أستاذ بجامعة حلوان يتوصل لطريقة مبتكرة تمكن المكفوفين من القراءة والكتابة والرسم.. ويحصل على الميدالية الذهبية بمعرض جنيف الدولى للاختراعات.. ويؤكد: الاختراع الجديد يحقق تواصلا بين الكفيف والمبصر

ابتكر أيمن محمد عز الدين محمود فهمى، أستاذ مساعد وباحث بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان، طريقة مبتكرة تمكن الكفيف من القراءة والكتابة والرسم بأسلوب المبصر لجميع اللغات وحتى لغة الموسيقى.

وحصل الدكتور أيمن محمد عز الدين، على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف، وهو تقدير لجنة الحكام بمعرض جنيف الدولى للاختراعات 2015 بدولة سويسرا، وهذا يعد من أعلى مراتب التقدير الدولى.

الاختراع نقلة فى عالم المكفوفين

وقال الدكتور أيمن محمد، فى تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع"، إن هذه الطريقة يمكن أن تكون نقلة فى عالم المكفوفين وضعاف البصر، فمن خلالها يمكن الاستغناء عن طريقة "برايل" العالمية، واستبدالها باللغة التى يستخدمها المبصرون فى كل دولة من دول العالم، ويقرأها فى نفس الوقت الكفيف عن طريق حاسة اللمس.

تمكين المكفوفين من القراءة والكتابة باستخدام القلم والورقة

وأضاف الأستاذ المساعد بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان، أن الهدف من الاختراع هو تمكين المكفوفين فى جميع أنحاء العالم من القراءة والكتابة للغات شعوبهم الأصلية، ولأى لغة أخرى يحتاجون دراستها باستخدام القلم والورقة، محاكين بذلك استخدام المبصر للورقة والقلم، على أن يتم ذلك من خلال وسيلة مبتكرة سهلة وسريعة الاستخدام، وقليلة التكلفة، وصديقة للبيئة.

وأشار الدكتور أيمن محمد، إلى أن أهمية الاختراع ترجع إلى أهمية الطريقة المبتكرة فى تحقيق التواصل بين كل من الكفيف والمبصر، فتمكنهم من الاندماج التام فى شتى مجالات الحياة، لافتا أن لكفيف باستخدامه تلك الطريقة يشعر بقدرته على التواصل مع كل مؤسسات المجتمع، حيث أن تطبيق هذه الطريقة يجعل الطفل الكفيف بجانب الطفل المبصر فى المدارس والجامعات، ويجعل معلم المدرسة والأستاذ الجامعى الذى تعود على التعامل مع الطلاب المبصرين فقط، قادرا على متابعة الطلاب المبصرين والمكفوفين معا جنبا إلى جنب دون عناء ودون ساعات تدريس إضافية.

وأضاف الدكتور أيمن محمد، أن الطريقة تؤهل المكفوفين للاحتكاك بسوق العمل فى المجالات المختلفة مما يعود على الكفيف بالأثر الإيجابى، وبالتالى على المجتمع ككل، وبهذه الطريقة وللمرة الأولى يستطيع الكفيف التوقيع على كل الأوراق الرسمية ومنها التعاملات البنكية.

يفتح الأفاق أمام الباحثين للتعرف على ما يدور بخيال المكفوفين

وأكد أن هذه الطريقة تفتح الأفاق أمام الباحثين، خاصة فى مجال علم النفس للتعرف على ما يدور بخيالهم من خلال رسوماتهم، التى قد تعكس أشياء كثيرة لا يمكن التوصل لها من خلال الجلسات والأحاديث.

كما أن هذه الطريقة تستعيد أهمية حاسة اللمس كمدخل أساسى للمعرفة عند المكفوفين، والتى استبدلها البعض بحاسة السمع التى أصبحت الحاسة الأساسية للعديد من المكفوفين للتعرف على المعلومات باستخدام الوسائط التكنولوجية.

وراعى الباحث أن تكون الوسيلة المبتكرة متوسطة التكلفة لتتناسب مع الظروف الاقتصادية لأغلب المكفوفين محليا وعالميا، وأن تكون خاماتها متوفرة وسهلة الصنع، مما يظهر مدى جدواها من الناحية الاقتصادية.

وأعد البرنامج التدريبى لتلك الطريقة بشكل علمى متدرج ليكون سريع الفائدة، وخضعت الطريقة المبتكرة للتجريب من خلال رسالة دكتوراة قدمها الباحث عام 2004 فى المجال الموسيقى، ثم قام بتطوير الفكرة من خلال بحث علمى منشور عام 2010 على لغات مختلفة، ثم الحصول على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمى بجمهورية مصر العربية.

ويرى الباحث أن هذا الاختراع يعد مشروعا بالغ الأهمية للنهوض بفئة ليست بالقليلة، فتقرير منظمة الصحة العالمية عن أعداد المكفوفين وضعاف البصر لعام 2010 يشير إلى وجود 7 ملايين كفيف وضعيف بصر فى المنطقة العربية، ومثلهم فى أفريقيا، أما على مستوى العالم فبلغ عدد المكفوفين وضعاف البصر ما يقرب من 286 مليون شخص.