محمد نصيح الجابرى يكتب: إعدام ميت

فقراء - صورة أرشيفية
فقراء - صورة أرشيفية
من المرات النادرة إن تفكر ذكرياتى فى الكتابة بدلا من قلمى.. ولكنى أقنعتها أنك الروح التى يستلهم منه القلم أحباره.. فبدأ القلم فى الكتابة.. وبدأت الذكريات تتذكر، أجزاء من مشاهد فيلم "إعدام ميت"، ولكن مع اختلاف السيناريو لكلا الفكرتين، ولكنى استخدمت اللفظ المجازى كمجاز عن "الفقير الضعيف" ليس فقط الرجل ولكنى أعنى أيضا "الأرملة، المطلقة"، اسمحوا لى أن أستخدم هذا التعبير المجازى بالنسبة للشخص الفقير.

نعم إن الفقير ينفذ فيه حكم الإعدام العديد من المرات ولكنه بقدرة من الله تعالى يظل حيا مكافحا ليس هذا الكفاح من أجل نفسه، ولكنه من أجل أبنائه فهو يحلم دائما إن يرى منهم الظابط والمهندس والدكتور فهو حق مشروع له كمخلوق من مخلوقات الله، وحق قانونى له كمواطن شريف، وليس هذا الكفاح من أجل الشهرة وكتب التاريخ، بالطبع لا.. إن الفقير له تاريخه الخاص والذى يفخر به دائما ولا يتهرب منه لأنه ذاق مرارة الفقر، أقولها مرة ثانية أقولها ثالثة إن الفقير له الجغرافيا الخاصة به إن الفقير له التاريخ الخاص فهو فخور بنفسه لأنه صادق العهد حسن النية شريف الإحساس.. نعم تلك الجغرافيا التربوية والتى تفرع منها نهر الأخلاق وبحيرة المبادئ ومحيط الشرف والعزة والحرية، ولكن دعونا نسلك طريق التفسير والتوضيح بعيدا عن طريق الإبهام والغموض، ولعلى أقول إن الفقير بالفعل يعدم فى بعض المجتمعات والإعدام ينقسم إلى:

إعدام معنوى وهو تلك النظرة الهابطة التى ينظرها البعض منا إلى ذلك الشخص فالنظرات تختلف من شخص إلى آخر فمنا من ينظر إلى ملابسة منا من ينظر إلى حديثه منا من ينظر إلى شكله، والأهم من ذلك إننا أغمضنا الأعين عن النظرة إلى المضمون، فليس الإنسان منا بشكله وملابسه وإنما الإنسان منا بأخلاقه ومبادئه، فكثيرا ما قابلنا أشخاص من ذوات الملابس الفاخرة والسيارات الفارهة، ولكن عندما تبحث وبعمق عن المضمون لا تجده فهو أشبه بالرجل الذى يبحث عن الظل فى الصحراء الواسعة،

سيدى القارئ تعالى معى سنرى أنا وأنت حكم الإعدام ينفذ فى الفقير وتتشرد أسرته بسبب تلك النظرة، لماذا تراجعت سيدى هل هابك المنظر؟ هل خشيت على نفسك أن تقف إمام الله عزّ وجل ويسألك: لماذا سخرت من الفقير؟

تعالوا معى فسيدى القارئ خرج من غرفة الإعدام مسرعا لم يتحمل ذاك المنظر البشع فلندخل غرفة أخرى مكتوب عليها "غرفة الإعدام المادى".

نعم إن الإعدام المادى هو حالة اللا شعور للفقير أنه اللحظة التى يطلب منك الفقير أن تمد له يد المساعدة بعمل ما أو بأموال ما كى يصرف على نفسه وأسرته ويسكت صراخ أطفاله الذين يصرخون ليلا نهارا ليس إلا أنهم لا يمتلكون قوت يومهم.

إنها الفاجعة إنها المصيبة الكبرى أن يحيا بيننا أشخاص تأكل من صناديق القمامة ما تبقى من فضلات طعامنا وشهر رمضان أقوى دليل عندما رأيت بعينى شخصا يختار من فضلات القمامة ما يساعده على إن يسكت صراخ جوعه ودموع بطنه.. تبا لك أيها الجوع، أتجعلنى أكل من فضلات القمامة وغيرى يسير بجوارى وينظر إلى ساخرا أو على الأقل غير مهتما ماذا أفعل؟

ها نحن خرجنا من تلك الغرفة وصديقى القارئ لم يحتمل الصورة الثانية من "إعدام فقير"، ولكن ماذا لو قام كل منا بواجبه تجاه الفقير وإخرج ما تبقى لديه لمساعدة المحتاج؟ ماذا لو أعطينا كل ذى حق حقه؟ ماذا لو تم تفعيل الزكاة بالشكل المناسب؟ ماذا لو تخلينا عن النظرة الهابطة وارتفعنا بها؟

فى اعتقادى سيرتقى المجتمع إلى المكانة الأفضل، سيزول الحقد والتباغض بين الناس، لعلى أجزم بأن ما نحن فيه الآن من تدنٍ وفوضى أخلاقية هو عدم الشعور بالآخر ولعلى أجزم أيضا إن الدولة لها دور قبل الفرد فى إتاحة وتهيئة المجتمع لذلك العمل الجميل أتمنى أن تفعل الدولة صندوق الزكاة كما كان قديما، فى إطار قانونى يضمن للفقير أن يأخذ حقه ويضمن أيضا للغنى أن يطمئن على زكاته إلى أين تصرف؟ ولمن تعطى؟ كى لا "نعدم الميت مرتين"
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

تغيير الفلنكات بموقع سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بطوخ.. مباشر

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة


الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

حسام الحسينى عن انفصاله: الطلاق حصل من 2020 واليوم انتهينا من إجراءاته الرسمية

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما


الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى