أسامة حراكى يكتب: أصحاب النيات

شخصان يتحدثان -  أرشيفية
شخصان يتحدثان - أرشيفية

قال على بن أبى طالب: "المرء مخبوء تحت لسانه"


أى أن ما يقوله الإنسان إنما يعبر عما فيه قبل أن يعبر عما سواه سواء أكان القول جميلاً أم قبيحًا، حيث إن المرء يرى الدنيا ومن فيها من منظار نفسه، كما قال أحد الشعراء: كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.

وقال ابن المعتز:


اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
للأسف البعض الآن يعتاشون على التقليل من شأن الآخرين، فما أن يأتى أمامهم ذكر أحد الشرفاء، حتى يشوهونه ويتكلمون عنه السوء ويصفونه به، ويحاولون البحث عن نقط ضعفه لإبرازها مقابل حجب نقط القوة، فهذا ما يفعله ضعفاء النفوس لا أغنياؤها، لأن غنى النفس يجعل صاحبها فى مقام نبيل وسامٍ مترفع عن الصغائر والضغائن والأحقاد.

وكما قال أستاذنا رجاء النقاش: من أصعب الأمور فى هذه الدنيا وأقساها، أن يتعامل إنسان صاحب نية طيبة واضحة ومستقيمة، مع إنسان آخر صاحب نية سيئة غامضة وملتوية، فأصحاب النيات الحسنة يميلون إلى تصديق ما يسمعونه، ولا يفعلون شيئاً فى الخفاء أو الظلام ولا تقبل نفوسهم أن يلعبوا بالحقائق أو يحاولوا تغييرها حتى تصبح الأمور سهلة أمامهم، أما أصحاب النيات السيئة، فهم يستمدون قوتهم وقدرتهم على تحقيق النجاح من الكذب والتلفيق والمناورة والاستهتار وبرود المشاعر فى نفوسهم وقلوبهم، فهم من عشاق العمل فى الظلام والطعن فى الظهر والاحتيال والتآمر، فهم يعتمدون على زاد لا ينفد من الأخلاق السيئة والتى لا يخجل صاحبها من الاعتماد عليها مادامت تحقق له منفعته وتصل به لهدفه.

فهناك إناس لم يعرف النجاح طريقاً لهم، يتعالون على غيرهم، ينتقدون من هم أفضل منهم، يبحثون عن موضوعات أشبه بالفتنة ليسهموا فى إشعالها، يمارسون دور القاضى والجلاد، ومتعتهم هى الإساءة للآخرين، ويتوهمون أنهم بكتابة مقال غاضب أو تصريح محرض يكونوا قد اتخذوا موقفاً إنسانياً وبطولياً، ويخيل إلينا من صراخهم أنهم يقفون على أبواب فلسطين وعلى وشك تحريرها، ولو بحثنا فى مواقفهم لوجدناها مخجلة، فهم يعتقدون أن الثقافة والقوة والبطولة هو الشتم والتشهير والإساءة لأساتذة وإعلاميين كبار هم قامة فى الصحافة، ولمناضلين هم من قاموا فعلاً بالثورة، فمن يهاجم هؤلاء، مثلهم كمثل صناع الإعلانات، يقولون ويشيرون فى نهاية إعلانهم تطبق الشروط والأحكام، لكى يتجنبوا المساءلة القانونية حين يتبين زيف إعلانهم، ذلك لأن قلوبهم مليئة بالكره والبغض، فلهم ألسنة وأقلام يستهدفون بها كل شخص ناجح، يكيلون له النقد فى تصرفاته ولا يقدمون الحل للمشكلات التى تعانى منها مصر، فالذى لا يعجبه تصريح أو دراسة أو نشاط أحد لمحاولة النهوض بمصر وأبنائها، يعتبرون ما يفعله منظرة وحباً فى نشر صورهم، فهم لا يعرفون أصحاب القلوب العامرة بالحب والخير، الذين علينا أن نشجعهم ونشعرهم بقيمتهم، لأنهم أنقياء بالفطرة، لا يبتسمون من أجل مصلحة ويمتدحون من أجل مال، وإن لم يجدوا انفسهم فى الصفوف الأولى للسلطه، ولا يقفون خلفها كى يعرقلون بصوت الباطل مسيرة إعادة بناء مصر، فهم يحزنون لحزن شعبها ويفرحون بفرحهم، فالبلد عندهم عائلة ممتدة من الغفير حتى الوزير، لا يستعرضون علمهم وثقافتهم بتتبع عورات جهل سواهم وأخلاقهم عندهم قبل علمهم، فهم لا يدسون ألسنتهم باسم الثقافة ولا يستعرضون عضلاتهم باسم السياسة، ولا يجيدون الخبث والكيد والدسائس وليس لمكر الثعالب فى أخلاقهم أثر، ولا يجيدون استعمال الأقنعة، ولا يغرسون مخالبهم فى جسد من وثق بهم، فهم لا يغضون البصر عن حاجة الضعيف ولا يتراقصون على بقايا انكساره، ولا يغلقون أبوابهم فى وجه من أساء إليهم إذا ما ألقت به رياح الأيام يوماً على أبوابهم، فهم يكتبون برُقى ويناقشون ويختلفون برُقى، فمن ينتقدونهم هم مغرورون يعانون من الظمأ الإجتماعى ويحتاجون لجرعات من الحب والنشاط والنجاح، ليكون نقدهم هادفاً يؤدى لرسالة، فجميل أن يكون لدينا طموح، ولكن من المؤسف أن نفقد المقدرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ولياميز صنداى رجل مباراة غزل المحلة وسموحة

الزمالك يحصل على راحة من التدريبات بعد التعادل مع المقاولون

لويس دياز يقود بايرن ميونخ للتتويج بالسوبر الألمانى أمام شتوتجارت.. فيديو

اللحظات الأخيرة فى حياة تيمور تيمور.. أنقذ ابنه من الغرق قبل وفاته غرقا

نسرين طافش تتغزل فى زوجها: أحسن راجل فى الدنيا وربنا جمعنا من غير تخطيط


أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة..المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى مدير التصوير تيمور تيمور.. وفد وزارة الثقافة ونقابة الممثلين يزور نجوى فؤاد فى منزلها بعد استغاثتها.. هنادى مهنا تعيش نشاطا فنيا بمسلسل وفيلمين

أشرف زكى يكشف سبب رحيل مدير التصوير تيمور تيمور: توفى غرقا

صرخات سيدة: عامان لم أتقاضي جنيها من نفقات أولادي بسبب بخل زوجي

وفاة مدير التصوير تيمور تيمور.. ونقابة المهن التمثيلية تنعى الفقيد

استعدوا لأهم الظواهر الفلكية.. خسوف كلى للقمر يراه الوطن العربي في هذا الموعد


حصاد الرياضة المصرية اليوم السبت 16 - 8 - 2025

فرص عمل جديدة بمرتبات تصل لـ9 آلاف جنيه.. اعرف الشروط والأوراق المطلوبة

موعد آخر موجة حارة فى صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف

الاحتلال يعلن إقامة خيام إيواء لسكان مدينة غزة لنقلهم من مناطق القتال للجنوب

عدى الدباغ يقود هجوم الزمالك أمام المقاولون وكايد أساسيا

مى فاروق تنتهى من بروفتها الأخيرة قبل حفلها بمهرجان قرطاج الدولى.. اليوم

سقوط فراولة وتفاحة.. تيك توكرز من الرقص المثير لتجارة المخدرات

الراجل يقرب يا خونة.. مصريون يتصدون لتجاوزات الإخوان أمام سفارة مصر بهولندا.. فيديو

الطقس غدا.. استمرار انخفاض درجات الحرارة وظهور السحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

83 مباراة جمعت الزمالك والمقاولون العرب قبل لقاء الليلة.. إنفوجراف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى