عزة أحمد الطهطاوى تكتب : التجربة البرلمانية

مجلس الشعب
مجلس الشعب
تابعنا ببالغ العجب والدهشة أخبار تقدم المرشحين لبرلمان 2015، أسماء ما جاءت بها السياسة من سلطان، ولئن سألت كل مُرشح محتمل: هل قرأت الدستور؟ هل لديك خلفية كاملة عن مشاكل واحتياجات الدائرة التى تتقدم لتمثلهم فى البرلمان ؟ سيُجيبكَ معظمهم بأن : "ربنا يسهِّل" .
أعجب لعبثية المشهد، البداية غير المُشجعة على الإطلاق والمتمثلة فى حدوث اشتباكات بالأيدى بين بعض المتقدمين بأوراقهم للترشّح وكذلك بين جموع المؤيدين المصاحبين لهم، هذا غير الصور التى نُشرت للسادة الموقرين وهم يقفزون من الشبابيك بعد تقديم الأوراق بحجة شدة الزحام، وأنا أعتبر هذه القفزة الأنيقة هى باكورة الحملة الإعلانية التى ربما تحمل عنوان "امسك مُرشَّح" أو "البرلمان البرلمان لنخلى عيشتكوا جنان".
غير أنه علت أصوات الاعتراض على بعض الوجوه التى لطالما قرأ الشعب المصرى عن انحرافاتها، فالذاكرة المصرية مُتخمة بكثير من الخذلان وخيبة الأمل فى أعضاء برلمانيين سابقين، سواء من أعضاء الحزب الوطنى المنحل أو من الأحزاب التى تصطبغ بصبغة دينية، أو هؤلاء الذين كل مؤهلاتهم أنهم يملكون المال الكثير ويشتهون الجاه وفقط .
دعوا من يترشح يفعل، ومن يرغب فى حمل لقب "مرشح سابق" أو لقب " كان مرشحًا محتملا" أو حتى "مرشح مياه"، يعيش حلمه لفترة وجيزة، لأنه حتمًا باختياراتنا الواعية سيفيق من حلمه على أصواتنا التى ستعلو بالرفض، فنحن لا نرغب فى برلمان تجريبي، أو برلمان "على ما تُفرج"، نحن نريد برلمانًا يُمثلنا، كل نائب سيدخله من المفترض أن يكون سفيرًا أمينًا على الدائرة التى يمثلها، يعى جيدًا مشاكلها، ولديه رؤية محددة فى كيفية حلها أو التخفيف من حدتها على أقل تقدير.
الفاسدون والطامعون والمتلونون لا مكان لهم تحت قبة مجلس الشعب، وكذلك المتاجرون بعواطفنا الدينية، فقد تعلمنا خلال سنوات المرار كيف نفرز الصالح من الطالح، وكيف نعطى صوتنا لمن يستحقه، تعلمنا أن نسأل أنفسنا قبل أن نخط بالقلم إذا ما كان اختيارنا إثمًا سيطاردنا بلعناته أم اختيارًا طيبًا سنأكل من طيب ثمراته .
كل الوجوه القبيحة التى خرجت من شقوقها كى تدس بأنفها فى مستقبلنا الذى نبنيه الآن بشق الأنفس، وبالصبر على المكاره والقنابل وطلعات الغدر التى تأتينا من الشرق والغرب، وبإحتمال كل الشرور التى تتطاير شظاياها حولنا ليل نهار، كل هذه الوجوه التى ظهرت لتدعى أنها قادمة كى تُمثل قطاعاً من الشعب وتأتى له بحقوقه كذبًا، عليها أن تخجل وتعاود البقاء فى الظل وخلف الأبواب، لأنه ما عاد فى قوس صبرنا منزع، وسنرفضها ونعيد نشر تاريخها المُخزى حفاظًا على وطننا الذى لا يفهمون معناه، ولا يبالون بالحفاظ عليه .
الحفاظ على الوطن لا يحتاج دعوة، الوطن هو الأرض التى تدب عليها كل صباح، وهو السماء التى تبيت تحت سقفها كل مساء، والجدران التى تحتمى بها من هجمات الأعداء تلك الجدران التى يحرسها أبناؤك أو أبناء جيرانك أو أبناء أفراد من عائلتك فنحن لم نستورد حراسًا من الخارج ليقوموا بحراستنا .
أنا مواطن، إذًا لابد أن يكون لى وطنًا أنتمى إليه، وهذا الوطن الذى وُلدنا على أرضه يُدعى مصر، ولئن سألت القوم الطامعون فى شهرة أو حصانة أو منصب، هؤلاء الذين يسيرون عكس المفهوم الطبيعى للوطن ليقولن لك أننا الصفوة ولابد أن نظل، وما هم بصفوة ولا غيره، إنما الصفوة اليوم للشعب وعليهم أن يدركوا ذلك فى القريب العاجل عندما نقول كلمتنا فى إذن الصناديق .
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بريسيلا بريسلي ترد على إدعاءات تمس حفيدتها رايلي كيو وعائلة جون ترافولتا

انتخابات النواب 2025.. أرقام الحصر العددى لدائرة الزقازيق فى الشرقية (فيديو)

الحصر العددى لدائرة دكرنس وشربين وبنى عبيد.. باسم بهاء يحصد 121327 صوتا

ظاهرة فلكية مهمة فى شهر رمضان المقبل.. تعرف عليها

مواعيد مباريات اليوم الجمعة فى ثانى جولات كأس عاصمة مصر


الحصر العددى لدائرة المنصورة بالدقهلية.. تامر القصبي يحصد 87228 صوتًا

النفيلي وقدح يتصدران.. الحصر العددى لدائرة طوخ وقها بالقليوبية فى إعادة النواب

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 19-12-2025 والقنوات الناقلة

المترو يصل المدن الجديدة والمطار.. توسعات كبرى لشبكة المواصلات فى مصر

تعرف على الجوائز المالية لبطولة كأس العرب بعد تتويج المغرب


برودة شديدة وشبورة.. حالة الطقس اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025 فى مصر

حسام حسن يجتمع بصلاح ومرموش.. ومفاجأة خاصة لمحمد الشناوى

أحمد العوضى عن حلقته مع صاحبة السعادة: أخوكم الأعلى مشاهدة حلقة بوم إن شاء الله

ترامب: الرئيس عبد الفتاح السيسى صديق لى وأرغب فى استضافته

الأردن ضد المغرب.. أسود الأطلس بطل كأس العرب بثلاثية.. فيديو وصور

رحلة نيفين مندور من النجومية للوفاة ودخول المشرحة لدموع فراق الأحباب بالمقابر

العثور على جثة طفلة بعد اختفاءها في ظروف غامضة بالصف

جميلة دائما من الشباب لآخر العمر.. صور تنشر لأول مرة للراحلة كريمان

الأردن ضد المغرب.. نهاية المباراة بالتعادل 2-2 واللجوء لوقت إضافي.. صور

الأردن ضد المغرب .. النشامى يتقدمون بالهدف الثانى بالدقيقة 68 من ركلة جزاء.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى