«ردة ولا أبا بكر لها»

عمرو جاد
عمرو جاد
فى كل فترات الضعف الإسلامى الماضية كان الصراع يبدو فى ظاهره بين متطرفين وإصلاحيين، متطرفين يقدسون النص التراثى، ويكرهون الدلالات، ويحبذون السلف، ويستسهلون التحرير، وإصلاحيين يفضلون إعمال العقل، ويعتبرون أنفسهم دعاة لمنهج التفكير السليم، ويعرفون الفرق بين الإبداع والابتداع، بينما فى الحقيقة هو اختلاف بين منهجين علميين فى التفكير، كلاهما يسير فى نفس الاتجاه، لكن سرعة كل منهما تختلف عن الآخر.

وكانت قوة المنطق الإسلامى ذاته، والرصيد التراكمى الكبير من النقاشات الفقهية بين أشخاص فضلوا أن تكون خلافاتهم زيادة فى البناء، وليس نقضًا له، ورحابة النفوس التى صاحبها اتساع فى مساحة العقلانية الرشيدة، كانت أسبابًا فى امتصاص آثار التدمير الذى خلفته تلك المهارشات الفكرية التى وصلت شراستها فى كثير من الأحيان إلى درجة إتلاف الأرواح، وإقامة الحدود على المخالفين فكريًا، حتى وصلنا هذا الكيان الذى نعتبره اليوم تراثًا مضطربًا يحتاج لكثير من المراجعات.

هذا الكيان - التراث - الذى أصبح مرمى لكل الباحثين فى تفاصيل البناء الإسلامى، ومن بعدهم للباحثين عن الشهرة، لم يكن يصلنا لو أن من عاشوا قبلنا استسلموا للأعلى صوتًا والأكثر صخبًا، هذا الصخب الذى أفسد سمعة إعمال العقل، وجعلها تهمة يجب التطهر منها، حتى أن مفكرًا إسلاميًا على وزن الدكتور محمد عمارة اعتبر العلمانيين «مخنثين وأشباه رجال»، وللإنصاف فإن هذا التطرف يكون فى كثير من الأحيان رد فعل طبيعيًا للاتهام بالانحلال ومحاولة إخراج الناس من الدين.. فى النهاية أصبحت كل طرق التفكير سيئة السمعة، وجميع كتب التراث مليئة بالخرافات، بينما لا خيار لأشخاص عاديين أمثالنا سوى الاختيار بين الاثنين، دون أن تكون لديهم خيارات أخرى.

من السهل جدًا أن تشتم و«تهتك عرض» أى عمل إنسانى تختلف معه، لكن سيظل عسيرًا عليك أن تكون صاحب منهج سليم، كيف تدفعنى لاستخدام العقل، وأنت لم تقدم لى ما يفيد بأنك استخدمته أولًا؟.. كل من سبقوا أثاروا نقاشًا فى التراث لأنهم أحبوه وخافوا عليه من الهدم، لم تكن هواجس سيطرت على عقولهم مثل البحث فيما كان يفكر الصحابى الجليل أبوبكر الصديق حين شن حروب الردة.. كان نصرة للدين أم بحثًا عن المال وتثبيتًا للحكم؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دفاع التيك توكر علاء الساحر يستأنف على حكم حبسه سنة بتهمة تبديد المنقولات الزوجية

مصدر ينفي شائعات استعداد أنجلينا جولي لنشر مذكرات تكشف أسرار حياتها

الأهلي يتوجه غدا إلى كفر الشيخ للمبيت بها استعدادا لمواجهة غزل المحلة

وزيرة البيئة: احتواء بقعة زيتية خفيفة بالنيل.. ومحطات مياه الشرب لم تتأثر

حودة لاعب طائرة الزمالك أفضل ضارب ببطولة العالم للشباب برصيد 56 نقطة


القبض على عاطلين لاتهامهما بتجارة المخدرات فى الإسماعيلية

حسام حبيب: سأتخذ إجراءات قانونية ضد ياسر قنطوش ولن أسمح لأحد المساس بسمعتى

وزير الإسكان ومحافظ مطروح يتفقدان مشروع إحلال وتجديد كوبري روميل بالمحافظة

مان سيتي ضد توتنهام.. مرموش أساسيا فى قمة الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي

رغم تبرئة ساحة ترامب جزئيا.. جارديان: تصريحات ماكسويل تفشل فى تهدئة مؤيديه


مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية

فى أحدث تطهير للبنتاجون.. هيجسيث يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبارًا

الزمالك يتظلم من قرار سحب أرض النادي بـ 6 أكتوبر ويؤكد صحة موقفه

مصريو الخارج يجسدون ملحمة وطنية فى حب بلادهم بمواجهة مخططات الإخوان ضد سفاراتنا.. رئيس اتحاد شباب مصر بالخارج: نرد الاعتبار لسفاراتنا فى مواجهة الجماعة الإرهابية.. وأستاذ قانون دولى يستنكر الاعتداءات

إسلام جابر: أرفض اللعب للأهلي.. ومصطفى محمد زملكاوي ووارد انتقاله للأحمر

اعرف الوزن المطلوب من الطالب المتقدم لكلية الشرطة لهذا العام

مرموش يواجه اختبارًا جديدًا فى قمة نارية بين مانشستر سيتي وتوتنهام

الطقس اليوم.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 38 درجة

النصر يتحدى الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي

نابولي يستهل حملة الدفاع عن لقب الدوري الإيطالي أمام ساسولو الليلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى