ما لا يعرفه أوباما عن داعش

وائل السمرى
وائل السمرى
كتب وائل السمرى
دون إلقاء اتهامات مرسلة، لدينا الآن عدة شواهد وملاحظات يجب أن نسردها قبل أن نتأمل الموقف الأمريكى من تنظيم «داعش الإرهابى»، فهذا التنظيم بأفرعه المتعددة يحظى بدعم «غير مرئى» من عدة دول، ولا يمكننا أن نتخيل أن تنظيما كهذا يحصل كل يوم على طوفان من الذخيرة الحية والمدفعيات الثقيلة دون أن يكون لديه خط إمداد وتموين من الأسلحة، ومعروف بالضرورة أنه لا يقوم بتصنيع مثل هذه المعدات، فمن أين إذن يحصل «داعش» على أسلحته؟ وكيف يعوض ما يستهلكه كل يوم من «ذخيرة»؟
ربما يكون هذا السؤال هو المفتاح الأول لتأكيد أن «داعش» على علاقة وثيقة ببعض الدول التى تمده يوميا بالعدة والعتاد، وليس من المنطق هاهنا أن يقول أحدهم إن هذا التنظيم يعتمد على المخزون المتروك من مخلفات نظام معمر القذافى فى ليبيا أو مخلفات نظام بشار الأسد فى سوريا أو مخلفات الجيش العراقى فى العراق، فلو صدقنا أن أسلحة «داعش» من مخلفات هذه الأنظمة فمن أين يحصل على «الذخيرة» التى تتجدد يوميا؟
يتمركز «داعش» فعليا فى أربع دول، هى: سوريا ومصر والعراق وليبيا، وله فى كل بلد من يحاربه، وإذا ما نظرنا إلى خريطة الوطن العربى فسنجد أن الأماكن التى يتمركز بها «داعش» مناطق التصاق حدودى مع فلسطين وإسرائيل وتونس وتركيا، كما أن له حدودا مفتوحة على البحر المتوسط فى الرقة بسوريا وطرابلس بليبيا والعريش بمصر، ولذلك فلا يمكننا أن نتخيل أن داعش تعيش «بمفردها» وهو ما يلقى بالمسؤولية على المجتمع الدولى- وعلى رأسه أمريكا- الذى يسهم، بصمته عن حصار داعش، فى توغل الإرهاب وتوحشه.
هنا يجب أن نتذكر موقف مجلس الأمن الذى رفض تسليح الجيش الليبى، كما رفض حصار داعش فى ليبيا، مانحا هذا التنظيم فرصة ذهبية لتغيير الأوضاع على الأرض وإفشاء الذعر والترويع بين المواطنين والتمادى أكثر فى الاستيلاء على ثروات العالم العربى وآثاره، وهو ما يبدو تغاضيا من أمريكا عن انتهاك جميع الأعراف الإنسانية والدولية.

ما لا يعرفه أوباما عن داعش هو أن هذا التنظيم ليس تنظيما «إسلاميا» أو «عربيا» أو «إقليميا» لكنه حلقة فى الحرب على الحداثة العالمية بتجلياتها وإبداعاتها، تنظيم يحارب الإنسانية بصورتها المتطورة ويعيدها إلى عصر البداوة والبدائية، تنظيم كفر بالنظم السياسية والاقتصادية العالمية الحديثة، واستمد فكره من الأيديولوجيات الرجعية البائدة، بما يعنى أن أمريكا ليست ببعيدة عن نيران هذا التنظيم أو أفكاره، فكما نشأت احتجاجات «وول ستريت» تأثرا بثورات الربيع العربى فليس ببعيد أن تنشأ حركة «الهنود الحمر الجدد» تأثرا بداعش.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الدوري الإنجليزي يخسر نجومه في أمم أفريقيا 2025.. صلاح ومرموش الأبرز

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية


حالة الطقس.. تمركز للسحب الممطرة على شرق البلاد مصحوبة بأمطار غزيرة

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

نهائى كأس العرب 2025.. تفوق عرب أفريقيا على آسيا فى النهائيات

انتشار أمنى مكثف لتأمين جولة إعادة المرحلة الثانية من انتخابات النواب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار


الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

فنيون وعمال وبائعون.. تعرف على 747 فرصة عمل جديدة فى الجيزة

عبد الرؤوف يجهز بدائل الزمالك أمام حرس الحدود بكأس العاصمة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

قائمة شاملة بغرامات مترو الأنفاق 2025.. 41 مخالفة

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى