فتنة الحجاب

جمال أسعد
جمال أسعد
بقلم - جمال أسعد
الإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل. والإيمان بدون أعمال إيمان ميت. أى أن الإيمان هو علاقة خاصة بين الله وبين والإنسان لا يعرفها أحد ولا يملك أن يتدخل فيها أحد غير الإنسان نفسه والله العليم والعالم فاحص القلوب. ولأن الإيمان هو قرار خاص وقناعة ذاتية واختيار شخصى لا يستطيع أحد منحه لمن لا يريد ولا يملك أياً من كان أن ينتزعه مِن مَن يتمسك بإيمانه حتى ولو ضحى بالحياة ذاتها. ولذا كانت الحكمة الإلهية متسقه مع هذا الاختيار وتلك الحرية فكان «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر». والإيمان الحقيقى الواقر فى القلب غير مظاهر التدين الشكلى التى لا علاقة لها بالمضمون وبما تضمره الذات. ولذا فعندما تصاب المجتمعات لأسباب كثيرة ومتعددة بإشكالية البحث والتنقيب والمحاسبة والتفتيش عن الإيمان لدى البشر تصاب المجتمعات بهذا التدين الشكلى فنرى التمسك بمظاهر التدين الشكلى تسيطر على مضمون الإيمان الحقيقى وتتحول العلاقة بين الإنسان وبين الله وهى علاقة خاصة جداً إلى علاقة ظاهرية بين الإنسان وبين من ينصبون أنفسهم أوصياء على الدين. وما يثار هذه الأيام عن مليونية خلع الحجاب فنحن هنا لا نناقش الجانب الدينى للحجاب إذا كان عادة أم عبادة. فهذا ليس اختصاصنا فى الوقت الذى نحترم فيه حرية الاختيار لمن يلبس الحجاب من منطلق دينى أو على أرضية اجتماعية أو تاريخية. ولكن هنا نناقش هذه القضية من زاوية الواقع الدينى والسياسى والاجتماعى وما سينتج عن هذه الدعوة. فمن يدعو لمثل هذا لأبد أن يدرس ويوصف الواقع المعاش جيداً حتى يدرك الأمور ويتدارك النتائج. فدعوة خلع الحجاب أوائل القرن العشرين كانت بنت ظروفها ونبت مناخها السياسى والدينى والاجتماعى. فقد مهد لهذه الدعوة قيادات متنوعة خلقت مناخاً جديداً أعد الأرض لبذر هذه البذور التى أثمرت بعد وقت ليس بالقليل عن طريق التراكم فالتغيرات الاجتماعية والسياسية أو حتى الفكر الدينى عند تجديده يحتاج لوقت تراكمى ولا يتم التغيير بين لحظة وأخرى. فهل المناخ الحالى والظروف السياسية والاستقطاب الحاد والمشاكل المتراكمة والتحديات التى يواجهها الوطن تجعل أحدا يفكر فى مثل هذه القضية وبتلك الطريقة؟ وإذا كانت الحجة هى الحرية فهل الحرية فى خلع الحجاب فقط ولا حرية لمن يرتدى هذا الحجاب؟ وهل وصف الكثيرات من المحجبات بأوصاف لا تليق لا يؤثر هذا على من يلبس الحجاب قناعة وإيمانا؟ نعم الحجاب انتشر فى سبعينيات القرن الماضى تحت دعاوى دينية. نعم لا يمكن ولا يجب وصف السافرات بأوصاف لا تليق أو نعتهم بعدم الإيمان. ولكن هل الظروف المرتبكة الآن تسمح بذلك؟ فنرى صراعاً حول الدين وبأسمه فهناك موقعة حرق الكتب ولم تنته معركة إسلام والأزهر فالحوار اختفى ومواجهة الفكر بالفكر لا وجود لها ولم يبق غير التلاسن والمعارك الصفرية فمن يتمسك بالتراث كله بلا تحليل ومن يرفض التراث كله بتعنت منقطع النظير. فإذا كان هناك فريق يعتبر الحجاب فريضة فهل من اللائق الآن وعلى ضوء الواقع ندعو لخلع الحجاب وكأننا نبرر فكرة محاربة الإسلام؟ ولماذا نسكب مزيداً من الزيت على نار الفتنة التى نوجدها بأيدينا ولصالح من لا يريد لنا جميعاً الخير؟. الخطاب الدينى الصحيح الذى يتمسك بالمقاصد العليا وبقيم الإسلام هو الطريق الصحيح للاختيار السليم وللحرية الحقيقية لمن يتحجب أو لمن يرفض. حفظ الله مصر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بايرن ميونخ يحبط مفاجآت ماينز ويتعادل 2-2 فى الدورى الألمانى.. فيديو

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو


كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صور الأقمار الصناعية.. تدفق للسحب مصحوبة بأمطار متفاوتة الشدة على هذه المناطق

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى