تعرف على عصابات الشوارع التى قررت الاتحاد لمواجهة الشرطة الأمريكية

أثار مقتل الشاب الأسود "فريدى جراى" على يد شرطة مدينة بالتيمور غضب الأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية، وتضافر العديد من أبناء العرقيات الأخرى معهم لتوجيه الاتهام بالعنصرية للشرطة الأمريكية التى أضحى سجلها مثقلا بجرائم قتل مواطنين سود دون أى أسباب قانونية.

وفى صيف العام الماضى قتلت الشرطة المراهق الأسود "مايكل براون" بمدينة فيرجسون، فقط لظن الشرطى أنه يحمل سلاحا، وقبل أن تفيق جماهير الأقليات فى أمريكا من هول المأساة، قُتل الوالد لستة أطفال "إريك جارنر" بعد أن خنقه شرطى بمدينة نيويورك متعمدًا، وتلت تلك الحادثة عملية قتل أخرى لطفل أسود يدعى "تامر رايس"، الذى لم يكن يتخطى الـ12 من عمره عندما قتله شرطى أثناء لهوه بمسدس من البلاستيك فى شهر نوفمبر من العام الماضى.

والسابقة التى شهدها مقتل "جراى" هو اقتحام عصابات الشوارع المشهورة فى الولايات المتحدة قلب الأحداث، وقرارها بالاتحاد لمجابهة عنصرية وتعنت الشرطة الأمريكية، وهو الأمر الذى استغربه الكثيرون نظرا للعداء الدموى الذى سيطر على العلاقة بين تلك العصابات.

وكانت عصابات مثل "كريبس" و"بلادز" أو الدماء و"لاتين كينجس" أو "الملوك اللاتينيون" قد قررت تنحية خلافاتها جانبا والتعاون لمواجهة الشرطة الأمريكية التى حققت رقما غير مسبوق فى جرائم قتل مواطنى الأقليات خلال العقود الأخيرة دون ارتكابهم لأى جرائم.

تلك العصابات التى يعود تأسيسها إلى منتصف القرن المنصرم أصبح لديها وجود فى كافة الولايات الأمريكية، وينخرط أعضاؤها عادة فى أنشطة غير قانونية مثل تجارة المخدرات والسرقة والتورط فى صراعات دموية بين بعضها وبعض. نتعرف هنا خلفية تلك العصابات التى بدأت فى التعاون فى سابقة تاريخية بالشارع الأمريكى.

1) كريبس

تأسست تلك العصابة فى مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا فى عام 1969، وكان أغلب أعضائها من الأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية. أسسها كل من "ريموند لى" و"ستانلى توكى" بدمج عصابتيهما لمنافسة العصابات الأخرى وحماية أحياء السود بولاية كاليفورنيا، وجاءت فكرة تأسيسها فى الأصل كمحاكاة لمجموعة الفهود السوداء فى ستينيات القرن الماضى. أغلب أعضاء العصابة كانوا من المراهقين، وأصبحت حاليا أكبر عصابة فى أمريكا بعد وصول عدد أعضائها إلى 35 ألف عضو. اشتهر أعضاؤها بارتداء أزياء زرقاء اللون، لكنهم توقفوا عن ذلك حتى لا يتسنى لأفراد الشرطة التعرف عليهم بسهولة. بدءا من السبعينيات انخرطت العصابة فى تجارة المخدرات والسرقة والقتل وأنشطة إجرامية أخرى.

2) بلادز "الدماء"

جاء تأسيسها فى العام 1972 فى مدينة لوس أنجلوس لمنافسة الكريبس، وكان مؤسسيها طلبة لأحدى المدارس الثانوية الذين تعرضوا لاعتداء جسدى من قبل الكريبس. أغلب أعضائها من الأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية، وكانت البادئة فى اقتحام مجال تجارة المخدرات للحصول على الأموال التى من شأنها اغراء المزيد من الشباب للإنضمام إليها. يشتهر أعضاؤها بملابسهم الحمراء، ورغم انتشارها الكبير فى أمريكا إلا أن عدد أعضائها يقل عن عدد أعضاء عصابة الكريبس.

3) لاتين كينجز "الملوك اللاتينيون"

أضخم عصابة تنتمى للأقلية اللاتينية فى أمريكا، تأسست فى أربيعينيات القرن الماضى فى مدينة شيكاجو بولاية "إلينوى"، وأسسها فى البداية المهاجرون القادمون من بورتوريكو، ولكنها فتحت أبوابها لاحقا للمهاجرين القادمين من المكسيك وكوبا وجمهورية الدومينيكان. اشتهرت بأنشطتها الإجرامية واليوم أصبح لديها وجود فى 31 ولاية أمريكية، ويتراوح عدد أعضائها بين 20 إلى 35 ألف فرد.