محمد محمد السعيد عيسى يكتب: نحو فلسفة تعليمية من خارج الصندوق

ابن سينا
ابن سينا
إن من يبحث فى تاريخ العلماء الأوائل ومقدار إنتاجهم العلمى يقف متحيرًا عن سبب غزارة علم هذا العالم وتنوعه على الرغم من صغر سنه، فنجد عالم مثل الخوارزمى مثلاً قد أسهم بمؤلفات فى مجالات متعددة مثل الرياضيات والجغرافيا وعلم الفلك وعلم رسم الخرائط والجبر. ونجد عالم مثل ابن سينا يؤلف 200 كتاب فى الطب وفى الفلسفة وله كتب منها تعد مراجع علمية تدرس فى جامعات اليوم. والسؤال المهم كيف استطاع هؤلاء أن يوفروا الوقت للدراسة والتأليف والعمل؟ والسؤال الأهم هل كان سيكتب لهم النجاح لو ذهبوا إلى مدارسنا النظامية وأضاعوا 16 عامًا من إعمارهم داخل الفصول؟.

لماذا يعيش أولادنا محبوسين بين جدران المدارس ستة عشر عامًا مع الشغل؟ لماذا لا نفكر فى إطلاق سراحهم من محبسهم ونصنع لهم تجربة جديدة تنبع من أصولنا وتاريخنا المجيد؟ لماذا لا نفكك هذه المدارس النظامية التى تصنع لنا كل يوم جيلاً عاطلاً ونستبدلها بورش علم قادرة على صناعة أجيال عالمة وعاملة تفيد البلاد والعباد؟.

لماذا لا نصنع بيئة تعليمية واقعية تفاعلية يتعلم فيها الطالب من الطبيعة ويبنى فكره وينضج شخصيته من الخبرات الناتجة عن الاختلاط الواقعى بالمجتمع؟ فبدلاً من تضيع ستة عشرة عامًا فى علوم نظرية يستقيها من مناهج فاشلة سرعان ما يضيع أثرها فور التخرج، يتم دمج الطالب فى ورش علم تابعة لمؤسسات عاملة بمجرد أن يكمل تعلمه لمهارات القراءة والكتابة والحساب.

تخيل معى عزيزى القارئ أن يكون لدينا طبيب متمرس فى الطب عمل وتعلم فى ورشة علم ملحقة بمستشفى منذ أن كان فى الثانية عشرة حتى يصل إلى السادسة والعشرين قبل أن يصبح طبيبًا متخصصًا، يا ترى هل يمكن مقارنته بالطبيب الذى بدأ فى تعلم المهنة بشكل واقعى وهو فى سن السادسة والعشرين؟

تخيل معى مصنع الغزل والنسيج وبه ورشة علم يتعلم فيها الطلاب المهنة ويمارسوها حتى يتخرجوا منها مهندسين على أعلى مستوى فى الأداء، فمنهم من يكتفى بالعمل فى دوائر الإنتاج ومنهم من يتخصص فى تطوير ماكينات الغزل ومنهم من يخرج خارج الصندوق ليبدع لنا طرق وأساليب جديدة فى تلك الصناعة.

تخيل معى شركة الكهرباء وشركات الهواتف ومصانع الحديد ومديريات الزراعة والمؤسسات العسكرية والحكومية وكل قطاعات الدولة وقد أنشأت ورش علم لتعليم طلابها فنون العمل وأسراره، هل يمكن أن يكون هناك بعد ذلك بطالة زائدة فى المجتمع؟ هل يمكن أن يكون لدينا عامل فاشل لا يحب عمله؟ الاجابة هى لا بكل تأكيد فهؤلاء العمال عاشوا واستمتعوا فى طفولتهم وشبابهم بالمجال الذى تخصصوا فيه وبرعوا فيه.

إن فكرة وأليات عمل المدارس بشكلها الحالى تهدر طاقات المجتمع وتضيع فرصة كبيرة على الشباب من أن يندمجوا فى مجتمعاتهم . ولو نظرنا إلى الطفل الذى لم يذهب إلى المدرسة وتعلم فى سوق العمل لوجدناه فى سن الشباب أفضل بكثير جدًا من الخريج (الجاهل) الذى لا يعرف عن الواقع والحياة إلا مجموعة من الأحلام والأوهام. إن الفكرة قد تبدو غريبة على البعض ولكن صدقونى يجب أن نغير نظام التعليم الحالى لأنه لن يسهم فى بناء المجتمع.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ذروة الموجة الحارة.. تحذير عاجل من ارتفاعات جديدة بحرارة الجو الـ 48 ساعة المقبلة

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

حسام عبد المجيد أفضل لاعب فى مباراة الزمالك وبتروجت

أوجستى: الأهلى استعد بشكل قوى لمواجهة الاتحاد.. وهدفنا الفوز بدورى السوبر

حبس مطرب المهرجانات إسلام سنوفة سنة لاتهامه بإصابة شاب خلال مشاجرة بالهرم


المصرى يهزم البنك الأهلى بهدف قاتل ويقفز للمركز الرابع بجدول الدورى

العالم هذا المساء.. الرجل الحامل.. قصة أحمد فاتح أول رجل عربى يخوض تجربة الحمل والولادة.. فلسطينى يروى كيف استخدمه جنود الاحتلال درعا بشرية فى شمال غزة.. تسريب 184 مليون كلمة مرور من "آبل" و"فيسبوك" ومنصات أخرى

الرجل الحامل.. قصة أحمد فاتح أول رجل عربى يخوض تجربة الحمل والولادة

الداخلية تعلن ضبط أطراف مشاجرة بين طلاب بمنطقة المقطم فى القاهرة

ريال مدريد يضرب سوسيداد بثنائية مبابى فى ختام الدورى الإسبانى.. فيديو


مدرب بيراميدز: حزين لضياع العديد من الفرص وكنا الأفضل أمام صن داونز

حسام أشرف يقود هجوم الزمالك أمام بتروجت فى الدوري

عودة الكهرباء لمهرجان كان بعد انقطاعها 5 ساعات واشتباه فى أعمال تخريبية

مياه الشرب بالقاهرة تعلن قطع الخدمة مساء اليوم 8 ساعات بعدة مناطق

الأهلي يقدم إقرارا ضريبيا لـ"فيفا" والسلطات الأمريكية لمواجهة أزمة الضرائب

الوادى الجديد تسابق الزمن لتنفيذ أول مجمع لصناعة الأخشاب المضغوطة MDF من مخلفات النخيل.. 70 مليون يورو استثمارات فى المشروع بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع وشراكة أوروبية لإنتاج 100ألف متر مكعب سنويًا.. صور

عن احتمالية حدوث زلزال عنيف فى مصر.. مسئول بمعهد البحوث الفلكية يوضح

العظمى بالقاهرة تصل لـ39 درجة.. تحذير عاجل من الأرصاد بسبب طقس الأيام المقبلة

تقرير الطب الشرعى يكشف مفاجأة فى واقعة تعدى جد على حفيده بشبرا الخيمة

رسمياً.. محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى