«المحسوبية» أقوى من «استقالة التصريحات»

أكرم القصاص
أكرم القصاص
طبعا كانت استقالة وزير العدل السابق خطوة تشير إلى أن الدولة ترفض تصريحات بدت مهينة لقطاع من المجتمع، لكن علينا أن نمد الخيط لآخره، ونبدأ خطوات تؤكد ليس رفض التصريحات، لكن رفض الواقع الذى أنتج هذه التصريحات، وهو واقع يفرض نفسه. ويعرقل أى مساعٍ للتحديث والتقدم.

تصريحات الوزير كانت كاشفة وليست منشئة، يعنى إقرار واقع. وإقالة الوزير لم توقف التفرقة والتمييز والتوريث واستبعاد أبناء الفقراء المتفوقين لصالح أهل النفوذ. وما تزال هناك تعليقات تشير إلى أن ما قاله الوزير هو الواقع لكن «ماحدش بيقول». والتفرقة ليست فى القضاء والنيابة فقط، لكن فى كل الوظائف، والوضع الاجتماعى أصبح له فاعلية حتى لو كانت غير معلنة.

والذين يتحدثون عن الدستور والقانون الدساتير طوال الوقت بها مواد تؤكد أن المواطنين متساوون، ولا يوجد قانون يصنع التفرقة، لكن الواقع أحيانا يكون أقوى من الدستور والقانون. خاصة لو كان الواقع تراكميا، وهو واقع فرض نفسه طوال عقود ولو راجعنا قوائم العاملين فى المؤسسات الدبلوماسية والإعلامية والقضائية والشرطية فسنجد عائلات كاملة تحتل مناصب فى هذه القطاعات.

التوريث فى الوظائف والمناصب والجامعات، أدى لإضعاف النخبة، لأنه مكن البلداء والفاشلين من المناصب، بينما تم إبعاد المتفوقين والموهوبين الذين هاجروا أو اكتئبوا وفقدوا حماسهم وحرمت منهم البلد.
تكافؤ الفرص إذن يوفر للدولة كوادر ومواهب ومبتكرين وبنائبين، والواسطة والمحسوبية تقتل الابتكار والتجديد، وتجعل الواقع خاليا من الكوادر، وإذا كانت هناك فترات حققت فيها مصر إنجازا فقد فعلت ذلك بالمتفوقين من أبنائها ممن تم إرسالهم فى بعثات وعادوا لينتجوا، وكانوا من أبناء الطبقة الوسطى والفقراء.
وإذا كنا نتحدث عن العدل، فنحن فى حاجة لحملات واضحة وقوانين تحدد بوضوح قواعد التوظيف، وربما كانت إقالة الوزير خطوة تحتاج لخطوات أخرى تجدد النخبة، وتمنع الواسطة والمحسوبية وتتيح الفرصة للتنافس.

هناك حديث عن قانون الوظيفة العامة الذى يحدد نظام القبول والتوظيف، وبمساواة، لكن يفترض أن يتم ذلك من خلال لجان شفافة، تحدد سبب القبول والرفض، ويتم نشر هذا علنا وبحيثيات، حتى يمكن إزالة تأثيرات سنوات من التكلس والفساد الإدارى. وهذا الترهل والفساد والعجز الإدارى الذى يشير إليه الرئيس فى حديثه، هو نتاج لتغييب المنافسة وتوريث الوظائف للمحاسيب، حتى يمكن استكمال ما تم، وألا يكون إقالة الوزير هربا من تصريح محرج، وترك الواقع يفرض قوانينه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأمم المتحدة: نرفض تهجير الغزيين ومستعدون لإغاثة السكان حال توفر الممرات الآمنة

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

رادار المرور يلتقط 1124 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

ذكرى وفاته.. سامى العدل تاريخ فنى كبير وعشق لنادى الزمالك

مانشستر سيتي يُعلن تعديل موعد مباراتي برايتون وتوتنهام في الدوري الإنجليزي


وزير الكهرباء يصل العاشر من رمضان لمتابعة آثار حريق محطة المحولات

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

الأهلي يضغط على أحمد عبد القادر لقبول عرض سيراميكا

الحوثيون: استهدفنا السفينة "إترنيتى" بزورق مسير و6 صواريخ باليستية

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم


كريم فؤاد جاهز لبدء فترة الإعداد مع الأهلي

شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه

بالأسماء.. إصابة 9 أشخاص فى تصادم سيارتين بطريق وادى النقرة بأسوان

سر لقاء أحمد السقا وزيزو بالإمارات بالتزامن مع فيلم أحمد وأحمد فى دبى

اعتقال 7 جنود إسرائيليين بتهمة "انتهاكات جنسية" ضد زملائهم

بعد ضياع صفقة ويليامز.. برشلونة يعيد فتح ملف الجناح ولياو أبرز المرشحين

"AI" يضع ايلون ماسك في موقف حرج بسبب تعليقات معادية للسامية.. تفاصيل

كواليس 3 ساعات رعب فى طائرة ريال مدريد قبل مواجهة باريس سان جيرمان

إقامة السوبر المصرى فى نوفمبر بسبب كاف

أطلق النار على رأسها.. معاينة جثمان ضحية القتل على يد طليقها فى أكتوبر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى