د. يسرا محمد سلامة تكتب : ثقافة السلطة والنفوذ

ورقة وقلم - أرشيفية
ورقة وقلم - أرشيفية
أنت تحتاج إلى أمر ما مُلّح وضرورى ولا يمكن الاستغناء عنه، وقد تتوقف عليه حياتك، تعرف من يستطيع أن يساعدك لكنه ليس الشخص المناسب للمهمة، بل هو يعرف من يناسبها ومن يُمكنه تنفيذها، فيُخبرك أنه سيقوم بالاتصال به لتنفيذ مطلبك وجعله يتحول إلى حقيقة، تبتهج فى قرارة نفسك وتقول لها "فعلا الواسطة حلوة بردو" –لكن- "يا فرحة ما تمت"، لماذا؟! لأن الشخص الذى تعرفه يقوم بالفعل بالاتصال بالشخصية السحرية التى ستجعل حلمك حقيقة أخيرًا، ولأنهما صديقان لن يرفض طلب صديقه رغم أنه –سرًا- لا يُفكر فى القبول، وسيقول لصديقه اجعل صاحب الطلب يتصل بى حتى أتمكن من فعل اللازم، فيشكره صديقه على موقفه الطيب وسعة صدره، ويأتى لصاحب الحاجة مُسرعًا ليقول له اتصل به فهو فى انتظارك، فتفعل ما تؤمر به وتتصل، يأتيك صوت من الجهة الأخرى أقل وصف له أنه فى قمة التعالى والتكبر، يتحدث إليك وكأنه بيده مقادير حياتك ويُشعرك فى نبرة صوته أنه منقذك الذى لن تتمكن من عمل ما ترغب به دونه، يُقنعك أنه عليك إرسال طلب كذا على الإيميل الذى سيرسله لك، ومعه بعض الأوراق وبمجرد إرسالك المطلوب سيتحقق مرادك فورًا، وعندما تستبشر خيرًا بهذا الكلام رغم الإحساس الذى وصل لكَ عن عجرفته، تتصل بالوسيط تشكره على جميل صنعه، وتنتظر الإيميل على أحر من الجمر، يمر يوم، اثنين، ثلاثة، أسبوع ولا يرسل لك شيئًا، وهنا يأتى السؤال، هل من حق مسئول ما التهاون لهذه الدرجة بمقدرات الناس؟!، أليس هو موجود فى منصبه هذا من أجل خدمة غيره وتحقيق مأربه؟!، ولماذا لا يقول للوسيط كلمة "لا لن أقدر على فعل هذا الأمر"؟ هل لخوفه على صورته أمام صديقه حتى لا تهتز؟!، أم لتصوير نفسه بصورة المنقذ حلاّل الأمور المستعصية؟!، ثم ما ثمن الانتظار الذى طال؟ من سيدفع فاتورة التسويف وكل هذا الوقت المهدور؟ صاحب المسألة الذى وثق فى المسئول وبتلبيته لمسألته؟ أم المسئول نفسه الذى قال كلام فى "الهوا" لمجرد الطبطبة على ثقة صديقه، أم الوسيط الذى تحمّل مشقة توصيل الحاجة المهمة لمن بيده الأمر والنهى؟!!، لا أدرى أين الإجابة ولا أعرفها، كل الذى أعرفه أن ثقافة السلطة والنفوذ ستظل تتحكم فيمن لديه مصلحة ما، وعليه أن يُصدق أنها ستُقضى – حتى وإن لم يحدث ذلك – وعليه أن يظل يوّسط من يستطع أن يصل لصاحب كرسى المصلحة ولا يسأم ولا يمل، إلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولا، إنها قصة قصيرة عن معاناة أصحاب الحاجات مع من يمتلكون السلطة والنفوذ، ولازالت القصة مستمرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نيوكاسل ضد ليفربول.. التاريخ ينحاز للريدز قبل موقعة الدوري الإنجليزي

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص

الطلائع يهزم الإسماعيلى فى القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة بالدوري

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. استئناف دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بغزة.. زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب ولاية "جوهر" الماليزية.. روبيو: نؤمن بتسوية تفاوضية تحفظ السيادة الأوكرانية

تعرف على إيرادات فيلم روكي الغلابة أمس السبت في شباك التذاكر بمصر


بعد إعلان المجاعة.. الآلاف يشاركون فى أكبر مظاهرات بتاريخ أستراليا دعما لغزة

شوبير: الأهلى يحسم تمديد عقد إمام عاشور وأليو ديانج عقب بطولة أفريقيا

كولومبوس كرو يتجاهل الهوية.. غياب علم فلسطين فى أول ظهور لـ وسام أبو علي

شاب ينهى حياة والده أثناء نومه بسلاح أبيض لزواجه عرفيا.. تفاصيل

فحص طبي أخير يحدد مصير أحمد ربيع من المشاركة مع الزمالك أمام فاركو


السقا وأحمد نادر جلال يجتمعان مجددا فى فيلم هيروشما بعد نجاح أحمد وأحمد

"أوعى الفولت العالي".. كهربا حديث صحف الكويت بعد انضمامه للقادسية

فى حفل توزيع جوائز نقابة مديرى المواقع الدولية LMGI.. المديرة التنفيذية لرابطة مفوضي الأفلام الدولية AFCI: لجنة مصر للأفلام حققت المستحيل بتصوير Fountain of Youth بالهرم مستخدمة هيلوكوبتر وسط مطاردات بالأسلحة

مسرحية "شاكر مشغول دلوقتى" لـ شريف نجم وشيرين .. اعرف المواعيد

مساعدات استثنائية للأسر الفقيرة بقانون الضمان الاجتماعى تصرف فى 7 حالات

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

إنبي يصطدم بالجونة الليلة في الجولة الرابعة من الدوري المصري

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

ليلة المباراة.. موعد لقاء الأهلى أمام غزل المحلة بالدوري والقناة الناقلة

انطلاق دوري الكرة النسائية بـ 8 مواجهات قوية اليوم

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى