محمد محمد السعيد عيسى يكتب: المشروع الحضارى لتطوير استراتيجيات التدريس

مدرسة - أرشيفية
مدرسة - أرشيفية
من الأسباب الرئيسية التى تقف حائلا دون تقدم التعليم فى مصر هو استخدام طرق التدريس التقليدية فى تقديم الدروس للطلاب، فالمعلم لديه محتوى معين من المعلومات يريد أن يوصلها إلى مجموعة الطلاب الموجودين أمامه فى الفصل، ولكى يقوم بتوصيل هذه المعلومات يحتاج إلى إنصات وتركيز الطلاب، ولكى يحقق ذلك لديه طريقتين إما أن يرهب الطلاب باستخدام العقاب البدنى أو النفسى أو يستخدم فن من فنون الإدارة الصفية وهذا يحتاج إلى وقت وصبر وضبط نفس من المعلم حتى يعرف كيف يقود طلابه إلى الهدوء والإنصات، ولكن المشكلة أن تحقيق الصمت والإنصات يكون غاية المعلم فى أغلب وقت الحصة لكى يرتاح من صداع ودوشة الأولاد، وبالتدريج أصبح الطالب دائما هو المستمع والمتلقى للمعلومة أما المعلم فهو غالبا المصدر الرئيسى والوحيد للمعلومات وهو المسئول عن زرع الأفكار والاتجاهات فى عقول الطلاب، وهذا تقريبا هو سبب معظم ما نعانيه من مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية وتعليمية، فالطالب السلبى الذى يتلقى المعلومة دون مناقشة أو اعتراض هو نفسه الخريج السلبى الذى يجلس فى البيت ينتظر التوظيف وهو نفسه المواطن السلبى الذى لا يذهب إلى صندوق الانتخابات وهو نفس الشخص السلبى الذى يرى الفساد ولا يعترض عليه ويؤثر الصمت الذى يوفر له الأمان والسلام.. كيف نتحدث عن سلبية المواطن ونحن نصنع هذه السلبية فى مناهجنا ونؤكد عليها فى طرق تدريسنا؟
إن العالم المتقدم من حولنا فطن إلى هذه المشكلة منذ بدايات القرن التاسع عشر، حيث عرض جون ديوى عام 1897م لأول مرة فكرة التعلم عن طريق الممارسة والعمل بدلا من التعلم التقليدى الذى يؤسس للسلبية فى عقل المواطن الأمريكى، ثم تطورت أفكار جون ديوى إلى ما يسمى بطريقة التعلم عن طريق المشروعات، حيث يقوم الطلاب بالمشاركة فى تنفيذ مشروع تطبيقى لما تعلموه نظريا وبهذا يكون دور الطالب إيجابى فى تنفيذ وتطبيق واختبار ما تعلمه، وهذه الطريقة كانت سببا من أسباب نهضة اليابان وتحولها من دولة محطمة بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولة صناعية ناهضة كبرى ولك أن تعلم عزيزى القارئ أن العديد من المنتجات التى تصلنا من اليابان والصين وكوريا الجنوبية إنما هى تطوير لأفكار التلاميذ فى المدارس الابتدائية .فالتعلم الحديث يعتمد على فكرة التعلم النشط وهى طرق واستراتيجيات التدريس التى تجعل الطالب عنصرا فاعلا ومشاركا أساسيا داخل العملية التعليمية، فالطالب يتعلم من خلال التعاون مع زملائه فى مجموعات تعاونية ويكون لكل مجموعة قائد يوجه ويوزع المهام على بقية المجموعات وكل فرد فى المجموعة مسئول عن تعليم بقية الأفراد وكذلك طريقة المناقشة وطريقة الفصل المعكوس حيث يستخدم المعلم التقنية فى تسجيل محتوى الدرس على شكل فيديو تعليمى ويدرس الطلاب الدرس فى منازلهم ويستخدمون الشبكة فى الحصول على معلومات أكثر ويكتبون مجموعة من الأسئلة وفى اليوم التالى يذهبون للمناقشة وطرح الأسئلة على المعلم وحل الواجبات داخل الفصل وهناك أيضا الطريقة العلمية التى تعتمد على غرس مفاهيم البحث والاستنباط فى عقول الطلاب يكون دور المعلم هنا هو مجرد مدير للحصة أما دور الطالب فيصبح هو الدور الرئيسى فى البحث عن المعلومات من مصادرها سواء حددها المعلم أو لم يحددها، بهذه الطرق الحديثة وغيرها صنع الغرب حضارته ولن نتمكن من صنع حضارة تمثلنا إلا إذا اهتممنا بتطوير المعلم وطرق التدريس وهذا يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، لذلك فأنا أنادى بأن يكون لدينا مدرب لاستراتيجيات التدريس فى كل مدرسة من مدارسنا سواء فى القرى أو فى المدن ويكون مسئولا عن تدريب المعلمين ومتابعة طريقتهم فى التدريس الفعلى داخل الفصول، ويتم عمل مسابقات بين المدارس فى تطبيق استراتيجيات التدريس الحديثة، بهذا نستطيع أن ننهض ونبنى مجد مصرنا الحبيبة من جديد .
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كاتي هولمز وجوشوا جاكسون يشعلان شائعات بعودة الرومانسية بعد أكثر من 20 عاما

كولومبوس كرو يتجاهل الهوية.. غياب علم فلسطين فى أول ظهور لـ وسام أبو علي

طبيب الأهلي يحدد موعد عودة مروان عطية للتدريبات الجماعية

شوبير: أحمد عبد القادر لم يشارك فى تدريبات الأهلي الجماعية

فحص طبي أخير يحدد مصير أحمد ربيع من المشاركة مع الزمالك أمام فاركو


ناشئو وناشئات الطائرة يواجهون الجزائر ومدغشقر في افتتاح بطولة أفريقيا بتونس

محافظة الجيزة تنفى انقطاع الكهرباء عن مناطق بالعمرانية: الوضع طبيعى

"أوعى الفولت العالي".. كهربا حديث صحف الكويت بعد انضمامه للقادسية

اتحاد الكرة ينتظر قرار أوسكار رويز لاعتماد الحنفي ويوسف ورضا فى لجنة الحكام

المصريون بالنمسا يتظاهرون تأييدا للقيادة السياسية وتضامنا مع الشعب الفلسطينى


ريال مدريد يخشي مفاجآت ريال أوفييدو في الجولة الثانية من الدوري الإسباني

هل تتعرض البلاد لموجات شديدة الحرارة الأيام المقبلة؟.. الأرصاد ترد وتزف بشرى للمواطنين.. مدير الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد لـ"اليوم السابع": لا موجات طويلة المدى حتى نهاية أغسطس.. ونصائح هامة للمواطنين

سيدة تلاحق زوجها بدعوى طلاق بسبب مصروفات العلاج.. اعرف التفاصيل

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

رادار المرور يلتقط 1005 سيارات تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

وسام أبو علي يسجل ظهوره الأول في الدوري الأمريكي ويربك معلق المباراة بهدف.. فيديو

ليلة المباراة.. موعد لقاء الأهلى أمام غزل المحلة بالدوري والقناة الناقلة

حسام داغر: بهاء الخطيب كان بيلعب ماتش كرة وقع مات

مواعيد مباريات اليوم الأحد 24 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

مواعيد مباريات اليوم في الجولة الرابعة بالدوري المصري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى