أمهات فى بيوت الشهداء

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم : محمد الدسوقى رشدى
فى السنوات الأربع الماضية دفع المصريون، رجالا وشبابا وشيوخا، التكلفة غالية، من أحلامهم، ودمائهم، وأموالهم واستقرارهم، ولكنهم لم يدفعوا مثلما دفعت الأمهات، ولا تحملوا ما تحملته الأمهات، ولا تمكن منهم الوجع مثلما تمكن من قلوب الأمهات.

بعضهن يعشن معلولات بوجع الفقد، فقد الموت وفقد السجن، وأخريات يعشن فى وجع القلق، قلق حول الاستقرار، وقلق حول المستقبل، والبعض منهن يحمل على عاتقه عبء المشاركة فى طوابير المظاهرات والانتخابات، أملا فى خلاص يجلب لهن اطمئنانا.

كل عام وجنانها أسفل أقدامها، ورضاها يظلل أعلى رأسك، كل عيد أم ودعائها يحصنك من السقوط فى فخ الدنيا وصراع القطيعين.. قطيع سنزرع فى أحضانكم القنابل حتى يعود مرسى، وقطيع «اللى يقول انتقاد واحد يبقى خاين».

كل عيد أم وأنت مدرك وواعٍ، لأن الكثير من أمهات هذا الوطن سيمر عليهن يوم عيدهن شديد السواد والقهر والحزن، لأن أحدا لن يرتمى فى أحضانهن ويتمتم بكلمات مثل كل سنة وأنت طيبة يا أمى؟، لا أحد من أهل السياسة ونجوم النخبة المتصارعة يتذكر أن اليوم سيمر على الكثير من الأمهات كما تمر المآتم، ليس فقط لأن كل أم لن تجد شهيدها أو وليدها المحبوس أمامها بهدية عيد الأم، ولكن لأنها أيضا ستشعر بأن دم وليدها ومستقبل ابنها ضاع هدرا ثم تلاشى تماما أسفل أحذية الصراعات السياسية؟

غدا ستسمع كل أمهات مصر تلك العبارة الموسيقية «كل سنة وأنت طيبة» وترقص قلوبهن على أنغامها، إلا هذا الجمع من الأمهات، والأطفال والأخوات والزوجات، سيفتقدن ذلك دون سبب واضح، ودون تفسير منطقى اللهم إلا إذا ذكرنا ثلاثة: أولهما إرهاب الإخوان وانتقامهم من رجال الجيش والشرطة بالتفجير، وثانيهما عشوائية الداخلية فى القبض على المتظاهرين، وثالثهما التعامل القضائى غير المفهوم مع كل القضايا التى تخص الشباب.

أمهات ضحايا الأسباب الثلاثة الماضية يستحققن منا هذه «كل سنة وأنتن طيبات»، فلنقف معهن فى الشوارع وأمام القبور ونطالب بحقوق أبنائهن من الشهداء، شهداء الواجب من الجيش والشرطة، وشهداء الغدر والعنف المفرط، كما فى حالة شيماء الصباغ والدفاع الجوى.

فلنطرق أبوابهن ونرسم على ملامحهن فرحة المشاركة، حتى لا تأتى لحظة تشعر فيها إحداهن بأنها ضحت بكل شىء من أجل لا شىء. اذهبوا إلى كل بيت شهيد فى عيد الأم وقولوا لأمهاتهم كل سنة وأنتن طيبات، اطرقوا أبواب بيوتهن وقولوا لكل أم وكل أب وكل طفل أو طفلة إن دماء شهيدهم لن تذهب هدرا، انحنوا على أيادى أمهات الشهداء وقبلوها وأخبروهن بأنكم بديل لأبنائهن الذين راحوا فداء وطن بأكمله، أخبروهن بأن شهداءهن أحياء عند الله يرزقون، وأحياء فى قلوب الوطن خالدون مكرمون، قولوا لكل أم فقدت ابنها شهيدا إنكم أبناؤها، وقولوا لكل طفل فقد أباه شهيدا إنكم مكانه ستلبون نداءه عند الحاجة، لأن فى رقبتكم دينا لا يقدر بمال ولا بخدمات.. اسمه الكرامة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حرائق تلتهم غابات الجبل الأخضر وتقترب من المناطق السكنية شرق ليبيا (فيديو)

بوريس جونسون يستقبل طفلته الرابعة.. صور

مصرع 9 من تنظيم القاعدة فى غارات أمريكية جنوبى اليمن

فيضانات أستراليا.. 5 قتلى وآلاف المنازل المتضررة

روسيا تستهدف سفينة عسكرية متجهة إلى ميناء أوديسا الأوكرانى


رئيس الكونغو الديمقراطية السابق يواجه محاكمة

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

ملخص وأهداف مباراة الريال ضد ريال سوسيداد فى الدورى الإسبانى

روسيا توضح تفاصيل استهداف 100 حاوية من الذخيرة متجهة إلى أوكرانيا

أعضاء بالشيوخ الأمريكي يعربون عن قلقهم إزاء تصاعد الصراع في الكونغو ورواندا


ميلان يضرب مونزا بثنائية فى ختام مشواره بالدورى الإيطالى.. فيديو

باريس سان جيرمان يقترب من كأس فرنسا بثلاثية ضد ريمس في الشوط الأول

ترتيب الحذاء الذهبي.. مبابي يقترب من حسم الجائزة متفوقا على محمد صلاح

اعرف أسعار الفائدة على شهادات الادخار ببنك مصر

أوجستى: الأهلى استعد بشكل قوى لمواجهة الاتحاد.. وهدفنا الفوز بدورى السوبر

مصرع شابين غرقًا حاولا إنقاذ طفل بترعة فى جهينة بسوهاج

75 دقيقة.. الزمالك يحافظ على التقدم وبتروجت يبحث عن التعادل

قضية أحمد فاتح تُشعل الجدل.. حقيقة أول رجل عربى يلد طفلة

الريال ضد ريال سوسيداد.. ماذا قال مودريتش فى وداع جماهير الملكى؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى