مباريات الغباء والغضب

سامح جويده
سامح جويده
بقلم : سامح جويده
حينما تغلبنا الحماقة ويعمينا الغباء يصبح من الطبيعى أن تحاصرنا الكوارث. فيموت الآلاف فى حوادث الطرق ويستشهد المئات بسبب الإرهاب ويموت العشرات فى مباراة لكرة القدم. فانتشار الغباء فى مجتمع يجعل حياة الناس رخيصة. فمن نجا من حماقة نفسه مات بحماقة الغير. الأمر أشبه بالنيران الصديقة تصيبك من أقرب الأغبياء إليك، فمعظم حوادث المرور بسبب نوم السائق أو رعونته أو استهتاره وكلهم من الغباء وكل مصائب الإرهاب بسبب انحراف دينى أو جشع سلطوى أو فكر فاسد وكلهم غباء، والذين ماتوا لمشاهدة مباراة كرة أيضًا حاصرهم الغباء، فكيف يتم تمرير قرار حضور المشجعين لمباريات الكرة رغم تحذيرات وزير الداخلية والمؤسسات الأمنية بأن المناخ غير ملائم وبأن حالة الانقسام السياسى والخلاف قد تصنع مذبحة فى أى ملعب. وكيف يتم الضغط وعودة المتفرجين بدون الالتزام بأى من الضوابط الأمنية التى تم الاتفاق عليها، فأين كاميرات المراقبة وأين المساحات الواسعة بين الأبواب وأين تنظيمات السلامة والأمن. وهؤلاء الشباب والمراهقون أين عقولهم فى التجمهر أمام باب الاستاد بهذا الشكل الهمجى ومحاولتهم للدخول بالقوة والعراك مع الأمن. وأين مسؤولية الأمن فى التعامل الرشيد مع الشغب فالنتيجة فى النهاية أن هناك العشرات ماتوا بسبب هروبهم فى مواجهات أمنية. نعم أخطاء الشباب والمراهقين بلا شك إلا أن ذلك ليس مبررا كافيا لقتلهم بأى وسيلة ولو بالتدافع.

وللأسف لم تقف الحماقات عند حدوث الكارثة بل تعدتها للتفسير والتأويل. فلا يمكن أن ترمى الدولة كل أخطائها على شماعة الإرهاب والإخوان والأيادى المندسة واللهو الخفى. فحنق الشباب وغضبهم واضح لا يحتاج إلى توجيهات إخوانى أو تمويل إرهابى فنحن أمام الملايين من الشباب والمراهقين الذين حصلوا على تعليم متدنٍ فقير فى مدارس أشبه بمزارع الدواجن، خرجوا منها بلا فكر أو علم أو تأهيل إلى مجتمع بخيل فى الموارد والفرص فلا وجدوا عملا ولا شعروا بأمل بل مجرد وعود وكلام وأنين لذلك فهم قنابل مشتعلة بالفعل وليست قابلة للاشتعال كما يصفها المتخصصون، فلا الإخوان ولا الإرهاب قادرون على تحريك هذا الكم من الشباب فى مختلف الأعمال التخريبية بل هو الغضب والإحباط والفراغ وكره المجتمع. وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول عقابهم فإن الغضب دائما هو عقاب الجميع.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%


إعلام عبرى: ترامب مارس ضغطا شديدا على نتنياهو لوقف النار فى غزة

محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

من أجل مياه نظيفة صالحة.. تحسين نوعية المياه على رأس أولويات الحكومة.. الانتهاء من التقييم البيئى والفنى للمنشآت الصناعية على مصارف كتشنر وبلبيس وبحر البقر.. وخفض أحمال التلوث من الصرف الصناعى على بحيرة المنزلة


احذر.. الحبس عامين حال تهديد سير العملية الانتخابية بوسائل الترويع

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

ملخص وأهداف مباراة فلومينينسى ضد تشيلسى فى نصف نهائى كأس العالم للأندية

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

إعلام أمريكي: بدء اجتماع ترامب مع نتنياهو في البيت الأبيض

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

وائل القبانى يعتذر لأيمن الرمادى على الهواء عن تصريحاته بأحد البرامج

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

قياسات طبية لنجوم الأهلي بالقاهرة قبل معسكر تونس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى