خبراء الفوسفات السياسى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
ومن الفوسفات الكيميائى إلى الفوسفات السياسى يبقى الفتى، ويتوالى ظهور الخبراء الاستراتيجيين والتكتيكيين ممن يفهمون فى كل القضايا من السدود والطاقة، إلى حرب اليمن ومياه الشرب، ومن مكافحة الإرهاب إلى مقاومة الآفات، وكل منهم يجلس على كنبته، يتابع «الريتويت» و«اللايكات»، ويعوم فى بركة من العلم اليقينى اللدنى الذى لايأتيه الباطل من أى مكان، من دون أن يفتح الله عليه بأى اقتراح عملى.

ولم يكن الفوسفات وحده هو الذى أيقظ عددا هائلا من الخبراء فى التعدين والرى أماط اللثام عن ثروة مصرية من الخبراء، لكن كل قضية واجهناها، لاقت وتلاقى الكثير من كبار الخبراء الذين لايفوتون الفرصة ليعلنوا رأيهم بكل تفصيل، وترى عجبا على صفحات التواصل.

وحتى لا نظلم أنفسنا وغيرنا، هناك فى كل مكان فى العالم عدد محدود من الخبراء يظهرون فى كل أزمة أو يحللون كل قضية، وترى الواحد مختصا يذاكر هذه القضية ويبحثها ويتحدث فيها ويشرح خفاياها مصحوبة بـ«أعتقد وأظن ويبدو»، لكن عندنا الواحد «يا دوب
قرأ تقريرا مترجما، يتماهى معه ويؤمن به ويتبناه، ويحذف اسم مؤلفه، ليبدو عالما خبيرا بشؤون «الفوسفات».

واكتشفنا مع أزمة انقلاب الفوسفات، أن لدينا خبراء لا حصر لهم فى عالم الفوسفات، وعندما بدأت الأحداث فى اليمن، ومن غير مقدمات، وجدنا عشرات «الخبراء» «يبغبغون» بتحاليل كلها تقوم على خبرات الستينيات، من دون مراعاة لفروق التوقيت أو الجغرافيا والتاريخ، ومع عاصفة الحزم حذروا من الدخول البرى لليمن، ولما توقفت العاصفة الجوية وبدأت الدعاية للحوار خرج نفس المحذرين ليعلنوا عن هزائم أو انتصارات، ويحددون المنتصر والمهزوم، من دون أن يغادر الواحد منهم كنبته. ومن المدهش أن نفس خبراء الفوسفات، كانوا خبراء فى اليمن، لا فرق عندهم بين تحليل أوضاع أو تحليل كيميائى. وهم أنفسهم يحللون سدود إثيوبيا وأحراش أفريقيا، وأسود آسيا، وثعالب القطب الشمالى.

كل هذه الخبرات والخبراء، مؤيدين ومعارضين، يفتون فى كل شىء، لكنهم يعجزون عن تحديد مطالبهم، وترى الأحزاب مثلا عاجزة طوال أربع سنوات عن تدريب كوادر للمحليات أو النزول للشارع، أو تقديم مبادرات أو إقامة تحالفات، تطالب بالانتخابات، فإذا جاءت أعلنت الانسحاب.

والنتيجة أننا أمام محللين لكل شىء إلا أنفسهم، وتوك شو يغنى ويرد على نفسه، نشطاء أصبحوا إعلاميين ومذيعين أصبحوا نشطاء. والفوسفات السياسى أخطر من الكيماوى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سقطة جديدة للإخوان.. أحزاب: محاولات الإرهابية التظاهر أمام السفارات المصرية إفلاس سياسى ومحاولة فاشلة لتصدير صورة سلبية عن الدولة المصرية..ونواب: مصر قادرة على صد أى اعتداء ومواصلة جهودها لدعم غزة رغم المضللين

المولد النبوى.. خطة الأوقاف لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم بالبحيرة.. فاعليات مكثفة بالمساجد لقراءة القرآن وحلقات ذكر ودعاء.. دروس علمية لنشر القيم الدينية.. ومبادرات لتفعيل دور المسجد وعدم اقتصاره على الصلاة فقط

الزمالك يشكر الرئيس السيسى بعد التصديق على قانون الرياضة

ضبط طباخ بقرية سياحية بمطروح لتعذيبه قطة تسببت فى تلفيات داخل المطبخ

اتحاد السلة يكشف تفاصيل تعديل نظام دوري السوبر للرجال والسيدات والمرتبط


فاكسيرا توجه رسالة مهمة حول لقاح الأنفلونزا .. تفاصيل

منتخب مصر تحت 17 عامًا يفوز على السعودية للمرة الثانية

الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

فيريرا: نعالج الأخطاء فى الزمالك.. وانتظروا تطور الصفقات الجديدة

خروج 15 فتاة من مصابي حادث غرق أبو تلات من المستشفى بعد تقديم الرعاية الطبية


أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

الحكومة: إطلاق حملة توعية للتأكيد على الحق فى اختيار مكان شراء الزي المدرسي

الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بتعيينات في المحاكم الابتدائية.. بالأسماء

وزارة التربية والتعليم: تسليم الكتب للطلاب دون قيود أو شروط

التأمين الصحى: 37 مركزا مجهزة بأعلى التجهيزات لعلاج الأطفال المصابين بالسكر

ارتفاع عدد ضحايا حادث غرق "أبو تلات" لـ7 أشخاص.. قوات الإنقاذ النهري تعثر على جثة شاب طافية على سطح الماء.. إنهاء إجراءات تسليم جثامين الضحايا لذويهم.. والمحافظ: تحسن الحالات المصابة بمستشفى العامرية.. فيديو

فيلم درويش يحقق أكثر من 25 مليون جنيه في دور العرض المصرية

الأرصاد تزف بشرى للمواطنين وتكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة

رقم قياسي ينتظر محمد صلاح في مباراة نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول

النصر ضد الأهلى.. بعثة الراقى تصل جدة بعد التتويج بالسوبر السعودي "صور"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى