"ابن تيمية فى الميزان" كتاب لـ"محمد القوصى"

يرى محمد القوصى، فى كتابه "ابن تيمية فى الميزان" أن "ابن تيمية" شخصية متناقضة، فهو أصولى لكنه أنكر ما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، وحنبلى خرج على الحنابلة ومذاهبهم، ومن أشهر أعداء الفلسفة وفى الوقت نفسه فيلسوف السلفية الأكبر، وفتح باب "التكفير على مصراعيه وقال: لا يجوز تكفير أحد من أهل المِلَّة، وحرَّر النصارى من أسر التتار، ثمَّ أفتى بهدم كنائسهم، وحارب الصوفية، ثمَّ وصفهم بأنهم صدِّيقو الأمة، وأوصى بأنْ يدفن بمقابرهم، وهو الذى كفَّر الفلاسفة، ثمَّ اعتبرهم أفضل البشر أخلاقاً وعلماً بعد الأنبياء، وهو الفقيه المجدِّد، والعقبة الكئود فى وجه المجدِّدين.

والكتاب خلاصة رسالة علمية، نجح فيها "القوصى" فى تبديد الأوهام، ودحض الأسطورة التى صنعها البعض حول الفقيه ابن تيمية، فالكتاب يؤكد أن "ابن تيمية" فقيه متناقض، وقد صدر عنه ما يصدر عن غيره من أخطاء وسوء تأويل، وأنه عاش حياةً عريضةً أشبه ما تكون بقصة محكمة مثيرة للخيال، وقادرة على التجوّل فى كل العصور، ولولا حدَّته وتبرُّمه وتسرُّعه وضِيق صدره؛ لكان من عباقرة التاريخ.


والكتاب يرى أن "ابن تيمية" أشعل الفتن، وأشهر سلاح التكفير فى وجه مخالفيه، وخرج على إجماع الأمة، وولغ لسانه فى أعراض العلماء، ومزق وحدة الأمة، وقسَّمها إلى سلف وخلف، وفِرق ناجية، وفِرق هالكة، كما يصف "شيخ الإسلام" بالفقيه السلفى المتعصِّب بسبب موقفه المتطرف من أهل الكتاب، وكراهيته لأهل بيت النبى عليه السلام، وتحامله على فاطمة الزهراء، وبغضه للحسن والحسين، وتحقيره للإمام على بن أبى طالب، وتحريم زيارة الروضة الشريفة، وينكر المجاز فى القرآن الكريم، ويقول بزوال الجنة والنار!

ويزعم الكتاب أنه على سعة علم "ابن تيمية"، وشدَّة غيرته على الدين؛ إلاَّ أنه غابت عنه الحكمة والموعظة الحسنة، فسقطت البوصلة من يده، وعمّق الصراعات المذهبية، وأكثر الخلاف فيما لا طائل منه، وأشعل الحرائق التى لمْ تنطفئ.

ويؤكد الكتاب أن كتابات "ابن تيمية ممتلئة بالتكرار، والتضارب، والتناقض، والرد العنيف، واستخدام مختلف الأسلحة لمجابهة خصومه، وحشد الأدلة والشواهد بصورة مرعبة.

موضوعات متعلقة..

"ابن تيمية ليس سلفيًا".. كتاب يكشف الخلاف بين شيخ الإسلام وابن حنبل