شيوخ غنوا للحب.. أبرزهم محمد عمران ومحمد الهلباوى وطه الفشنى

الشيخ طه الفشنى
الشيخ طه الفشنى
كتبت نبيلة مجدى
كثيرا ما يتخيل البعض أن هناك صراع بين الحب والدين، فى كل عام تثار الأقاويل حول الاحتفال بعيد الحب ومدى توافق هذا مع صحيح الدين، غير أن تاريخنا المصرى الحديث يكفينا عناء الوقوع فى هذا الجدل السنوى الذى أصبح مكررا، فتاريخنا القريب حفظ لنا ذكرى شخصيات دخل الحب إلى وجدانها متزامنا مع الإيمان، وتعلموا أن يصدحوا نغما مع تعلمهم قراءة القرآن وتجويده، فصاروا أيقونات للحبين "حب الهوى والغناء" و"الحب الإلهى الفياض".

ولعل الشيخ محمد عمران يجسد تلك الحالة النادرة من تلاقى كلام الحب مع كلام الله بشكل تلقائى مبهر، فقد حفظت لنا التسجيلات بعض ما غناه من قصائد غرامية رائعة يبث فيها لوعة العشق ويستعرض من خلالها آلام الهوى، وليس أدل على هذا من قصيدة: "يا من هواه أعزه وأذلنى.. كيف السبيل إلى وصالك دلنى" وهى القصيدة التى جعلت من شهرته كقارئ للقرآن تعادل شهرته كمطرب له مريدوه ومحبوه، ثم صار هذا التلاحم بين "الحبين" إيجابيا، فصار من يستمع إلى قصيدة عمران يغرم به كقارئ للقرآن، ومن يسمعه يقرأ القرآن يغرم به كمطرب له صولات وجولات.

ولأن العلاقة بين الغناء وقراءة القرآن وثيقة، ولأنها أكبر من أن نلم بها دون أن نقف على أسبابها وأعلامها فسنستعرض هنا بعض أهم هذه الأصوات التى امتزج فيها "الحبين" مؤكدين على أنه لمعظم من قرؤوا القرآن تسجيلات غير معلنة لأغنيات معروفة ومشهورة لكبار الفنانين، أو حتى أغنيات خاصة، فالقائمة تطول لتشمل الشيخ "مشارى راشد" والشيخ أبو العلا محمد، والشيخ محمد الهلباوى الذى خاض بصوته العذب فى عالم الابتهالات والتواشيح الدينية قد غنى أيضا للحب، فمن سمعته يوما يبتهل: سبحانةُ كُلُ ما فى الكونِ صنعُتهُ فإن أرادَ فلا تسأل عن السببِ

هو ذاته الذى غنى على ألحان الناى والدفوف: "أنا الصب المتيم فى هواكم وقلبى من هواكم فى شجون.. وقفت بباب حيكم سحيرا انادى يا لقومى فنجدونى ..ويا لعشيرتى ان مت وجدا ففى بحر المدامع غسلونى.. وقولوا مغرما قد مات وجدا و فى حى الأحبه فادفنونى..فموتى فى الغرام بهم حياتى اذا عطفوا عليا و واصلونى" وهى الأغنية التى من الممكن أن تعتبرها أغنية "عشق إنساني" أو "عشق إلهي" دون أدنى شعور بتأنيب الضمير.

ويرجع الفضل للشيخ على محمود الذى كان مؤذن مسجد الحسين، فى إرساء قواعد قراءات القرآن التى لا تزال منتشرة بين مقرئى مصر حتى الآن، ويرجع له الفضل فى نشر أسلوب تنغيم قراءة القرآن.
ويقول المؤرخون إن القصائد والموشحات التى غناها تمثل حلقة وصل بين ترتيل القرآن وبين الغناء العربى المتقن.

غنى الشيخ قصيدة "يا نسيم الصبا" فى منتصف العشرينيات، والتى لحنها الشيخ زكريا أحمد، ومزج فيها بين أسلوب المقرئين والمنشدين والمطربين:
يا نسيم الصبا تحمل سلامى لظباء الحمى ووادى سلام
ثم بلغهم تحايا محب خلفوه ينوح نوح الحمام
ولعل الزمان يسمح يوما وأرى طيفهم ولو فى المنام
وأملى ذكراهم على عسى يشفى فؤادى بذكرهم من سقام
فهو لوعتى وفرط شجونى والتزامى بأهل ذاك المقام
كما غنى الشيخ الراحل كلمات إبن الفارض:
تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذا كا وتَحكّمْ، فالحُسْنُ قد أعطاكَا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاضٍ فعلّى الجمالُ قدْ ولاّكا
وتلافى إنْ كانَ فيهِ ائتلافى بِكَ، عَجّلْ بِهِ، جُعِلْتُ فِداكا!
وبما شئتَ فى هواكَ اختبرنى فاختيارى ماكانَ فيهِ رضاكا
فعلى كلِّ حالة أنتَ منى بى أولى إذْ لمْ أكنْ لولاكا
أما الشيخ طه الفشنى الذى دائما انتظر المصلون تلاوته التى تسبق صلاة الفجر فى رمضان ويؤدى الابتهالات، ويرفع الأذان فلم يحرم آذان محبيه من بعض الوصلات الطربية حيث غنى:

ما شممتُ الورد إلاّ زادنى شوقاً إليكْ
وإذا ما ماس غصنٌ خلته يحنو إليكْ
إن يكن جسمى تناءى فالحشى باقٍ لديكْ
أنتَ تدرى ما الذى قد حلّ بى من مقلتيكْ
رُشق القلب بسهمٍ قوسه من حاجبيكْ
كل حسنٍ فى البرايا فهو منسوب اليكْ
إن ذاتى وصفاتى ياحبيى فى يديكْ
إن رب العرش والأملاك قد صلى عليكْ

وكان الشيخ الراحل صاحب موهبة استثنائية، حيث وصلت مساحة صوته لأوكتافين "جواب الجواب" بل وكان يستطيع أن ينشد القصيدة الواحدة لمدة أربع ساعات متصلة بسبب طول نفسه الاستثنائى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الابتسامات ترسم الوجوه.. طلاب الثانوية العامة: امتحان الإنجليزي سهل ومباشر

إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص داخل ترعة فى أطفيح

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

قصر العينى: أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل "EZVent" أثبت كفاءة فى النتائج


بعد أنباء رحيله.. أرقام مصطفى شلبي مع الزمالك

ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025

حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق


إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص على الطريق الزراعي بسوهاج

خطة حسام حسن ونبيه والكاس على مائدة اتحاد الكرة فى اجتماع اليوم

الطريق إلى 30 يونيو.. بالصوت والصورة إرهاب الإخوان للمصريين قبل الثورة: "يا نحكمكم يا نقتلكم".. صفوت حجازى: "اللى هيرش مرسى بالميه هنرشه بالدم".. طارق الزمر: سنسحقهم.. وسلفى مؤيد للإرهابية: "هنفجر مصر"

المكسيك تهزم السعودية بثنائية وتصعد لنصف نهائي الكأس الذهبية

65 مليون دولار تنعش خزائن الفرق العربية فى كأس العالم للأندية

بنفيكا ضد تشيلسي.. ماريسكا: أمريكا لا تصلح لاستضافة مباريات كرة القدم

إنريكى: لا مجال للخطأ أمام إنتر ميامى.. وميسى الأفضل فى التاريخ

وزارة التعليم تواصل تصحيح امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2025

البرلمان الأوكرانى يعمل على إعداد مشروع قانون حول الانتخابات

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى