صالح المسعودى يكتب: حكايات مصرية

ورقة وقلم
ورقة وقلم
ليس عجيبا أن تكون مصر بحق "أم الدنيا"، ففيها بدأت الحياة ومنها أطعم العالم قديما فقول الله عز وجل على لسان يوسف عليه السلام "اجعلنى على خزائن الأرض"، لم يكن بالقول الهين بل هى الحقيقة الثابتة وهنا لم يقل اجعلنى على خزائن مصر التى سبق ذكرها فى نفس السورة فهذا دليل أن مصر كانت ومازالت أم الدنيا.

أقول ما سبق لأننى قررت أن أكتب مشاهداتى فى أسفارى المتواصلة فى مصر المحروسة حيث جبت مصر من حضرها لبيدائها ومن ريفها إلى جبالها وخلصت إلى أن مصر أجمل بكثير من مجرد وصفها بكلمات والتنقل فيها والتعرف على أبناء الأصول من أبنائها ( وهم السواد الأعظم من الشعب ) شىء يشرح الصدر ويسعد القلب، وهنا كان لزاما أن أقص عليك عزيزى القارئ المحترم بعض تلك المشاهدات التى أعجبتنى وسجلتها مذكراتى البسيطة.

(مصر لسه بخير) هكذا ارتفع صوتى وأنا أردد تلك الكلمات، وأكاد أحلق مع طيور السماء عندما تعرضت لهذا الموقف الغريب بالنسبة لى، حيث أجبرتنى الظروف أن أبيت فى إحدى رحلاتى فى إحدى قرى محافظة ( كفر الشيخ ) عند أحد معارفى ولكننى طلبت من هذا الصديق أن أصحبه فى تنزه على شط فرع رشيد الذى يفيض بمياه النيل الخالد، وأثناء مرورى وإياه.

لاحظت صوت (قراءة قرآن) يخرج من (تسجيل) موضوع أمام أحد المنازل بالقرية فاستأذن صديقى لدقائق قليلة، وذهب باتجاه ذلك البيت وبقيت أنا أتمتع بالنظر إلى المناظر الخلابة، حيث ميل الشمس للغروب ومرور أشعتها يعطى الماء بريقاً يخطف الأبصار فى لوحة فنية فريدة.

ثم ما لبث صديقى أن جاءنى معتذرا عن التأخير فقلت له (شكر الله سعيك) قال لى (غفر الله ذنبك)، ولكن على أى شىء؟ قلت له ألم تؤدِ واجب العزاء؟ قال لى ليس هناك واجب عزاء فقلت له إذن ما قصة هذا البيت الذى يصدر منه قراءة القرآن؟ فيقول بابتسامة لطيفة هذا هو (سلو بلدنا) عندما يتعرض أحد أفراد القرية لضائقة مالية يصنع هذا الصنيع.

فبدون أن يطلب من أحد مساعدة يبادر الجميع بوضع مبلغ مالى فى (ظرف) ثم يكتب اسمه عليه ويضعه فى صندوق معد لذلك وعلى صاحب البيت أن يقوم فى نهاية المطاف بفتح الصندوق وتسجيل أسماء من ساهم والمبلغ الذى ساهم به كل فرد حتى يتسنى له ردها فى مثل هذه الظروف.

ويسترسل صديقى فى الحديث بقوله هذا النظام يجعل المحتاج مستورا بيننا فلا شكوى تأخذ من حياء وجهه ولا كلمة صد تؤثر فى نفسيته، ولكن هو التكافل بمعانيه الراقية وبأسلوب ريفى جميل، ولكن عليه أن يعد نفسه لرد تلك المبالغ التى أصبحت دين عليه فهناك مثل فى صعيد مصر يقول (اللى يأكل حمام الناس يعمله براجه).

صحيح (كان الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه) تكافل بغلاف مصرى منمق بعبق تاريخ مشرف لهذا الوطن الغالى فهل يا تُرى بإمكاننا أن ننمى تلك العادات الجميلة وخاصة فى أيامنا هذه التى تحتاج منا التكاتف لتمر بلادنا من عنق الزجاجة وتعود لسابق عهدها قائدا للأمة وللمنطقة بأكملها.



Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزيرا خارجبة الإمارات وأذربيجان يبحثان هاتفيا تعزيز التعاون الثنائى

تفاصيل إحالة لص هواتف بالقاهرة لمحكمة الجنح

أسواق اليوم الواحد تجوب الجيزة.. خضار ولحوم وسكر بأقل الأسعار

مراسم تتويج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة فى تاريخه.. فيديو وصور

4 لاعبين على طاولة الأهلي لتدعيم خط الدفاع قبل مونديال الأندية.. الأولوية للجزار


توتنهام يهزم مانشستر يونايتد ويتوج بلقب الدوري الأوروبي (فيديو)

هاني رمزي: رواتب اللاعبين في مصر تفوق بعض لاعبي أوروبا

مواعيد مباراتي نصف نهائى كأس عاصمة مصر

مدبولى: توجيه من الرئيس بدخول الدولة فى صناعة الألبان بالشراكة مع القطاع الخاص

الوحدة ضد الهلال.. شوط أول سلبي في مواجهة الدوري السعودي


الرئيس السيسي يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره السنغالى لبحث الأوضاع الإقليمية

النصر ضد الخليج.. شوط أول سلبي في مواجهة الدوري السعودي

يويفا يعتمد رسميا نظام التأهل ليورو 2028 ويزيد قوائم منتخبات دورى الأمم

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

إعادة تشكيل الخريطة الانتخابية لمجلس الشيوخ.. 27 دائرة للفردي و4 للقائمة.. القانون يلزم تمثيل 3 سيدات على الأقل في القوائم الـ13.. و7 لقوائم الـ37 مقعد.. و39 ألف جنيه تأمين الترشح للفردي و111 ألفا للقائمة

المحكمة العليا بإسرائيل: إقالة رئيس الشاباك تمت بالمخالفة للقانون

كبير مستشارى ترامب لشئون أفريقيا يثمن أهمية الشراكة بين القاهرة وواشنطن

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى