الرئيس الروسى يروى تفاصيل قتال أبيه ضد النازيين فى مقال بمجلة "بيونير"

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين
كتب مؤمن مختار
تحدث الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى مقالة نشرتها مجلة "بيونير" الروسية عن قصة والديه وأخيه أثناء الحرب ضد النازيين، والمصادفات المذهلة التى شكلت حياته وحياة أسرته وكيف تحققت تلك القصص، مؤكدا أن والده خدم فى الجيش فى سيفاستوبول "القرم" فى كتيبة الغواصات وكان بحارا عام 1939، وبعد عودته قام بالعمل فى مصنع وكانوا يسكنون مع والدته فى بيترهوف.

وأوضح بوتين، أنه عند بدء الحرب، كان والده يعمل فى مؤسسة عسكرية تعفى موظفيها من التجنيد، إلا أنه طلب الانضمام إلى الحرب ومن ثم طلب إرساله إلى الجبهة، وأرسل إلى المجموعة التخريبية التابعة للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية وكانت مجموعة صغيرة.

الاختباء فى مستنقع


وقال الرئيس الروسى أن هذه المجموعة كانت تضم 28 شخصا، كانوا يوزعون فى المناطق الخلفية من أجل القيام بالأعمال التخريبية، مثل تفجير الجسور وخطوط السكك الحديدية لكنهم وقعوا فى كمين على الفور بعد خيانة أحدهم حيث ذهبوا إلى قرية، ثم خرجوا منها وعندما عادوا مرة أخرى كان النازيون بانتظارهم وطاردوه فى الغابة، لكنه بقى على قيد الحياة لأنه اختبأ فى مستنقع وجلس هناك عدة ساعات وكان يتنفس عبر قطعة من القصب وسمع أصوات الجنود الألمان عندما مروا قريبا منه، على بعد خطوات قليلة سمع نباح الكلاب، وبالإضافة إلى ذلك، فقد كانت بداية الخريف أى كان الجو باردا ومازلت أذكر جيدا كيف قال لى إن قائد مجموعتهم كان ألمانيا، لقد كان مواطنا سوفييتيا لكنه ألمانى الأصل.

وأشار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن وزارة الدفاع الروسية قدمت له ملف بتلك المجموعة التى كانت تضم والده ويحتوى الملف على قائمة بأسماء المجموعة وأسماء أسرهم وآبائهم وسير شخصية مختصرة، وكانوا 28 شخصا وعلى رأسهم ألماني، كما قال والدى، وعاد من الجبهة 4 أشخاص من أصل 28 وقتل 24.

إصابة والده


وأكد الرئيس الروسى أن الأربعة أشخاص المتبقين تم إرسالهم إلى إعادة التشكيل فى الجيش، وأصيب والده هناك وكانت الإصابة خطيرة، وعاش طوال حياته مع شظايا فى ساقه ولم يتم إخراجها وكانت ساقه تؤلمه، حيث فضل الأطباء عدم إخراج الشظايا الصغيرة لكى لا تتحطم العظام.

وأشار بوتين إلى أن والده خرج مع زميله إلى الخط الخلفى للألمان، زحفوا وما حدث بعد ذلك كان أمرا مضحكا ومحزنا فى الوقت ذاته فقد وصلا إلى مخبأ الألمان، وقال والده إن رجلا ضخما خرج منه ونظر إليهما ولم يتمكنا من الوقوف لأن البندقية كانت موجهة نحوهما وقال "نظر إلينا الرجل بعناية وأخرج قنبلة يدوية ومن ثم أخرى ورماهما علينا"، وعندما استيقظ كان عليه الانتقال إلى الضفة الثانية من أجل الحصول على المساعدة والرعاية الطبية لكنه كان عاجزا عن المشى.

انقاذ والده من الإصابة


وتمكن والده من الوصول إلى مجموعته على الجانب ذاته من النهر لكن القليل منهم رغبوا فى نقله إلى الضفة الثانية، لأن النهر كان على مرأى الجميع ويتعرض لإطلاق النار من المدفعية وفرصة الوصول إلى الضفة الأخرى كانت ضئيلة، وتبين أن جاره فى بيترهوف كان مع تلك المجموعة وحمله جاره دون أى تفكير وأوصله إلى المستشفى ووصلا إلى هناك على قيد الحياة وانتظر جاره فى المستشفى وتأكد من خضوعه للعملية وقال له: "حسنا، الآن أنت ستعيش وأنا ذاهب إلى الموت".

وعاد جاره أدراجه وسأل بوتين والده لاحقا: "ماذا حصل به، هل قتل؟" وكان يكرر القصة مرات، وكان ذلك يعذبه إذ أنه فُقد واعتبر والده أن جاره قتل وجاء أبيه ذات يوم إلى المنزل فى الستينيات، جلس على الكرسى وبدأ بالبكاء حيث التقى بمنقذه فى المتجر فى لينينجراد صدفة، حيث دخل إلى المتجر من أجل شراء الغذاء ورآه ويا لها من صدفة أن يدخل الاثنان إلى نفس المتجر فى الوقت ذاته، إنها فرصة من أصل مليون فرصة ثم جاءا إلى منزلنا وكانا يلتقيان وكانت أمى تتحدث عن زياراتها إلى المستشفى، وكان والدى يعطيها حصته من الطعام فى المستشفى وتخبئه هى وتخرجه سرا من المستشفى من أجل إطعام طفلها وبدأ يعانى من الإغماء فى المستشفى بسبب الجوع، وأدرك الأطباء والممرضات السبب ومنعوها من الدخول، وأخذوا منها طفلها من أجل إنقاذ الأطفال من الجوع وجمعوهم فى دور الأيتام لإجلائهم دون سؤال الأهل.

ولادة بوتين


وبعد الحصار، انتقل والداى إلى مقاطعة تفير، حيث ولد آباؤهما وعاشا هناك حتى نهاية الحرب وكانت عائلة والدى كبيرة فقد كان لديه 6 إخوة قتل 5 منهم وتوفى أهل والدتى وولدت أنا متأخرا فقد أنجبتنى أمى فى سن 41 عاما.

وقال بوتين ولم يكن هناك أسرة لم تفقد أحدا ولم تعانى من الحزن والمصائب والمآسى، لكنهم لم يكرهوا العدو، وهذا أمر مدهش وصراحة فأنا لا أستطيع حتى الآن فهم ذلك، وكانت أمى شخصا رقيقا وخيرا وكانت تقول: "كيف لنا أن نكره أولئك الجنود؟ فهم أناس بسطاء وكانوا يقتلون فى الحرب"، شىء مذهل، نحن تربينا على الكتب والأفلام السوفييتية، أما هى فلم يكن ذلك موجودا لديها وتذكرت كلماتها جيدا "ما ذنبهم؟ إنهم عمال، مثلنا فقط اقتادوهم إلى الجبهة".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التحقيق فى اتهام شاب للتيك توكر علاء الساحر بالاحتيال بزعم الاستثمار فى عملات رقمية

مصر على الطريق الصحيح.. النمو الاقتصادى يتفوق على دول بالشرق الأوسط

الأرصاد تزف بشرى للمواطنين وتكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة

الطلائع يهزم الإسماعيلى فى القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة بالدوري

كهربا يتحدى ربيعة.. موعد مباراتي القادسية والعين في دوري أبطال الخليج


المصري يجهز محمود حمدي للمشاركة فى المباريات بعد العودة من الإصابة

أحمد حمدي سليم 100% وجاهز للمشاركة مع الزمالك منذ بداية الموسم

مواعيد مباريات اليوم.. فولهام مع مانشستر يونايتد وأوفييدو ضد ريال مدريد

السقا وأحمد نادر جلال يجتمعان مجددا فى فيلم هيروشما بعد نجاح أحمد وأحمد

جيش الاحتلال: قواتنا تنفذ عمليات عسكرية فى جباليا لاستهداف قدرات حماس


إسراء آخر ضحاياه.. تعرف على عقوبة الإهمال الطبى فى القانون المصرى

جيش الاحتلال ينسف عددا من المبانى السكنية فى حى الزيتون جنوب شرق غزة

عرض أولى حلقات مسلسل أزمة ثقة على قناة ON و Watch it اليوم

المصريون بالنمسا يتظاهرون تأييدا للقيادة السياسية وتضامنا مع الشعب الفلسطينى

الطقس اليوم.. ارتفاع طفيف ومؤقت بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

مؤتمر صحفى لـمهرجان القاهرة للمسرح التجريبى لإعلان تفاصيله اليوم

تنطلق غدا.. بدء الصمت الدعائى الثانى بانتخابات مجلس الشيوخ 12 ظهرا

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

على لاريجانى يحذر من "التهديدات بالحرب" ضد إيران مرة أخرى

مصطفى محمد فى مهمة صعبة مع نانت أمام ستراسبورج بالدوري الفرنسي

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى