فى عشق الفسيخ والرنجة

هناء عبد الفتاح
هناء عبد الفتاح
بقلم هناء عبد الفتاح
فى هذا الوقت من كل عام نستدعى صوت سندريلا الشاشة الجميلة سعاد حسنى وهى تقول: "الدنيا ربيع والجو بديع قفلى على كل المواضيع"، فتخرج وزارة الصحة بيانًا تؤكد فيه لكل من سيحتفل وسيقفل على كل المواضيع، أن وجبة الفسيخ غير آمنة وخطورة تناولها قد تؤدى للشلل التام والوفاة، وبعدها بساعات تكتظ محلات بيع الفسيخ والرنجة بالزبائن، فى تجمع لم يحدث طوال العام كله لشرائه وتناوله فى تجمعات الأهل والأصحاب، وكأن بيان وزارة الصحة مكتوب فيه "صحتك فى السمكة دى"، وليس تحذيرا من الموت بالتسمم!، يمكننا اعتبار أن العلاقة بين سمعة الفسيخ وعشاقه علاقة طردية، كلما ساءت سمعته زادت محبته، وزاد الإقبال عليه، وكلما زادت رائحة عفونته النفاذة، غلا سعره وكان الأفضل، لهذه الأكلة جمهور عريض لا يتأثر بكل ما يقال عنها ويعتبر كل التحذيرات منها شائعات مغرضة يبثها أعداء النجاح للنيل من مجدها وتربعها على عرش القلوب، لهذه الأكلة تاريخ طويل يعود لأيام الفراعنة، فقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ منها، وجاءتهم فكرة صناعة الفسيخ من فكرة التحنيط، التى تميزوا وبرعوا فيها، وقال عنهم هيرودوث فى ذلك "إنهم كانوا يأكلون السمك المملح فى أعيادهم ويرون أن أكله مفيد فى وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعاً معيناً لتمليحه وحفظه للعيد "ستظل وزارة الصحة تحذر وسيظل الناس يأكلونه، فالبهجة فى نظر الكثيرين هى أساس الحياة، وفى الفسيخ بهجة كبيرة جدا لا يعلم أحد سرها لكنها بكل تأكيد كبيرة، حتى محاولات أولاد الدم والضلمة فى إلصاق الإثم والكبائر والخطايا بكل من يحتفل بعيد شم النسيم من المسلمين لم تجد نفعا ولم تؤثر على طقوسه ولا يزال العرض مستمرا كل عام بنفس الطاقة وبنفس الحماسة، إن البهجة التى يفرضها هذا الفسيخ "المنتن" غريبة فعلا وأقف أنا أمامها كثيرا، المائدة التى تحتوى على أطباق الفسيخ والرنجة والبصل والليمون لايمكن أن يلتف حولها أشخاص لا يضحكون ولا يشعرون بالسعادة، لا يمكن أن تحضر تلك الأكلة ولا تحضر معها البهجة والفرحة والمحبة بحجم رائحة العفن الصادر منها، هو عيد للمصريين جميعا ولا يقتصر على المسيحيين فقط، الكل سيأكل ماعدا من لا يحبونه فعلا وما عدا المعقدين والمتعصبين وأعداء البهجة والحياة، وبيدو أن وزارة الصحة فى عام ما ستصاب بالملل من لغة التحذير السنوية، التى لم تجد نفعا وستصدر بيانا تقول فيه "اللى عاوز ياكل فسيخ يتفضل يا كش تولعوا جميعا"!!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

اكتمال تطبيق "التأمين الصحى" بأسوان.. الرعاية الصحية: تنفيذ المرحلة الأولى للمنظومة بـ6 محافظات.. واستحداث وإدخال 22 خدمة متطورة.. وأحمد السبكى: الفاتورة تجاوزت 9 مليارات جنيه.. وإنهاء المرحلة الثانية قريبًا

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

المغرب يؤكد التزامه بنظام ملكية فكرية "شامل وداعم للتنمية"

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد


محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

بيلينجهام: مواجهة سان جيرمان صعبة.. وفخور بالمائة مباراة مع ريال مدريد


مبابي ضد باريس سان جيرمان في قمة تصفية الحسابات بمونديال الأندية

موعد نهائى كأس العالم للأندية 2025 بعد تأهل تشيلسى على حساب فلوميننسى

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

تفاصيل التحقيق مع متهم بالنصب على المواطنين بزعم توفير فرص عمل بالخارج

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

تغييرات كبيرة فى بطولات أوروبا الثلاث الموسم المقبل

بطل من الحماية المدنية.. صاحب اللقطة الأشهر ظل ساعات أمام الأدخنة حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى