مارينا فارس تكتب: إنها لا تعرف الطيران!

إبرة وخيط - صورة أرشيفية
إبرة وخيط - صورة أرشيفية
فى محاولة جديدة للبحث عن مواهبى المجهولة المشكوك فى وجودها أصلًا، قررت أن أتعلم "الكروشيه" بمساعدة "يوتيوب"، تابعت العديد من الفيديوهات وأخذت أقلد كل الحركات بالتفصيل.. امسكت الخيط السميك ولففته على إصبعى وفى اليد الأخرى أمسكت الإبرة معقوفة النهاية.. انهمكت فى العمل لساعات، أمرر الإبرة التى تمسك بالخيط بين النسيج حتى أخرج طرف الخيط وأكرر الخطوات مئات المرات إلى أن يأكلنى الملل. أعد الحلقات وأحسب المسافات وأشد الخيط مرة واتركه ينساب مرة.

مهم جدًا أن انتبه لطرف الخيط لأن جذبة بسيطة كفيلة بأن تفسد كل ما فعلت ويعود ما نسجته خيط وحيد كما كان، ويتلاشى مستقبله فى أن يصبح شيئا، والأهم ألا تحدث عقدة فى الخيط فتقف فى طريق الإبرة النشيطة.. اظل اعمل واعمل ويأخذ النسيج من عمر لفافة الخيط فينقص حجمها.

وقاية من الملل.. اضع فى إذنى سماعاتى الصغيرة واتركها تغنى ما يحلو لها، تسكب فى عقلى لحن فرح أحيانًا خائف دائمًا... اخبط قدمى فى الأرض كطفل غاضب فألوان خيوطى لا تعجبنى.. ألقى بالأبرة.. ألوم ما اسميه حظى العاثر مئات المرات لأعود أجدنى لا ألوم إلا ذاتى !! بعدها تأتى ألحان أحلامى لتلومنى.. وتتراقص الأغنيات حين تشتعل بكل ألوان المستقبل.. فابنى برج عاجى من الأشياء الباهتة اسكنه وحدى، واعود لامسك بالابرة كى انسج احلام جديدة..

الآن يجب أن اطوع حلقات النسيج لتصنع منعطف صغير لتكتمل الدائرة وتظل الإبرة تدور وتدور حولها..
أنا أعلق كبندول ساعة حائط.. اتأرجح بين شك رمادى ويقين زاهى الألوان.. إنها فراشة الأمل المراوغة، التى لا تحط على ازهارى، ولا ترحل بعيدًا فأنساها.. تظل تدور وتدور حولى..آه من ذلك الأمل الذى يعيدنى إلى بداية الطريق..لأبقى الهث وراء عقارب ساعتى.

أنا لدى لفافة خيط لا أعلم أى شكل أعطيها ولا كم إبرة لدى كى أتمكن من صنع شيئًا ما جميل.. أتمنىأالا تنتهى كل خيوطى قبل أن أنتهى أنا من صنع ما أريد..أعالج عقد الخيط كى أكمل النسيج الذى بدأ يتشكل..

كم يحلو لى أن أجلس لأحدق فى اللا شىء.. أبحث عن شىء غير مرئى.. شيئًا ما براق خلف الغيوم يلوح لى.. ينادينى وما من أحد يسمعه سواى.. يدعونى للطيران فأنظر فى أسف لاذرعى.. إنها لا تعرف الطيران!

سأظل أعمل إلى أن تنتهى كل خيوطى. سأنسج ما تعطينى الأيام من ألوان...
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

قطار الثانوية العامة يصل محطته الأخيرة.. الطلاب يؤدون غدًا امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات التطبيقية.. و"التعليم" توجه بتدقيق البيانات بورقة الإجابة.. وتطمئن طلبة علمى بتسليمهم مفاهيم اختبار الأحياء باللجان

بالأرقام.. حصاد ماريسكا مع تشيلسى بعد التأهل لنهائى كأس العالم للأندية

زوج يلاحق زوجته بدعوى تخفيض نفقات بعد حصولها على حكم سداد متجمد 610 ألف جنيه

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية


تنسيق الجامعات 2025.. هل يمكن التقدم لأكثر من اختبار قدرات؟

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

اعترافات المتهم بقتل زميله داخل مطعم فى كرداسة

المقاولون العرب يقترب من ضم ثنائي كهرباء الإسماعيلية في الميركاتو الصيفي

لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025


الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

إنبى يقترب من التعاقد مع مهاجم طنطا فى الميركاتو الصيفى

تشيلسى يقصى فلومينينسى بثنائية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

أخبار × 24 ساعة.. الإسكان: طرح كراسات شروط حجز 113 ألف شقة 15 يوليو

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

المعمل الجنائى يعاين موقع حريق سنترال رمسيس

أحمد نادر جلال: السقا أبهرنى فى الكوميدى فى "أحمد وأحمد"

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى