«نانا».. قصة حب أرمينية

سليمان شفيق
سليمان شفيق
بقلم - سليمان شفيق
أغلق الصحيفة، صدمته صور طابور النسوة الأرمينيات، سبايا عرايا، عاد بذاكرته للخلف.. بيروت «الطاشناج»، الأغنية الأرمينية القديمة التى كانت تقول: «ذبحوا بدون رحمة آلاف الأرمن اضنة جميلة، السيوف واللهب، هدموا وصار خراب.. حتى كان الأرمن العزل سحقوا بدون رحمة»، ترك لخياله العنان، أين صديقتى الأرمينية؟ عيناها السوداوان بريقهما ينفذ إلى قلبه.. لا عيناى عسلية، بالنسبة لى عسلية أم سوداء، فهى وعدى، وصورتك أيقونة لأميرة أرمينية تحمل كل عبق السنين، وشوق طابور النسوة فى الأسر للحب والحرية، آه يا معبودتى قلبى الجريح.. وددت لو وقف فى الطابور مع جدتك.. ووضعت الملح على الجرح.. ووضعت على الجرح السكين.. وعبرنا من بوابة القدس إلى حطين «أنا مش قدك معرفش أقول كلام جامد كده»، رائحة الدم المتخثر تصرخ مائة عام ولا مجيب، الأتراك يساعدون الدواعش، لا يهمنى الذبح أو الكلام.. مشاعرك كرائحة الزهور التى ارتوت من دماء الضحايا، تنفذ إلى القلب دون كلام، آه يا حبيبتى ذات الروح الأرمينية التى بعثت فى صورة عروس بحر فى ثغر الإسكندرية.. تأكل «آيس كريم فى جليم»، وتجمع مع إيزيس أشلاء شهداء المصريين فى طبرق، آه يا حبيبتى الآشورية.. البابلية.. البغدادية.. الدمشقية.. أحبك حب طفل فقد أمه فى المذبحة، وارتوى من ثدييها الداميين.. أحبك حب عاشق هرب من حبيبته ومات تحت سنابك الخيل العثمانلى.. وهو يتطلع إلى مهجة الروح وانطلاق الذل.. مائة عام يا حبيبتى وسيوف وبنادق الأتراك تتبدل وتنطلق من أيدى الدواعش بمعرفة العثمانيين الجدد، «الصورة دى من فرح بنت صديقتى».. فتح اللاب ليشاهد الصورة، طاردته صورة طابور النسوة الأرمينيات، سبايا عرايا، تتبدل الأزمنة والصور، رجال مرفوعو الرأس يواجهون خناجر الدواعش، آشوريات يندبن المسيح تحت الصليب، أين صورة الفرح يا حبيبتى؟ يا إلهى صورتك فى الفرح بملابس سوداء؟ «رقتك تخلى القلب مليان سلام»، سكرت من خمر «شفايفك» التى تعتقت من خمر دماء جداتك فى طابور الموت، وارتويت من عبق سحر كؤوس الحزن فى «يرفان» تنتظر العرس، ومللت من انتظار قرار الاتحاد الأوروبى غير الملزم، وسخرت من طلعات طيران الحلفاء «الهوليديين» ضد الدواعش، وأصم أذنى على بكاء أطفال إدلب الجوعى، وأضحك من عواصف الصحراء والحزم، وأصلى للسيسى بالنصر، وأبحث عن أقدام جداتك فى الطابور لكى أغسلها بدموعى، وأناديكم.. أناديكم.. أشد على أياديكم، وأهديكم ضيا عينى وملء القلب أعطيكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم.. وأقول أفديكم.. أحبك يا «نانا» ونن العين.. أحبك؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هبة عبد الغنى تتلقى عزاء والدتها فى مسجد الحامدية الشاذلية مساء اليوم

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الثلاثاء

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام


حسام أشرف لاعب الزمالك ينتقل إلى سموحة لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت


اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

وزارة التضامن تسلم أسر ضحايا حادث طريق المنوفية تبرعا بقيمة 38 مليون جنيه

تعرف على موعد حفل ميادة الحناوى فى الأردن

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

ماركا تحسم الجدل: ميسي لا يخطط للرحيل عن إنتر ميامي هذا الصيف

البيت الأبيض يشيد بالجهود المصرية المبذولة لإنهاء الحرب في غزة

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

حريق بسنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات والإنترنت.. وزير الاتصالات يتابع استعادة الخدمات تدريجيًا خلال ساعات.. شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. ونتابع الأمر مع المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات

المعاينة: الحريق التهم مكاتب إدارية فى الطابق السابع لمبنى سنترال رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى