الأبنودى.. وخصومه المحبطون

أكرم القصاص
أكرم القصاص
كان عبدالرحمن الأبنودى شاعرًا واسع الطيف، بدا مع الوقت مؤسسة.. وهى صيغة لا يصل إليها إلا قليلون، وهى حالة يدخل فيها الكثير من التفاصيل والقدرات والمصادفات، لكن الشرط الأساسى أن يكون مبدعًا، فهناك بعض الطبل الأجوف ينتهى كالرسم على الماء، ومن هذه الزاوية كان الأبنودى يغرف من بحر الشعر.

فيما يخص المواقف من السلطة وحولها كان هناك من يتفق ويختلف معه وحوله، لكنه تمسك دائمًا بإبداعه، وبدا يشبه نجيب محفوظ.. الخلاف والاختلاف شىء، فما يبقى هو دواوين أو روايات، نجيب محفوظ لم يحارب أحدًا، ومع هذا كان هناك من ينتقده، خالطًا بين مواقف يؤخذ منها ويرد، ومشروع إبداعى متعدد الأوجه.. نجيب محفوظ كان مشروعًا أدبيًا وإبداعيًا واسع الطيف، قدم تأريخًا أدبيًا واجتماعيًا لمصر، والأبنودى وجاهين ونجم وفؤاد حداد كل منهم كان مؤسسة فى طريقه.

كانت هناك مساحات من الدفء والبرود بين الأبنودى ومجايليه، المبدع منهم سار فى طريقه، معترفًا بكون الأبنودى شاعر كبير معجون بالشعر يغرف من بحر، مع الاحتفاظ بمساحة خلاف، لكن كان هناك نوع من أنصاف أو أرباع يسعون لنفى الأبنودى، وبعضهم يسعى لتصوير الأمر كأن الأبنودى لاهم له سوى التآمر عليهم ومنع إبداعاتهم التى لم يرها أحد. ولو كان تفرغ للرد عليهم أو التخطيط للإيقاع بهم ما أنتج واحدًا على مليون مما قدم، وهذا النمط من هوام الإحباط لم ينجزوا مشروعًا، ولم يقدموا إبداعًا لأنهم تفرغوا لمهاجمة غيرهم وإلقاء الطوب، وهم أقرب لمسمار فى حائط، يمزع ملابس وبشرًا إذا أراد الواحد منهم مدح مبدع عليه أن يسب آخر، وغالبًا ما يعيشون ويغرقون فى نميمة الموت الأدبى.

أتذكر منذ سنوات كان أحدهم يظن نفسه شاعرًا، ومع أنه كان يكتب كلامًا بلا رأس أو ذيل، ويعتقد أنه سيكون مبدعًا بمهاجمة الشعراء، فكان يرى المتنبى شاعرًا عاديًا، ومحمود درويش كذلك، وطبعا الأبنودى ونجم وجاهين. لم يكن يعجبه شىء، وكان يكتب كلامًا أقرب لغناء «الصراصير فى موالد السلاحف»، وإذا سألته عمن يفضلهم من الشعر والأدب، ينتقى كتابات صعبة الهضم والشكل، ويؤكد أن أمثالنا لا يفهمون لأنهم يتناولون أدبًا مفهومًا، ومثل هؤلاء موجودون فى كل زمان.. مبدعون فى الإحباط و«تمزيع» غيرهم.

الأبنودى وصل للناس، وله الكثير مما يبقى فى الذاكرة، وهناك من جيله ومن أجيال تالية من بقى يهاجمه وينتقده ويحسده من دون أن يقدم «أمارة»، بينما لدى الأبنودى الكثير من الشعر والإبداع والأغانى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حزب الجبهة الوطنية يعلن ضم أشرف عبد العزيز أمينا مساعدا

دقة وتقلية وبيزود "ورد".. وجبة كشرى لمستشار ترامب أثناء زيارته للقاهرة.. فيديو

بعد تحرير الخرطوم بالكامل.. السلطات السودانية تعلن ولاية جديدة خالية من الدعم السريع

الرئيس السيسى: ليه ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال فى مصر؟

ليفربول يفتح باب التصويت لجائزة أفضل لاعب في الموسم 2024-25.. صلاح يتصدر


ضبط صاحبه بيوتي سنتر و6 سيدات بعد تعديهن على محام بسبب خلافات الجيرة بالمحلة

خطوات عقد الامتحانات الإلكترونية بشكل سليم لطلاب أولى وثانية ثانوى

القناة 14 الإسرائيلية تؤكد اغتيال محمد السنوار فى غزة

بدء امتحانات نهاية عام 2025 للصفين الأول والثانى الثانوى.. عقد الاختبارات إلكترونيًا وورقيًا.. من يتعرض لمشكلة تقنية وفنية يعقد امتحانه ورقى.. ووزارة التعليم تشدد على منع حيازة المحمول والتصدى للغش.. فيديو

متحف شنغهاى:"معرض على قمة الهرم.. حضارة مصر القديمة" استقبل مليونى زائر


إسرائيل تخشى ضربة اقتصادية موجعة بعد قرار أوروبى بمراجعة اتفاق الشراكة

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله

هكذا تحدث أحمد السقا ومها الصغير عن زواجهما والمشاكل بينهما

تفاصيل شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطة الدخل ..لا يقل عمر المتقدم عن 21 عام ولا يزيد عن 50 عاما أبرز الشروط.. و25 ألف الحد الأقصى للدخل الشهري للأسرة.. و3 أنظمة للاستلام

جائزة بوشكاش تنتظره.. هدف عمر مرموش في بورنموث حديث العالم

تفاصيل رحلة بيراميدز من القاهرة إلى جنوب أفريقيا لخوض نهائي دوري الأبطال

رئيس بعثة الحج المصرية: 78 ألف حاج مصرى سيقفون على عرفات هذا الموسم

استعدادات مكثفة من وزارة التموين لعيد الأضحى 2025.. شوادر لطرح الخراف الحية.. وغرفة عمليات لمتابعة طرح اللحوم بمنافذ المجمعات طوال أيام العيد.. وشريف فاروق يطمئن المواطن: جميع المنتجات متوفرة بكميات كبيرة

النصر يستضيف الخليج الليلة في الدوري السعودي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى