نشوى رجائى السماك تكتب: محطة قطار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
اليوم جمعهما القدر مرة أخرى لدقائق معدودة فى محطة القطار، ولكن ليس من قبيل المصادفة بل عن موعد تواعدا عليه بعد أن اختار كلاهما البعد عن الآخر إرضاءً لغروره ورضوخا لسلطان "العند" بداخل كل منهما.

"هو" ذلك الشاب الطيب العنيد ...تفيض عيناه ببراءة وصدق نادرين...عيناه نافذتان مفتوحتان على ما بداخله وما يفكر فيه..لا تستطيع عيناه أن تخفيا أبدا مشاعره وانفعالاته..فإن أخبرتك عيناه شيئا فما عليك إلا أن تصدقهما فهما لا تكذبان أبدا.

"هى" تلك الفتاة الطيبة المجنونة...تلقائية الحديث والحركة....حينما تراها معه كأنك ترى طفلة بريئة مبتهجة فى يوم العيد تقفز فرحا دون أن تعبأ بما يمكن أن يقوله الناس عنها.

منذ سنوات قليلة عقدا العزم على الفراق...كل منهما رأى أن الآخر قد أخطأ فى حقه وأن الآخر لم يكن الشخص المناسب لاستكمال الحياة معه .

بحكم طفولة قلبها وبحكم طبيعة المرأة العاطفية كانت مترددة كثيرا فى هذا القرار ولكنها تعلمت على يديه "العند" وعلمتها التجربة أنه كلما كانت مشاعرها أكثر صدقا واندفاعا فإنها حين يصدمها إصرار الآخر على الفراق تصير هذه المشاعر المجروحة هى من يلومها ويوبخها دائما إن فكرت للحظة فى الرجوع إلى الجنة التى لفظتها.

أما "هو" فدائما لا يسمح لنفسه بالندم على أى شىء...حينما يباغته الندم وهو سائر فى طريقه فإنه يدير وجهه عن هذا العابر غير المرحب به , فإن أصر "الندم" على ملاحقته لعله يظفر منه بدقيقة من وقته فإنه يعطى الندم درسا قاسيا كفيلا بأن يجعله يقلع عن ملاحقته.

اليوم وبعد سنوات من الفراق تواعدا لدقائق ..السبب الذى أعلنه كل منهما أمام نفسه كان متعلقا بأداء الواجب وأداء حق العشرة والعيش والملح....لم يشعر "هو" باللهفة أو أنه يحصى الدقائق منتظرا لحظة اللقاء المرتقبة وربما هى الأخرى لم تكن كما كانت عند اقتراب أى لقاء بينهما فى الأيام الخوالى.

يبحث عنها بعينيه فى المكان المحدد لهذا اللقاء عند رصيف "3" ...التقت عيونهما بعد غياب طويل...وكالعادة حينما تلتقى عيونهما تستيقظ سعادة غافية ...تدب بها الحياة ....تنطلق ممسكة بيديهما حريصة على ألا تفلتهما هذه المرة.
لم يستطع أحدهما أن يخفى سعادته عن الآخر ولم يحاول أن يفعل...كان اللقاء قصيرا جدا ....لكنه كان جميلا ....تمنى "هو" ألا ينتهى اللقاء وأن تبقى معه وقتا أطول وتمنت "هى" أن يتوقف الزمن فى هذه المحطة و لا يغادرها أبدا.

بادرته برجاء كان يتوقعه منها: أرجوك غير وجهتك...اركب معى قطارى.

ابتسم لها فى ود قائلا: إن فاتنى هذا القطار سوف ترتبك كل ترتيباتى فى العمل.

اقترب موعد قطاره ..فنظر إليها متمنيا أن تقبل فكرته قائلا:
- تعالى معى ...غيرى وجهتك ...افعليها أنت
نظرت إليه وابتسمت قائلة : للأسف صعب.
كان قلبها فى هذه الأثناء كالطفل الذى يتوق إلى شىء فيظل يجذب طرف ثوب أمه كى تسمع رجاءه وتستجيب لإلحاحه.
ركب "هو" قطاره ولازال يرجوها أن تطلق العنان لجنونها كما اعتاد منها...تمنى أن تقبل فكرته بينما ظلت هى لآخر لحظة ترجوه أن يترك قطاره ليعود معها على قطارها.
أبى القطار أن يرق لحالهما...وأخذ يجر عجلاته ببطء ...جن جنونهما .. تعانقت عيونهما بحرارة .. يتساءلان هل من لقاء قريب !.. هل سوف ننتظر سنوات أخرى !
ثم انطلق القطار بسرعة ليغادر المحطة تاركا خلفه فى هذا المكان أطلال لحظات سعيدة.





Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زى النهارده.. الأهلى يعلن التعاقد مع محمد الشناوى قادما من بتروجت

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

بوتين يقيل نائب وزير الخارجية الروسى

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

جورج وسوف وآدم يحييان حفلاً غنائيًا فى الأردن


بالأرقام .. أنخيل كوريا يطوي صفحة المجد مع أتلتيكو مدريد بعد عقد من الزمان

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

تامر حسنى يؤجل طرح ألبوم لينا معاد إلى الثلاثاء المقبل بسبب الإنترنت

بتروجت يناقش العرض القطري للفلسطيني حامد حمدان بعد موافقة سيد عيد


انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

مستقبل سعود عبد الحميد حائر بين النصر ومحطة أوروبية جديدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى