"السمكة أم السنارة؟"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
بقلم الأنبا إرميا
يقولون: "إن كان النجاح يجعلك متكبرًا، فأنت لم تنجح حقـًّا! وإن كان الفشل يجعلك أكثر عزيمة وإصرارًا، فأنت لم تفشل حقـًّا!". أن مقياس الأمور فى الحياة ليس العمل نفسه، ولٰكن ما يؤدى إليه العمل من آثار فى حياة البشر، لذٰلك قيِّم وعدِّل من ذاتك بحسب ما تؤول إليه أعمالك من نتائج. فجيد للإنسان أن يحقق النجاح، ولٰكن أن كان نجاحك هو بَدء الطريق نحو الكبرياء أو التعالى على الآخرين، فحقيقية الأمر أنت قد بدأتَ الطريق إلى فشل لا ينتهي! لأنه كما ذكر الحكيم: "قبْل الكسر الكبرياء، وقبْل السقوط تشامُخ الروح" لذٰلك، انتبه إلى نفسك فى طريق الحياة.

أيضـًا قيِّم نتائج أعمالك مع الآخرين، أتُقدِّم إليهم محبة حقيقية وخيرًا حقيقيـًا أم إنك تقدّم إليهم سمكة ليوم واحد، ويظل احتياجهم إليك قائمـًا لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، أو النمو وتحقيق النجاح والسعى فى الحياة بمفردهم. نعم، قدِّمتَ إليهم سمكة اليوم، ولٰكن لتكُن لك دائمـًا خُطة وفكر نحو تقديم مساعدة حقيقية ترتفع بحياتهم وإمكاناتهم وأفكارهم. وليكُن هٰذا دربك فى الحياة: أن تساعد من يحتاج إليك على الارتقاء والنمو والاعتماد على النفس من خلال إثراء هٰذه النفس. مثل الوالدَين اللذين يقدمان الحب والمعونة إلى أبنائهما، ولٰكنهما يدربانهم على النمو والنضج فى طريق الحياة.

أتذكر قصة طالما تكررت كثيرًا فى الحياة عن الابن المدلل الذى تُقدِّم إليه أمه كل حاجاته، راغبة فى أن يحيا حياة مريحة، وطالما كررتْ عبارة: "الغد يحمل كثيرًا من الهموم، فدعوا الطفل يتمتع الآن بالحياة.". وصار الطفل صبيـًّا، ثم شابـًّا، وهو ما يزال يتمتع بالحياة. وفى أول عاصفة قابلته، انحنى أمامها وفقد الطريق حتى انكسرت سفينة حياته على شاطئ مشكلات العالم! لذا، عليك أن تُدرِك أن ليس كل ما يظُنه المرء خيرًا هو بالفعل خير؛ بل هناك طرق تبدو للإنسان أنها تقود إلى الخير، وهى تحمل تعبـًا وآلامـًا كثيرة. وهناك طرق يَهابها الإنسان، ولٰكنها تحمل الخير فى أعماقها.

وللتمييز بين الأمور، يحتاج الإنسان إلى الحكمة والصبر والتقييم المستمر لما يؤديه من أعمال وتصرفات؛ فاطلب الحكمة من الله، وصادقِ الحكماء تتعلمْ منهم الحكمة. تعلَّم الصبر، ولا تحكم على أمر ما حتى يتسنى لك أن تُدرِك أبعاده وأعماقه من خلال متابعتك له. وحين تُدرِك أنك أخطأتَ، فالشجاعة الحقيقية هى أن تتوقف عن الاستمرار فى الخطأ، ثم تُعدِّل من طريقك وأسلوبك. أن حياة قصيرة فى الطريق الصحيح تكون ضوءًا يَهدى الآخرين فى الطريق فيكملون المسير، لهى أفضل من حياة طويلة فى الاتجاه الخاطئ تضلل البشر.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

معلومات لا تفوتك عن ملاعب كأس العالم للأندية 2025 .. صور

فيلم Thunderbolts يحقق 358 مليون دولار عالميا

آخر فرصة.. وظائف شاغرة حتى نهاية مايو بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا

قانون حماية المستهلك.. 7 سلع لا تُرد ولا تستبدل أبرزها الملابس الداخلية

محمد منير .. "دموعك غالية علينا" الجمهور يتفاعل مع فيديو بكى فيه الكينج


أبطال الظل.. 4 قصص رياضية مُلهمة ترسم الأمل.. يحيى شعبان "عامل يومية" يكافح بكفين من العطاء.. نادية فكري "بطلة" هزمت الإعاقة بالحديد.. صابر عيد "تاريخ منسي" مع المرض.. وأسامة ربيع "صنايعي بناء" يلامس سقف أحلامه

بعد أسبوعين من الزواج.. سيدة تطالب بالخلع: "هددنى ورفض رد مصوغاتى"

اعرف نفسك واللى حواليك من علم الفلك.. 5 أبراج معروفة بإلاخلاص للأصدقاء خاصة وقت الشدة أبرزها الجدى.. و4 حالتهم المزاجية بتتغير طول فصل الصيف.. الجوزاء والحوت يحللون ويفكرون كثيرًا قبل اتخاذ أى قرار

طلائع الجيش يتعادل مع مودرن سبورت 1-1 فى الجولة الأخيرة لدورى Nile

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دوري أبطال أفريقيا


ياسر جلال يحتفل بتخرج ابنته قدرية من الثانوية العامة الألمانية.. صور

الأهلي يعلن تعيين ريبييرو مديراً فنياً.. والنحاس مدرباً عاماً

منافس الأهلي.. إنتر ميامي يجدد عقد حارسه أوستاري حتى 2026

قوات حرس الحدود تواصل توجيه ضرباتها القاصمة لمهربى المواد المخدرة

رئيس الوزراء يتفقد عددا من المشروعات بمدينة حدائق العاصمة

بسبب العيد.. الزمالك يترقب تعديل موعد نهائى الكأس مع بيراميدز

متحدث "فتح": الاحتلال يرتكب مجازر ويستخدم المساعدات لأجندات سياسية

عرض فيلم آخر راجل فى العالم بموسم الصيف السينمائي

وثيقة ويتكوف: مصر وقطر وأمريكا ستضمن استمرار وقف النار لمدة 60 يوما

عبد الله السعيد يقرب طارق حامد من العودة إلى الزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى