المونولوج تهذيب وإمتاع وإصلاح

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
يولد الإنسان مثله مثل كل الكائنات، لا يعرف شيئا، لا لغة، ولا علما، ولا دينا، ولا أخلاقا، ويوما بعد يوم يكتسب مهاراته الاجتماعية ومكوناته الثقافية حتى يصبح عضوا فاعلا فى المجتمع، وما دام لكل منا لغة خاصة وثقافة مختلفة وبيئة جغرافية وتاريخية متباينة فيجب أن يكون لكل منا لغة خطاب معينة، من خلالها يخاطب العالم، ومن خلالها أيضًا يخاطبه العالم، ولهذا حرص الفنانون على توسيع شريحة متابعيهم عبر الأزمان، وتنويع طرائق عرض فنهم لكى يحصلوا على أكبر قدر ممكن من الجماهير، كما حرصوا على مخاطبة شرائح الجماهير بلغة يفهمونها، خاصة فيما يتعلق بتوصيل رسالة فنية مباشرة إلى شريحة البسطاء من الناس، وهنا تم اختراع فن المونولوج الذى أخذ على عاتقه من نشأته تقويم السلوكيات الاجتماعية الشاذة ومحاربة آفات الأخلاق وتدعيم التصرفات الجيدة وتحجيم التصرفات القبيحة، وفى هذا الفن العظيم نبغت أسماء مثل محمود شكوكو وإسماعيل ياسين وثريا حلمى وغيرها، لكن للأسف انسحب هذا الفن تماما ضمن قائمة الأشياء الجميلة التى غرقت من حياتنا، ولم تجد يدا واعية تنتشلها من الضياع والغرق. هنا فن يندثر، أو قل إنه اندثر ويحتاج إلى إعادة إحياء، وأننى أرى أن من واجبات وزارة الثقافة أن تحيى هذا الفن من جديد وأن ترعاه وتدعمه نظرا لما يمثله هذا الفن من أهمية كبيرة هذه الأيام التى نعانى فيها من الانفلات الأخلاقى والاضطراب المزاجى، فمن منا لم يحفظ مونولوجات شكوكو وإسماعيل ياسين، ومن منا لم يحفظ «عيب اعمل معروف عيب منتش مكسوف» لثريا حلمى، ومن منا لم يضحك ويبكى ويتعلم ويسعد من هذا الفن المبهج الفتان.نحن نحتاج إلى البهجة كما نحتاج إلى التقويم، وما أطيب التقويم إذا كان آتيا فى صورة غنائية تعرض مساوئك أمامك دون أن تجرح مشاعرك، ودون أن تؤذى طبيعتك الإنسانية، ونحتاج إلى أن يتسع الفن ليغطى كل جوانب الحياة، فنحب بالفن، ونتعلم بالفن، ونعمل بالفن، ونجاهد بالفن، فقد عشنا سنينا طوال، ونحن على وتيرة غنائية واحدة، كل أغانينا نفس الكلمات، ونفس المعانى، ونفس الحالات الشعورية، كل ألحاننا على شاكلة واحدة، خطابنا الفنى موجه إلى شريحة واحدة، وكأن فنانينا يحتقرون من هم دون 15 عاما أو أكبر من 35 عاما من شريحة الطبقة المتوسطة، فلا يؤلف المؤلفون إلا لهم ولا يلحن الملحنون إلا لهم ولا يغنى المطربون إلا لهم، ثم نأتى بعد كل هذا ونلوم على أهالينا إذا ما استمعوا إلى ما يسمى بالـ«فن الهابط».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جلسة تصوير تجمع صناع الفيلم المصرى عائشة لا تستطيع الطيران بمهرجان كان

كم سعر المتر فى وحدات مشروع "سكن لكل المصريين 7" لمتوسطى الدخل؟

اتحاد الكرة يكشف تفاصيل تنصيب حلمى طولان مدربا لمنتخب مصر فى البطولة العربية

حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها


مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

عمر مرموش يعادل هالاند ويتفوق على نجوم الدوري الإنجليزي برقم مميز

"القومى للبحوث" يكشف مخاطر وأضرار مشروبات الطاقة خلال موسم الامتحانات

الاستخبارات الأمريكية: إسرائيل تستعد لشن هجوم على منشآت إيران النووية

هل تحدد المحكمة الرياضية بطل الدوري المصري هذا الموسم؟


الأعلى للجامعات: لائحة إسترشادية موحدة للكتاب الجامعى

لو عاوز تحجز شقة بمشروع سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل.. اعرف التفاصيل

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله

الأهلي يحصل على توقيع لاعب بتروجت تمهيداً لضمه بميركاتو الصيف

بعد سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى.. نصائح لحماية منزلك من السرقة

طرح فيلم "روكى الغلابة" بطولة دنيا سمير غانم ومحمد ممدوح 30 يوليو

نهائى كأس مصر 2025.. موعد مباراة الزمالك وبيراميدز والقناة الناقلة

قائمة أعلى أجور لاعبي الدوري الإنجليزي.. شاهد ترتيب محمد صلاح ومرموش

مصدر فى رابطة الأندية: لائحة الدوري ليس سرا حربيا ومنحنا المهلة لتقديم المقترحات الجديدة

مانشستر يونايتد يتحدى توتنهام فى نهائى إنجليزى على لقب الدورى الأوروبى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى