دكتور أحمد هارون يكتب: عندما يصبح عيد الأم معاناة للبعض

دكتور أحمد هارون
دكتور أحمد هارون
جميلة هى احتفالاتنا بالأعياد الرمزية كعيد الأم، وعيد الحب، وعيد المرأة، وغيرها من احتفالات، وجميل أثرها داخلنا، والأجمل هو تأكيدنا من خلالها على العديد من القيم الإنسانية القائمة بيننا ولم يطمسها فينا ضغط العيش وتلاحق الحياة.

ولكن هل جميعنا يستقبل تلك الأعياد الرمزية بنفس الترحاب؟ فإجابة السؤال هى لا، لأن هناك من يمثل له عيد الأم معاناة تستحق الهرب منها، كما ذكر لى أحد زوار عيادتى بنفس النص قائلاً:

"عايز أهرب فى أى مكان لغاية ما الاحتفالات بعيد الأم دية تخلص، مش قادر أستحمل الضغط النفسى الرهيب".

وكما ذكرت إحدى زوار عيادتى أيضاً، قائلة لى:


"ياريت كان فى رحمة باللى زيى، اللى بالنسبة لها احتفالات عيد الأم معاناة".

وببساطة شديدة ومن خلال هذين المثالين، نجد كثيرا من الناس ماتت أمهاتهم ولم يجدوا بديلاً لها أو عنها، ولم تمت مشاعرهم بل صارت فى تلك الاحتفالات تؤرقهم وتعكر صفو حياتهم، يتجنبون خلال أيامها الحديث عنها أو سماع ما يخصها من إذاعة أو مشاهد أو أخبار.

فمثلت تلك الاحتفالات بعيد الأم لهم، صحوة جديدة لمشاعرهم، وإثبات أكبر لضعف موقفهم وقلة حيلتهم فى استعادة ما لا يمكن عودته.

وهناك مثال آخر، فكان لسيدة تزوجت منذ عقدين من الزمان ولم تنجب ومات زوجها، ولم يعد أحد يسأل عنها، فاستعانت على وحدتها بالاجتماعيات والاشتراك فى النشاطات والأعمال الخيرية، حتى إذا حلت لعيد الأم الاحتفالات زادت عليها المنغصات، وأصبحت عاجزة عن الدخول فى تفاصيل تلك الأيام، زاهدة عن التعرض لتلك الاحتفالات، راهبة فى بيتها رافضة الخروج منه، خائفة من مصير قد يكون محتوما لها أن تموت ولا تجد من يعرف بها.

ومن هنا أنصح بشمول هذين النموذجين وغيرهما بالرعاية فى احتفالاتنا بعيد الأم، فكل من قرر أن يؤتى بهدية لأمه لو بحث عن أم لم تجد من يأتى لها وزارها خفف عنها ما تعانية، وأخذ بيدها ورفع معنوياتها وأخذ ثوابها وفضل فِعله معها.

ومن المتعارف عليه أن كل أم يأتى لها أبناؤها بهدايا، فعليها أن تنظر حولها، وتتدبر من فقد أمه وتحاول أن تجذبه إلى الاهتمام بها أو إشراكه فى أمر احتفالها، أو العمل على الشد من أذره والوقوف بجانبه أو لعب جزء صغير من اهتمام أم بولدها، فقده الولد ولم يبق له إلا تذكره لها.

وفى النهاية.. أن يكون تكريم الأمهات المثاليات قائم على المعطاءات لا العلاقات قائم على الإنجازات لا الإعلانات قائم على دعم الفقيرة ومساندة المعيلة وعلاج المريضة وكفالة اليتيمة وفك كرب الغارمة، وعون للأرملة مع إظهار مواقفهم العديدة، وسلوكياتهم الرشيدة فى تلك الاحتفالات.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

طريق الإعلام العربي للرقمنة

طريق الإعلام العربي للرقمنة الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 07:00 ص

الأكثر قراءة

الطقس اليوم.. ارتفاع مؤقت بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

الإسماعيلى يصطدم بالاتحاد فى لقاء الانتفاضة بالدورى

النصر يواجه الاتحاد فى معركة نارية بكأس السوبر السعودي

فاركو يواجه طلائع الجيش اليوم فى مباراة الجريحين بالدورى

صاحبة الأنامل الذهبية.. أمنية صبري عازفة آلة القانون.. صاحبت العديد من كبار المطربين والمطربات.. عزفت أمام الرئيس.. شاركت الطلبة فرحتهم في حفلات التخرج.. ونالت الجوائز المحلية والعربية العربى.. صور


صراع سداسي.. محمد صلاح ينافس على جائزة جديدة فى إنجلترا اليوم

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 19 – 8 – 2025 فى الدورى الممتاز

النفقات غير المستحقة تهدد سيدة بالحبس بعد ملاحقة زوجها لها بدعاوى قضائية

المقاولون العرب يواصل استعداداته لمواجهة حرس الحدود فى الدوري

محاكمة المتهمين بسرقة طالب بالإكراه فى حدائق القبة اليوم


بعد نظر ثانى الجلسات.. معلومات عن محاكمة 6 متهمين بقضية خلية بولاق أبو العلا

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة "أنا جعان".. مأساة ترصدها الصور

"تخصصا فى الأوراق الرسمية".. تفاصيل التحقيقات مع متهمين بتزوير المستندات

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الإثنين 18 - 8 - 2025

موسكو: تصريحات بريطانيا حول أوكرانيا تعرقل جهود السلام الروسية - الأمريكية

مروان حمدى يخضع لجراحة ناجحة فى قدمه اليمنى ويغيب شهرا عن الإسماعيلى

ما بين الطمأنينة والقلق.. تطورات الحالة الصحية للمطربة أنغام

المشدد 7 سنوات لموظف سابق سهل الاستيلاء على 12 شقة سكنيه بالإسكندرية

وداعًا الموجة الحارة.. درجات الحرارة غدًا وفرص سقوط أمطار قد يصاحبها الرعد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى