟

لماذا اختفت مفاهيم مثل: السواقة أدب وحلت محلها كلاكسات مثل «تيت تيت تيت تا تا»، لماذا لم تعد الرياضة «لعب وفن وهندسة وأخلاق» وتحولت إلى «نحتاية وسبوبة وشتيمة وألفاظ وحركات بذيئة»؟
أنا شخصيا مشيت فى شوارع أم الدنيا، و«طرطقت مناخيرى» وبحثت عن رائحة الاحترام، فى المدرسة.. فلم أجد سوى قم للمعلم وفّه «التلطيشا».. كاد المعلم أن يكون «شاويشا»، يقول الأب والأم: بسم الله الرحمن الرحيم، ويذهبون بأولادهم وهم «متربيين» إلى المدرسة، ليعود الطفل تلميذ أولى ابتدائى وهو «يشخر» و«يسب الدين» و«يُسبرس» من السبرسة، هل تكذبنى، وتقول إن هذا لا يحدث فى أولى ابتدائى وأنه يبدأ من «تالتة» أو «رابعة»؟ دعنى أقول لك، حضرتك قديم، المنهج اتغير، والسجائر والشتيمة أصبحت مقررة على طلاب السنوات الأولى من الابتدائى، أما من «تالتة» أو «رابعة» فيبدأ التلاميذ فى تلقى دروس التحرش بنوعيه: «الفردى» والجماعى» مع التطبيق العملى على مدارس البنات المجاورة، وبدءا من «خامسة» يبدأ فى تعلم فنون البلطجة، ويدرس فى كتاب «عطوة فى فنون فتح المطوة»، ولا ينجح فى المرحلة الابتدائية إلا إذا تخطى اختبار «التعليم» على المدرسين ونجح فى أن «يعلّم» على 4 أو 5 مدرسين كحد أدنى، لينطلق إلى مراحل الإعدادية والثانوية ليمارس كل فنون «الشمال» باقتدار.
طالب لا يحترم المدرس، ومدرس لا يحترم مهنته، ودولة لا تحترم العملية التعليمية كلها، ثم تكلمنى عن احترام المستقبل، دعنى أقل لك: يا أخى.. لأه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قرار مهم من ديانج بخصوص تجديد عقده مع الأهلى.. اعرف الحكاية

وزارة الصحة: توقيع 3 اتفاقيات بقيمة 36 مليون يورو لدعم تصنيع اللقاحات

اليوم الأسود للطيران..غدا ذكرى سقوط 3 طائرات ومصرع 194 شخصا..وغموض حول فاجنر

اتحاد جدة يستهدف كاسيميرو بناءً على توصية بنزيمة

محامي شيرين يطالب وزير الثقافة ونقابة الموسيقيين بإنقاذها بعد أنباء عودتها لحسام حبيب


نقل مباراة الزمالك وفاركو إلى استاد السلام بدلا من هيئة قناة السويس

أخبار مصر.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 38 درجة

السجن 10 سنوات لمالك محلات تجارية شهير متهم ببيع أجهزة تابلت التعليم

الحذاء الذهبي ينهي خصومة مكة وكيان محمد صلاح.. اعرف التفاصيل

التنظيم والإدارة يعلن توقف امتحانات مركز تقييم القدرات غدا بسبب حريق بالجراج


الداخلية تكشف سر الثقب الأسود: بداخله 20 شخصا بينهم 8 سيدات و 5 أطفال

محمد صلاح يزين قائمة أوفياء الدوري الإنجليزي قبل مواجهة نيوكاسل

احتراق 2.4 مليون فدان.. أوروبا تواجه أسوأ موسم حرائق غابات فى تاريخها

إغلاق "الثقب الأسود" بالهرم بعد شكاوى مواطنين عن وجود متسولين.. صور

الزمالك يزاحم المصري بالقمة.. اعرف ترتيب دوري نايل بعد نهاية الجولة الثالثة

الونش وعبد المجيد وبيكهام في القائمة النهائية لمنتخب مصر لمباراتي إثيوبيا وبوركينا

عودة الأهلي.. مواعيد مباريات الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري

ستكون إشارة تضامن قوية.. دبلوماسى ألمانى سابق يطالب حكومة بلاده الاعتراف بدولة فلسطين

بيراميدز يفقد 4 نقاط في 3 مباريات في انطلاقة الدوري.. تعادلان وفوز

لايبزيج فى ضيافة بايرن ميونخ فى افتتاح الدوري الألماني الليلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى