سيناريو انهيار دولة «الأندلس» يتكرر الآن!!

عبد الفتاح عبد المنعم
عبد الفتاح عبد المنعم
أنا على يقين بأن الدعوة الشاذة والخاصة بتنظيم مظاهرة لخلع الحجاب فى ميدان التحرير والتى أطلقها المدعو شريف الشوباشى، قد استفزت ملايين المصريين، سواء أكانوا مسلمين أو أقباطا، بل لا أبالغ إذا قلت إنها استفزت عددا كبيرا من الشخصيات المحسوبة على التيار الليبرالى فى مصر، الجميع رفض مثل هذه الدعوات التى لا تخدم إلا أعداء مصر المحروسة، وتؤدى إلى اشتعال الخلاف على أمور يحاسب عليها الله وليس البشر، ولكن سؤالى الآن والذى أحاول البحث عن إجابة عنه فى كتب التاريخ، حيث إننى مؤمن إيمانا مطلقا بأن أوجاعنا التى حلت على المجتمع تتشابه كثيرا مع تلك الأوجاع التى أصيبت بها المجتمع الإسلامى فى دولة الأندلس قبل انهيارها.

ولقد سطر العديد من المؤرخين والباحثين آلاف الأسباب وراء انهيار دولة الأندلس أهمها الانهيار الأخلاقى والدينى، هذا الانهيار الذى أدى إلى محو الإسلام منها، وطرد كل ما هو عربى سواء أكان مسلما أو يهوديا، أو حتى مسيحيا من جنة الأندلس بعد أن عاش فيها هؤلاء جميعا أمة واحدة لأكثر من 800 عاما، ولم يكن التدهور العسكرى أو الاقتصادى هما السببان فقط وراء انهيار دولة الأندلس، بل ظهر عامل خطير أراه أنه أهم من التدهو العسكرى والاقتصادى كان هو السبب وراء نهاية دولة الأندلس، ومن أخطر هذه العوامل هو بداية استخفاف بعض الناس فى دولة الأندلس بالدين، وتجردهم من الأخلاق والقيم، ولم يعد هناك وازع من دين أو ضمير، فقد ذكر ابن حزم أن إبراهيم بن سيار النظام، رأس المعتزلة فى الأندلس، عشق غلاماً مسيحيا فوضع له كتاباً فى تفضيل التثليث على التوحيد تقرباً إليه، كما يذكر أيضاً أنه فى ذلك العصر قد عظم البلاء فهان القبيح، ورق الدين حتى رضى الإنسان بالفضائح والقبائح مقابل وصوله إلى مراده وشهوته، وقد حكى كثير من القصص حول هذا الموضوع منها ما ذكر حول عبدالله بن يحيى الأزدى المعروف بابن الحريرى، فإنه رضى بإهمال داره وإباحة حريمه والتعريض بأهله طمعاً فى الحصول على بغيته من فتى كان عشقه، هذه أهم مظاهر الانهيار الخلقى التى حلت بالمجتمع الإسلامى فى الأندلس، وقد انعكست آثار ذلك على قوة المسلمين فأضعفتها، وكانت هذه هى بداية النهاية لأعظم دولة إسلامية حكمت فى أوروبا، والآن نرى نفس المشهد يتكرر ليس فقط فى مصر، بل فى أغلب الدول العربية والإسلامية والتى تتشابه كثيرا فى ظروفها مع دويلات ملوك الطوائف فى بلاد الأندلس اللهم احفظ أمتنا العربية والإسلامية من نفس مصير الأندلس، اللهم آمين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق

بالأرقام.. حصاد ماريسكا مع تشيلسى بعد التأهل لنهائى كأس العالم للأندية


الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

ترامب: أعتقد أن إنشاء ماسك لحزب سياسى سيكون لصالحنا

موعد نهائى كأس العالم للأندية 2025 بعد تأهل تشيلسى على حساب فلوميننسى


اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

ملخص وأهداف مباراة فلومينينسى ضد تشيلسى فى نصف نهائى كأس العالم للأندية

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان

أحمد نادر جلال: السقا أبهرنى فى الكوميدى فى "أحمد وأحمد"

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى