دوامات حول «السيسى»

عمرو جاد
عمرو جاد
بقلم - عمرو جاد
يقف الرئيس السيسى الآن عند مفترق طرق.. تلك فرصة يمنحها التاريخ لأى نظام سياسى حتى يعيد ترتيب أوراقه، ويضع نفسه على الميزان، ويتعلم من أخطاء أسلافه.. والنظام الحالى يدور بين دوامات ثلاث: دوامة الواقع، وهو ملىء بالقهر والآمال المنقوصة، ودوامة المتوقع، وهو مخيف إذا استمر الوضع بنفس الوتيرة، ودوامة المأمول، كلنا اتفقنا على التخطيط له ثم اشتركنا فى تلويثه، وتحطيم قواعده.

تكشف الضربات التى تلقاها هذا النظام فى فترة قليلة حجم الصمود والتصميم الذى يسيطر على أدائه.. ربما هو صمود مستمد من تأكيدات «السيسى» المتكررة على «عودة هيبة الدولة وسيادة القانون»، لكن دوامة الواقع تكون أقوى أحيانًا مما يتخيلها كثير ممن بيدهم مقاليد الحكم، هؤلاء الذين استلوا أسلحتهم منذ 3 يوليو استعدادًا للأسوأ، لكن لم يتصوروا أن هذا الأسوأ سيكون مظلمًا وممتدًا ومناورًا ومدعومًا بتراكمات من أخطاء الماضى، وخطايا الأنظمة السابقة، بل ومشحونًا أيضًا بغباء، وسوء إدارة من مسؤولين حاليين، فانشغل النظام بلملمة ما تبعثر منه، واعتبر توقع ما تحمله الأيام المقبلة نوعًا من الترف.

لم يبق من حاسة المتوقعين فى هذا النظام سوى استغلال الخوف المسيطر على النفوس من ضياع هذا البلد، فيتركون لأنفسهم العنان فى تبرير البطش بمقتضيات الأمن القومى، وتفسير خرق القانون بالحفاظ على حياة المواطنين، والتحجج باستعادة الأمن عند التمادى فى الاستغلال السيئ للسلطة، وتحويلها لقسوة مفرطة.. أصبحت الأيدى تعمل قبل العقول أحيانًا، والأصابع تستجيب لسحر الزناد قبل أن تستجيب لإشارات المخ.

عند بدايتها كانت 30 يونيو وما بعدها عفية، ومليئة بالمفاجآت، وسجلت الدولة نقاطًا كثيرة فى صراعها مع اللادولة.. لا تفسير لدىّ لذلك سوى أنها كانت تفكر أكثر، و«السيسى» لم تعد لديه رفاهية الوقت الآن للتجربة والخطأ، فهو يخسر من حيث لا يدرى، ومن كثرة المتكلمين حوله، وقلة الفاعلين. اليوم وبعد أن أصبحت الأرض من تحته أقل اهتزازًا عليه أن يترك مساحة من مخاوفه لصالح قرارات شجاعة، ليس فقط لإرضاء الناس– وهم أحق بالرضا- لكن أيضًا لأن مستقبل حكمه مرتبط بقدرته على اتخاذ مثل هذه القرارات.. مرتبط بسرعة القصاص من مستحلى الدماء، بقدر ما هو يسعى لاستقلال السلطة القضائية، وهكذا يمتد الخط على استقامته.

نحتاج القرارات الشجاعة الفاعلة، لأنها بالتأكيد خير من الخطب الرنانة الحانية، فالكلام أصبح سلعة متوافرة ورخيصة، بينما العقل مازال بضاعة نادرة، ولن يستمر الأمر طيعًا تحت يدى النظام، إذ اكتفى بكل انتصار تقابله هزيمتان، فالسلطة لا يجب أن تستسلم لغفلتها حتى لو كانت الضربات موجعة، وقد شكا المصريون دومًا من فكرة الحاكم الأوحد، والقائد الأوحد، والمعارض الأوحد، بينما يهللون الآن لمن يروجون لفكرة المُخطِط الأوحد.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البابا تواضروس: المثلية إما مرض يحتاج علاج أو خطية تحتاج توبة

ترامب: ما لا يدركه بوتين هو أنه لولا وجودى لشهدت روسيا أحداثا سيئة للغاية

بوتين يلعب بالنار.. ترامب يحذر القيصر: أمور سيئة قد تحدث لروسيا

دونجا يقترب من الرحيل عن الزمالك.. اعرف التفاصيل

السعودية تعلن غدًا أول أيام شهر ذي الحجة.. وعيد الأضحى الجمعة 6 يونيو


الإسماعيلى يستغل مباراة غزل المحلة "بروفة" قبل مواجهة سيراميكا

تفاصيل جلسات كبار الأهلي لتحفيز اللاعبين لحسم "ريمونتادا أغلى دوري"

عقب قرار المحكمة الرياضية.. غدا الإعلان عن بطل الدورى الممتاز لموسم 2024 - 2025

محافظ بنك إسرائيل: استمرار الحرب يرفع الدين مقابل الناتج الإجمالي بـ71%

تامر مصطفى يستفسر من الإسماعيلى عن أزمة إيقاف القيد قبل مناقشة تمديد العقد


الحلاقة أو الطرد.. قانون "الذقن" فى البحرية الأمريكية يثير غضب الضباط السود

غياب الزمالك وبيراميدز وسيطرة للأهلى.. 3 أندية فقط تسجيل من كرات ثابتة

انفجارات وحمم بركانية عملاقة تتدفق من داخل بركان كيلاويا فى هاواى.. فيديو

موعد مباراة الأهلي وفاركو في مواجهة حسم الدوري..والقنوات الناقلة

إمام عاشور يتمسك بخوض مباراة الأهلى وفاركو لقيادة الاحمر لمنصة التتويج

الزمالك ينهى الاتفاق مع بن شرقى المحلة

الطب الشرعى يحسم الجدل بشأن واقعة وفاة أحمد الدجوى

انخفاض 9 درجات.. هيئة الأرصاد الجوية تزف بشرى سارة للمواطنين

ميلاد هلال ذو الحجة وغدا أول أيامه فلكيا..وهذا موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى

أقوى الأسئلة فى اللغة الإنجليزية مش هيخرج عنها امتحان الثانوية العامة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى