نصر فتحى اللوزى يكتب: ارجع إلى صوت العقل

يا إنسان
عن صحيح الدين لماذا انحرفت؟!
فى الهاوية سقطت
أسألت نفسك يومًا
من أنت؟!
أنت وريث الأصول لعظمة الأجداد؟!
وحامل الأمانة للأحفاد
هل سمعت بكاء الأمهات والأولاد؟!
خرج الأب فى الصباح
ولم يعد.. طال البعاد
حلت الأحزان زادت بنا الجراح
لماذا إياه قتلت؟!
الله أكبر لم تعرف معناها
فى الدنيا ليس لنا سواها
أنيسة لنا فى الآخرة ما أحلاها
وأنت بها نطقت
لماذا يا إنسان للأرواح أزهقت؟!
هلا قرأت يومًا بك المقتول يتعلق
وأنت فى عرق الخوف تغرق
وجسدك من الارتعاد يتمزق
يسألك لماذا لروحى أزهقت؟!
لماذا للدماء سلت
ودم الإنسان علينا حرام
لماذا عشقت جنى الآثام
هلا سمعت؟!
هلا عرفت؟!
لماذا من الإنسانية خرجت؟!
لماذا للتراحم والرحمة ودعت؟!
لماذا يا إنسان خربت
لرموز التاريخ حطمت؟!
العبادة للواحد القهار
كالشمس فى منتصف النهار
هلا فهمت؟!
وأما رموز الحضارة هى للتاريخ
بها حياة الأمم
بها تموت الغمم
للعقول توضيح وترسيخ
لماذا بالغباء أنت؟!
لماذا دمرت؟!
لماذا للبيوت أحرقت؟!
لماذا النساء أنت لهن أرملت؟!
ودموع الثكالى سالت على الخدود
الأحزان فى القلوب من يديك جلمود
صار لها أخاديد أنت لها رسمت؟!
أنت لها صنعت
لماذا تكره الحضارة
لماذا تريد إطفاء نور المنارة
لماذا تجعل الأرض صحراء
لماذا تكره النماء
تسطر كراهية لك فى القلوب
بلون الدماء
تقتل الزرع
ويجف بك الضرع
لماذا أنت عدوًا لنمو الاقتصاد
لماذا أراك تأكل الأكباد
فما حيوان يفعلها لو فقد كل الزاد
لماذا تزرع شجرة الأحقاد
لماذا نام عقلك فى حضن الشيطان
لماذا أنت من نفسك هربان
مدعيًا أنه الجهاد
أفعالك بها الكيل زاد
هلا دخلت المسجد يومًا للصلاة
هلا عرفت أن الجميع يعبدون
ربًا واحدًا... الله.. الله.. الله؟!
هلا قرأت فى القرآن
إن النصر أت لعباد الله مهما طال الزمان؟!
يا إنسان.. كل من عليها فان
ستقف يومًا بين يدى الرحمن
ماذا تقول له وعمرك فى خبر كان
ارجع إلى صوت العقل يا إنسان
واسأل نفسك من أنت؟!
ستسمع صوتًا من داخلك أنت
يصرخ قائلاً لقد ضللت الطريق
كفى قتلاً.. كفى دمارًا.. كفى حريقا
اجعل محبتك لله خير صديق
يسكن فينا الأمن والأمان
ولا تفريق
إلى حيث الفطرة بها تكون بيننا مثلنا أنت
تب إلى الله يقبل توبتك إن صدقت.
يا إنسان
عن صحيح الدين فى كل الأديان
لا تهدم للإنسانية جدران
أمرنا الخالق الرحمن
أن نحافظ على الأبدان
أن نجدف بالعمل سويًا
نصل إلى بر الأمان
أن نكون رفقاء بالحيوان
فما بالك بمن يعبد خالق السموات والأرض
فما بالك بأخيك الإنسان
يا إنسان.. أنا لك دومًا بالحب ظمآن
أنت تحت جفناى
فلا تسقينى منك غضب وحرمان
يا إنسان