عبده داغر وبيت الكمان

وائل السمرى
وائل السمرى
الثقافة كالدماء، إذا لم تتجدد تموت، وإذا لم تجد شرايين وأوردة لتأخذ عبرها دورتها تتجلط وتفسد، ولا يقف الأمر حتى هذا الحد، بل يتعداه إلى ما هو أسوأ، فحينما تفسد الثقافة يصبح التغييب هو العملة الرسمية للمجتمع، وتسيطر الخزعبلات ويعم الجهل بأمراضه المستعصية كالتطرف والتعصب والعنف، أو باختصار حاول أن تلتقط صورة لمصر الآن لتعرف ما الذى يعنيه غياب الثقافة.

إذا ما تجاوبت مع التشبيه السابق الذى يفترض أن الثقافة كالدماء، فدعنى أقل لك إن الأزمة فى مصر ليست فى «الدماء»، ولكن فى طريقة استيعابه، فمصر غنية بتاريخها وحضارتها للدرجة التى جعلتها متربعة فوق الإنسانية، كما أنها من أكثر بلدان العالم العربى إنتاجا للمبدعين والمفكرين والأدباء والفنانين، فكل مبدع فى مصر هو أمة إبداعية مستقلة بذاتها، وقلما يتاح لبلد أن يحظى بواحد مثل نجيب محفوظ فى تاريخه، فما بالك بأمة بها العشرات من «نجيب محفوظ» كانوا مجتمعين فى زمن واحد؟!

ما سبق ليس أكثر من مقدمة لدعوة أوجهها إلى وزارة الثقافة لتنشئ بيتا لتعليم وتطوير آلة الكمان يكون على رأسه الموسيقار العالمى الكبير «عبده داغر»، الذى يعرفه العالم أجمع تمام المعرفة بينما تتجاهله مصر فى كل أزمنتها، فبيت كهذا جدير بأن يكون الشريان الذى يضخ الدماء الجديدة فى شرايين مصر وعروقها، وإذا ما فكرت «الدولة» التى تعانى الآن من ظاهرة هدم القصور والفيلات التاريخية فى أن تحول هذه القصور التى يبلغ عددها أكثر من خمسة آلاف قصر وفيلا إلى بيوت لتعليم العزف على العود والكمان والناى والقانون والبيانو، فمن الممكن أن تجد الثقافة المصرية منفذا لها إلى شرايين المجتمع.

ستقول لى إن الدولة لا تملك هذه القصور لكى تحولها إلى مراكز إبداع وتنمية، وسأقول لك إنها الوحيدة القادرة على نزع ملكية هذه القصور وتعويض أصحابها بأراض من ممتلكات الدولة الشاسعة، والتى تروح هباء فى فضاء الفساد المنساب بلا حدود، فقط تحتاج مصر إلى إدارة واعية وطموحة، كما تحتاج إلى وعى جمعى يحافظ على إرثها المتجسد فى عباقرة مثل «عبده داغر».

نشر هذا المقال فى 25 فبراير 2014 وأردت من خلال إعادة نشره تجديد الدعوة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

للزوجات.. إزاى تلزمي زوجك بدفع النفقة حال تهربه من السداد؟

موعد انطلاق الدوري المصري بعد تعديل مواعيد مباريات شهر أغسطس

أساطير من كوكب آخر.. أفضل 5 هدافين فى تاريخ أعظم 10 منتخبات وطنية

راغب علامة يحيي حفلاً غنائياً في باريس 25 أكتوبر المقبل

المشروعات الصغيرة ركيزة الاقتصاد وأداة تحقيق التنمية الشاملة.. تيسيرات وتسهيلات فى القانون لتشجيع ريادة الأعمال وتوفير فرص عمل للشباب.. وتقديم حوافز مالية وضريبية وطفرة كبيرة فى الحصول على التراخيص والموافقات


الأهلي ينهي إجراءات بيع كوكا إلى قاسم باشا التركي خلال ساعات

ذكرى رحيل خليل مرسي.. سقوط الخلافة والإمام الشافعى وهارون الرشيد أبرز أعماله

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس

زى النهارده.. أحمد شوبير يظهر للمرة الأخيرة بقميص الأهلى

السلام لفخر جنسنا.. الأقباط يحتفلون بصوم العذراء مريم وسط أجواء روحية كبيرة.. نهضات كنسية يومية وترانيم وصلاة.. الأديرة والكنائس تكتظ بالمصلين.. وصوم الأطفال على قدر طاقتهم


5 مواجهات تنتظر الإسماعيلى فى شهر أغسطس.. بيراميدز الأبرز

5 شهداء على الأقل فى قصف إسرائيلى على خيمة نازحين غربى خان يونس

بعد تحديد جلسة الحكم.. مصير التيك توكر هدير عبد الرازق أمام القضاء

موعد مباراة الزمالك وسيراميكا فى الدوري المصري والقناة الناقلة

موعد غلق باب التحويلات المدرسية بمحافظة القاهرة

ترامب يُشعل "ابتزازا رقميا" ضد أوروبا.. شركات التكنولوجيا الأمريكية في قلب المواجهة.. البنية التحتية الرقمية الأوروبية تحت تهديد مباشر.. ومايكروسوفت وأمازون تُحاولان تطويق الأزمة بـ"سُحب سيادية" وتعهدات قانونية

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025 فى مصر

العالم هذا المساء.. القبض على شاب بريطانى تسبب فى تأخير طائرة ساعتين.. وحصان الملكة إليزابيث يتقاعد بعد خدمة العائلة المالكة لـ14 عامًا.. نساء ترتدين اللون الوردى يتظاهرن ضد الهجرة فى بريطانيا.. صور وفيديو

عصام كاريكا: التعاون مع الكينج محمد منير متعة ما بعدها متعة

الأهلى يرفض عرض أحمد عبد القادر لفسخ تعاقده مقابل 30 مليون جنيه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى