فى رمى البلاء على الفقهاء القدماء

سامح جويدة
سامح جويدة
بقلم - سامح جويدة
فجأة تحول النقاش حول تراث الدين الإسلامى إلى منطقة للخلاف والاختلاف والشجار والعراك. وأصبحنا نناقش التفاسير والأحكام والتأويلات التى كتبت منذ ظهور الإسلام وكأنها ظهرت فجأة الآن. وامتد الجدل إلى السخرية من فقه علماء سبقونا بمئات السنين وبدأ البعض فى اتهامهم بنشر الفتنة والإرهاب والعنف بعد أن كانوا نجوما زاهرة وأعلاما خالدة فى تاريخ الإسلام. فهل عدنا لملاحقة التاريخ لأننا لا نستطيع أن نلحق بالمستقبل. أم استسهلنا أن نرمى بلاءنا على أجدادنا لأننا لا نستطيع أن نتحمل وزر أفعالنا. وعلى افتراض صحة ميل بعض الفقهاء الذين ظهروا من قرون إلى العنف والتكفير والترويع فهل من المنطقى أن نتصور أنهم هم السبب الوحيد والرئيسى لانتشار الإرهاب؟!. وعلى نفس الوتيرة هل يمكن أن نخرج من تراث السلف الطالح مبررات لانتشار للفساد والقتل والسرقة حتى نتبرأ جميعا من كوارث مجتمعنا المريض ونقلب «الترابيزة على سلسفلنا ونخلص»، ثم كم هو عدد الإرهابيين فى مصر حتى نستبيح تراثنا بهذا الشكل الحقير وكأن الإسلام لم ير مسلمين قبلنا، رغم أن الحقيقة أن الإسلام لم يرى مسلمين مثلنا. للأسف قضايا متخلفة وعقيمة خصص لها الإعلام البرامج والمناظرات وعلى رأسه قناة فضائية «أكبر إنجازاتها الإعلامية كانت مسابقة رقص بلدى وهز يا وز»، والمصيبة أنهم لا يتجادلون حول التنمية الاقتصادية أو العدالة الاجتماعية أو تداول السلطة أو الحريات أو أى قضايا تنفع الناس، بل على العكس تماما فالقضايا المثارة كلها تافهة بلا دلائل ولا منافع ولا براهين، فتراهم يتناقشون عن زواج الفتيات قبل البلوغ، رغم أن هناك قانونا رسميا يجرم زواج الفتاة قبل 18 سنة، فما الداعى لهذا النقاش رغم أن نصف مصر عوانس ومتوسط سن الزواج وصل للشيخوخة، ثم فجأة يفتحون النقاش فى حكم الزنا وعدد الشهود ووضوح الرؤية وما إلى ذلك ناسين أو متناسين أننا نعيش الآن فى مبانٍ خرسانية ولسنا فى العراء أو الخيام وهناك مباحث للآداب وتحريات، ثم ما ذنب الناس أن يفتنوا فى دينهم بهذا الهراء أو يشغلوا أفكارهم بهذه الأمور القديمة الميتة، فلكل عصر أحكامه وأفكاره وفقهه وظروفه، ومشكلتنا ليست فى أخطاء السابقين بل فى غباء وتكاسل اللاحقين.. والله أعلم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رجال الحماية المدنية يواصلون عمليات التبريد لحريق مبنى سنترال رمسيس

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

تفاصيل التحقيقات مع المتهمين بالنصب على المواطنين بالعلاج الروحانى

وزارة الزراعة: ضخ 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضين مع بداية الموسم الصيفى.. و250 ألف طن مخزون استراتيجي لتلبية احتياجات المزارعين.. وتوافر الأسمدة بجميع الجمعيات التعاونية

إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي


بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس

الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف

مدرب فلومينينسي يتحدى تشيلسي: هدفنا صناعة التاريخ

موسم باريس سان جيرمان المثالى يهدد حلم ريال مدريد المونديالى

زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى


مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أوليس وجونزالو جارسيا في الصدارة.. الثنائي الأكثر تأثيرا بكأس العالم للأندية 2025

أوسيمين يوافق على الشروط الشخصية مع جالاتا سراى.. ونابولى يتمسك

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

حريق بسنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات والإنترنت.. وزير الاتصالات يتابع استعادة الخدمات تدريجيًا خلال ساعات.. شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. ونتابع الأمر مع المصرية للاتصالات

حريق فى سنترال رمسيس.. المعاينة الأولية: النيران التهمت مكاتب إدارية في الطابق السابع داخل المبنى.. "الحماية المدنية" تحاول عمليات الإخماد ومنع امتداده لأماكن أخرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى