لو كان الظلم رجلا لقتلته

سهير جودة
سهير جودة
دقة المعلومة وإتقان العمل إذا امتلكتهما أمة امتلكت التقدم والرقى، وإذا غابا حضر الفشل بأعراضه وأمراضه.. عنف، وبطالة، وشائعات، وحالة اللايقين، وزيادة معدلات الشك والجهل، وزيادة دوائر الطمع والجهل.

دقة المعلومة وإتقان العمل يحسبونهما من المشكلات البسيطة ولكنهما «أم الكبائر»، وفى ضعف علاقتنا بدقة المعلومات لا تستثنى جهة فى مصر، منها الاعتماد على الثقافة الشفهية وتصديق الشائعات و«الفتْى» فى كل المجالات لنا منه جميعا نصيب ونمارسه عن قصد أو بقوة اللادقة واللامعلومة صحيحة.

من منا يرعى الدقة ويدرك أن الكلمة حرمة؟ من منا لا ينساق وراء آراء شخصية ويتعامل معها باعتبارها حقائق وأحيانا باعتبارها الحقيقة الوحيدة، وبالتالى يبنى عليها وكأن مصنع الحقيقة وقوده أكاذيب وكلام مرسل وآراء غير موضوعية، والمصيبة أن يصبح ذلك حقيقة من الموروثات التى كنا نوقن بها أن ما بنى على باطل فهو باطل، ولكن فى ظل شيوع المعلومات غير الدقيقة والشائعات بأنواعها والروايات التى ترتدى ثوب الحقيقة وهى أكاذيب، أصبحت هذه النظرية معكوسة، فما بنى على الأكاذيب أو اللادقة أصبح واقعا لتبدأ مراحل الظلم، فكم من أكاذيب أصبحت حقائق لأننا نريد تصديقها، وكم من شائعات دمرت وقامت بالاغتيال المعنوى، وكم من استسهال المعلومات وانعدام دقتها وعدم السعى وراء الدقة والحقيقة ثم على أثرها سجن أبرياء وحبس مظاليم وإهانة محترمين.

نحن فى دوائر الظلم لا نبالى بحماية الضعيف وكرامة الفقير وإنسانية المظلوم، صناعة التشريع فى مصر تسهم فى تضخم الظلم وإجراءات التقاضى والعدالة البطيئة قوة تدمير إنسانية وإلحاق الأذى والمهانة والظلم، وعندما يأتى الظلم حين نكون فى «حضرة» العدل لأن القانون إما عاجز وإما مشبوه وإما مكبل بالثغرات أو لا ينفذ، حينها لا يكون العدل أساس الدولة ولا يكون القضاء ملاذ الناس.

دقة العمل عندما تغيب فهى تعنى الاستسهال والضعف، وثم البطالة والفقر، الإتقان أساس العمل ولكن من منا يراعى الإتقان؟ ومن منا يتجاوز الإتقان إلى الإبداع؟ ومن منا يتمسك بالدقة منهجًا؟.. لو كنا نمتلك الدقة والإتقان لما كانت هناك بطالة، ففرص العمل متاحة لمن يملك مؤهلاتها، وإلا ما وجد الصينيون والسوريون وغيرهم فى مصر فرصا للعمل، بل التميز فيه وصناعة اسم، فالعمل ليس فقط لضمان حياة كريمة، بل لتأكيد الإتقان والتميز، وفى غياب دقة العمل ظلم للوطن ولأنفسنا وللمستقبل، المجتمع ومؤسساته، وخاصة التشريعية والرقابية والثقافية منه، تحتاج إلى إعادة صياغة وخلق بيئة سليمة لا تعانى ضعفا أو «خيبة» معلومة ولا تنسج شائعات وروايات ولا تصفعها اللادقة واللاإتقان واللاعمل، نحتاج إلى إعادة صياغة لنهدم الظلم بكل صوره، نحن نرضى بالظلم فنؤسسه ولا نراعى وطنا ولا أجيالا قادمة يجب أن تتسلح بالدقة والإتقان، ويجب أن نعيش فى أجواء صحية لا يلتبس فيها الشك باليقين، ولا نستبدل بالعدل فيها الظلم الذى نظنه عدلا، ولا الأكاذيب التى ترسخها حقيقة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الطيران: مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة يستوعب 30 مليون مسافر سنويًا

الأهلى يبحث عن "الخروج الآمن" من كمين غزل المحلة الليلة في الدوري

العالم هذا الصباح.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مناطقة متفرقة من غزة.. فرنسا تستدعي سفير واشنطن إثر مزاعم مرتبطة بمعاداة السامية.. الشرطة الأمريكية تطوق جامعة ساوث كارولينا لوجود مسلح بداخل الحرم الجامعي

بيراميدز يواجه مودرن سبورت بحثا عن تحقيق انتصاره الثاني في الدوري

تفاصيل جلسة فيريرا لاحتواء غضب سيف الجزيرى فى الزمالك


رحيل المخرج المسرحى عمرو سامى.. تعرف على أسباب الوفاة

5 معلومات عن مباراة الأهلى وغزل المحلة اليوم الإثنين فى الدوري المصري

أسعار اشتراكات الطلبة على بعض خطوط سكك حديد مصر

من كهربا إلى كوكا وإبراهيم عادل.. دوريات الخليج تستقطب المواهب المصرية

هدافو مواجهات نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول.. محمد صلاح يطارد رقم أوين


مميزات شهادة البكالوريا.. تعرف عليها فى 6 معلومات

"ليلة المباراة".. موعد مباراة الزمالك وفاركو فى دوري نايل والقناة الناقلة

وفاة بهاء الخطيب.. رحيل يفتح أبواب الحزن على "درويش وسمير وأحمد عصام"

موعد مباراة الأهلى مع غزل المحلة اليوم فى الدوري المصري والقناة الناقلة

نجم يظهر فى السماء يعلن بداية العد التنازلي لصيف 2025.. تفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 25- 8- 2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

نجاة وزير الكهرباء بعد حادث مروري أثناء توجهه لمدينة العلمين

للمباراة الثانية على التوالي.. محمد علاء رجل مباراة إنبى والجونة فى دورى نايل

وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

الزمالك يشكر الرئيس السيسى بعد التصديق على قانون الرياضة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى