هل القادم أجمل؟

إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد
بقلم : إبراهيم عبد المجيد
سؤال كثيرًا ما أقابله من الشباب، وأجد نفسى حائرًا.. أعرف أن الحيرة تظهر على وجهى، فبسرعة أقول دائمًا هناك أمل.. أتابع ولع الشباب على صفحات الميديا بمصر زمان.. تبدو صور الفترة الملكية فى مصر هى دائمًا الأجمل والأكثر فتنة، سواء فيما يخص الشوارع أو الحدائق أو المبانى أو الملابس، وكثيرًا ما تكون الإعلانات لها نصيب كبير فى الإعجاب، خاصة إعلانات الأفلام والمشروبات، خاصة السجائر والبيرة، مشروب العائلة المفضل، كما كانت تقول معظم الإعلانات!

والذين يبدون إعجابهم بهذا كله يتضح أن إعجابهم الحقيقى هو بالحريات الشخصية.. طبعًا من ينظر إلى حالنا الآن مقارنة بحالنا زمان، خاصة فى الصحة والتعليم والطرق والحدائق والمبانى، سيصبه الصمت من جراء الكدر. ويثور فى ذهنى سؤال: هذه الحكومة أو هذا النظام وقبله ومن قبل الذى قبله لماذا دائمًا لا ينظر فى هذه الصور ويعرف ما الميزات فى النظام السياسى القديم التى جعلت الأرض عليها كل هذا الجمال؟.. طبعًا البعض يهاجم هذه النوستالجيا قائلًا إن عصر الملكية كان رغم ذلك عصر الفقر والحفاء، لكن سرعان ما يأتى الرد من الآخرين وهل نحن فى عصر الغنى؟.. قارن بين نسبة الفقراء زمان ونسبته الآن، قارن بين نسبة الأمية زمان ونسبتها الآن، وهكذا تجد نفسك فى النهاية أمام حالة من النوستالجيا الجميلة، وحالة من السخط على ما نحن فيه.. نوستالجيا ليس سببها أن الشباب عاشوا هذه الأيام وهرموا مثلنا ويحنون إليها.. نوستالجيا سببها ولعهم بالميديا واطلاعهم على أحوال البلاد فى المراحل التاريخية المختلفة، وأمام هذه الحالة أجد نفسى عاجزًا عن التفاؤل رغم قولى إن هناك دائمًا أملًا.. هناك ثوابت فى السياسة كانت وراء الأوضاع الأفضل زمان، هذه الثوابت هى الليبرالية، والحريات السياسية رغم وجود الاستعمار، ورغم وصول أحزاب الأقلية إلى الحكم أكثر من حزب الوفد، حزب الأغلبية، لم تجد أحزاب الأقلية راحة أبدًا أمام الشعب، كما لم يجد الاستعمار الإنجليزى، وهكذا كان هناك دائمًا ما تفعله هذه الأحزاب من مكاسب اجتماعية وتعليمية وثقافية للناس. حين دخلنا عصر الدولة المركزية من جديد مع ثورة يوليو 1952 بدأ الشرخ الأول فى الحياة السايسية، ورغم نجاح الدولة فى مشروعات اقتصادية جبارة وتعليمية، فإن كل ذلك راح بجرة قلم من الرئيس السادات.. جرة قلم ظلت مع عصر مبارك، صارت الدولة رخوة مع السادات.. قوة الدولة اعتمدت منذ يومها على قوتها الأمنية، وليست هذه قوة الدولة، قوة الدولة فى ثقافة وعلوم من يقودونها، عبدالناصر رغم أنه كان رجلًا عسكريًا تحول بالدولة الليبرالية إلى الديكتاتورية، كان معه رجال تعلموا فى العصر الملكى، ثقافتهم كانت غزيرة جوار العلم، لم يكونوا مجرد تكنوقراط، والأمثلة منهم كثيرة، شيئًا فشيئًا انتهت هذه الظاهرة، وأصبحت المفاضلة مثلا بعد ثورة يناير 2011 بين التكنوقراط والسياسيين، ولم نجد حتى الآن من يحمل الصفتين معًا، لذلك لا أتعجب حين تتحدث الدولة عن مشاريع بناء، ولا تتحدث عن مشاريع تعليم وصحة، وحين تتحدث عن الطرق والكبارى، ولا تتحدث عن الحدائق، وهكذا، لكن فى النهاية حتعمل إيه غير تقول.. فيه أمل!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يستضيف المقاولون العرب فى مهمة مواصلة الانتصارات بالدوري.. الأبيض يتسلح بالصفقات الجديدة.. شيكو بانزا وأحمد فتوح وربيع أبرز الغيابات.. وذئاب الجبل تبحث عن تحقيق مفاجأة بعد العودة إلى الأضواء والشهرة

إمام عاشور يشارك فى التدريبات الجماعية للأهلى الإثنين المقبل

الأهلي يكشف حقيقة إصابة محمد علي بن رمضان فى مباراة فاركو

الفنان صبحي خليل يستقبل العزاء في والدته غدا من مسجد الحامدية الشاذلية

أبرزهم الشناوي والشحات.. 5 لاعبين خارج حسابات أهلي ريبيرو بعد مباراتين بالدوري


ترامب يسلم رسالة من زوجته ميلانيا إلى بوتين خلال قمة ألاسكا.. وهذا ما فيها

توم كروز في انتظار الأوسكار الفخرية بعد رفضه جائزة ترامب.. اعرف القصة؟

"يونسيف": 112 طفلًا يدخلون دائرة سوء التغذية يوميًا في قطاع غزة

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

ريبيرو يكشف سبب تغيير أليو ديانج فى مباراة الأهلى وفاركو


هدف ودموع ووفاء.. محمد صلاح يتألق فى ليلة استثنائية بالدوري الإنجليزي.. ملك ليفربول يواصل تحطيم الأرقام القياسية ويدخل نادي عظماء البريميرليج أمام بورنموث.. ويقترب من إنجاز تاريخي غير مسبوق للأجانب

فيديو جديد لـ "شهاب بتاع الجيزة" لحظة إنقاذه فتاة المنيب

جورج كلوني ولاري ديفيد فى صراع خفى على صداقة أوباما.. والرئيس السابق يضحك فى الخفاء

وزارة التعليم: توفير كتب وبوكليت مطبوع لتقييم الطلاب بالعام الدراسى 2026

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

زى النهارده.. مهرجان اعتزال على أبو جريشة ساحر الإسماعيلى فى مدرجات التتش

30 أغسطس محاكمة المتهمة بالتشهير بفنانة على السوشيال لحضورها من محبسها

تفاصيل جلسة محمد يوسف مع أحمد عبد القادر في الأهلي

"الليكاب" رمز للضيافة والبقاء فى بيئة حلايب وشلاتين الصحراوية عند قبائل البشارية والعبابدة.. يعرف أحيانا بـ"التخيمة" أو "الليكا" أو "أمبداى قو".. يشيد من جذوع الأشجار الجافة.. ويتم استقبال الضيوف بالحليب.. صور

وزارة الصحة تخصص آلية لاستعلام المواطنين عن قرارات العلاج على نفقة الدولة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى