«الجرابيع»

نوارة نجم
نوارة نجم
بقلم نوارة نجم
تأييد السلطة المطلق فى الخطأ قبل الصواب هو طريق أسلم للحصول على المكاسب، ونيل الرغائب، وتعبيد الصعاب.. هكذا لأن من يصل للسلطة دائمًا لا يحب المناوءة ولا المعارضة ولا النصح أو الإرشاد، حتى وإن كان نصحه يخدم مصلحته، حتى وإن كان الجميع يعلم أن المنافقين هم «حانوتية» أى حاكم، وهم عادة من يصحبونه دومًا حتى يصل إلى الهاوية، لكننا هنا نتحدث عن نوع مفهوم ومعذور من المنافقين، تلك الفئة التى تستفيد من نفاقها، وتجنى من خلفه المال أو السلطة أو الشهرة أو الحظوة لدى الحاكم، هناك فئة أخرى من طبالين السلطة، ألا وهى فئة «الجرابيع».

تقف مشدوهًا أمام شخص ليس مقربًا من دوائر السلطة، ولن يستفيد من خلف نفاقه وتطبيله شيئًا، وهو لا يحظى من السلطة التى يرقص لها، ويبرر لها دومًا سوى بالفُتات وربما بأقل من الفُتات، يورط نفسه فى تبريرات لا أخلاقية، تجده يبرر القتل، والظلم، والقهر، والسرقة، والتزوير، والحقيقة أنه غير مستفيد البتة! هناك أناس آخرون يسوقون نفس التبريرات، لكن عذرهم فى هذا التدنى الإنسانى هو أنهم يتقاضون الملايين فى المقابل، لكنك تتساءل: هذا المواطن العادى الذى لن يجنى شيئًا من وراء انحطاطه، لماذا يصر على كل هذا الانحطاط؟
هل تعلم شيئًا عن ناظر الزراعة الذى حفل التراث المصرى بذكره غير المحمود؟، هو فلاح شأنه شأن بقية الفلاحين الأجراء، كان دومًا يعمد إلى استخدام كل الأساليب المنحطة لتعبيد «الأنفار» لصالح الباشا، هو لا يستفيد من ذلك شيئًا البتة، فهو لن يسكن السرايا، ولن يتملك الأرض، لكنه يظن بدخوله فى ركب الباشا- الذى لا يشعر بوجوده ابتداء- أن ذلك سيرفع من شأنه بين أهله وذويه، وسيضفى عليه سمت علية القوم.. هو يعلم أنه ليس من علية القوم، لكنه يريد أن يبدو كذلك بين أقرانه من المستضعفين، أو زنجى المنزل، وهو الذى وصفه مالكوم إكس بأنه أحرص على صحة سيده من سيده نفسه، وهو الذى يضحى بنفسه لإطفاء حريق نشب فى بيت سيده، بينما يهرب سيده من الحريق.

فى مجتمعنا الذى يتمتع بمرض الطبقية ضمن أمراض عدة يعمد بعض الناس ممن نبتوا من أصول مستضعفة، وتمكنوا من تحقيق أحلام محدودة لتحسين المعيشة، إلى تأييد السلطة تأييدًا مطلقًا، هم يفعلون ذلك لأنهم يظنون أن تأييدهم للسلطة يضعهم فى مصاف علية القوم، ويمحو أصولهم الفقيرة، ولا عيب فى أن تكون فقيرًا، وتمكنت من بناء نفسك بجدك ومالك... بس اقنعهم بكده بقى! هم يريدون اختلاق تاريخ للعائلة غير موجود، تجد بعضهم يردد: «يخرب بيت مجانية التعليم اللى خربت البلد.. منه لله عبدالناصر اللى أمم الأملاك». ولو بحثت فى أصولهم لوجدت أنه لولا مجانية التعليم اللى خربت البلد لما تمكن والد المتحدث من التخرج فى الجامعة، والسفر إلى الخليج، وجمع المال، ليدخل أبناءه مدارس لغات، ولولا تأميم عبدالناصر للأملاك لكان مصير المتحدث هو العمل بالأجر الزهيد فى أراضى الإقطاعيين، وبدلا من الافتخار بأنه من عائلة كريمة وفقيرة تمكنت من مال حلال، ومن تعب وكد وشقاء أن ترتفع بشأنه، ومن ثم وجب عليه التضامن مع كل المستضعفين الذين يذكرونه بجده ووالده، فإنه يتبرأ من أصوله التى هى أشرف ما فيه، وينجرف فى تأييد وتبرير لكل ظلم، لا لأنه لا يعلم بإن هذا ظلم، بل لأنه سعيد بأنه أخيرًا ترك صف المظلومين لينضم لصفوف الظالمين، ولسان حاله: «هييييه.. أنا بقيت ظالم، الحمد لله».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ذروة الموجة الحارة.. تحذير عاجل من ارتفاعات جديدة بحرارة الجو الـ 48 ساعة المقبلة

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

حسام عبد المجيد أفضل لاعب فى مباراة الزمالك وبتروجت

أوجستى: الأهلى استعد بشكل قوى لمواجهة الاتحاد.. وهدفنا الفوز بدورى السوبر

حبس مطرب المهرجانات إسلام سنوفة سنة لاتهامه بإصابة شاب خلال مشاجرة بالهرم


المصرى يهزم البنك الأهلى بهدف قاتل ويقفز للمركز الرابع بجدول الدورى

العالم هذا المساء.. الرجل الحامل.. قصة أحمد فاتح أول رجل عربى يخوض تجربة الحمل والولادة.. فلسطينى يروى كيف استخدمه جنود الاحتلال درعا بشرية فى شمال غزة.. تسريب 184 مليون كلمة مرور من "آبل" و"فيسبوك" ومنصات أخرى

الرجل الحامل.. قصة أحمد فاتح أول رجل عربى يخوض تجربة الحمل والولادة

الداخلية تعلن ضبط أطراف مشاجرة بين طلاب بمنطقة المقطم فى القاهرة

ريال مدريد يضرب سوسيداد بثنائية مبابى فى ختام الدورى الإسبانى.. فيديو


مدرب بيراميدز: حزين لضياع العديد من الفرص وكنا الأفضل أمام صن داونز

حسام أشرف يقود هجوم الزمالك أمام بتروجت فى الدوري

عودة الكهرباء لمهرجان كان بعد انقطاعها 5 ساعات واشتباه فى أعمال تخريبية

مياه الشرب بالقاهرة تعلن قطع الخدمة مساء اليوم 8 ساعات بعدة مناطق

الأهلي يقدم إقرارا ضريبيا لـ"فيفا" والسلطات الأمريكية لمواجهة أزمة الضرائب

الوادى الجديد تسابق الزمن لتنفيذ أول مجمع لصناعة الأخشاب المضغوطة MDF من مخلفات النخيل.. 70 مليون يورو استثمارات فى المشروع بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع وشراكة أوروبية لإنتاج 100ألف متر مكعب سنويًا.. صور

عن احتمالية حدوث زلزال عنيف فى مصر.. مسئول بمعهد البحوث الفلكية يوضح

العظمى بالقاهرة تصل لـ39 درجة.. تحذير عاجل من الأرصاد بسبب طقس الأيام المقبلة

تقرير الطب الشرعى يكشف مفاجأة فى واقعة تعدى جد على حفيده بشبرا الخيمة

رسمياً.. محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى