السينما وابن الزبال

حنان شومان
حنان شومان
بقلم - حنان شومان
يبدأ كلامنا سلامنا يطوف ع السامعين، معنا عصفور محندق يزقزق كلام موزون وله معنى.. فأرجو أن يكون فى كلاى أى معنى.. هل السينما المصرية بأفلامها الجيدة والسيئة وأسودها وأبيضها وألوانها مسؤولة عن الطبقية وكل موبقات المجتمع المصرى وكثير من ظواهره السلبية؟ سؤال يطرح نفسه منذ أن برزت أزمة وزير العدل السابق وتصريحاته التى خصت ابن الزبال وأحقيته فى أن يكون قاضياً على العباد، لست المدافعة عن السينما بحلوها ومرها، ولكنى فقط أقر واقعاً وأنبه القاصى والدانى لحقيقة تأثير السينما وأفلامها على الشعوب عامة، ثم على الشعب المصرى خاصة.

تقف السينما وأفلامها قادرة على أن تخلق صورة شىء أو شخص أو معنى وتكرار تلك الصورة أو النمط كفيل بأن يؤثر على الشعوب وهو ما حدث ومازال يحدث فى السينما الأمريكية غزيرة الإنتاج المنتشرة فى كل العالم، فقديماً كان الرجل الأسود هو الشرير وقبله الهندى الأحمر وفى فترة أخرى كان أهل فيتنام عرضة لخلق صورة نمطية للشر، ثم صار العربى المسلم هو مصدر كل الشرور، فكم من مرة بل مرات تضبط نفسك متعاطفاً مع البطل الأمريكى الأبيض ضد بنى جلدتك أنفسهم على الأقل مدة الساعة ونصف التى تدور فيها أحداث الفيلم على الشاشة؟! هوليوود تفعل ذلك بأفلامها وصناعتها فهى صاحبة فكر وقرار سياسى وقرار دولى، وهى تفعل ما تفعل وهى مدركة تماماً لدورها وهدفها على اختلاف شركات الإنتاج وشخوص المسؤولين.

ولكن تعالوا إلى السينما المصرية التى لا تتبع فكرا واحدا ولا هدفا واحدا ولا رؤية ولا إدراك لدورها إلا من رحم ربى، اللهم إلا فى نهاية الخمسينات وفترة الستينيات حين تدخلت الدولة فى الإنتاج، لأنه كان لديها مشروع ثقافى وسياسى واجتماعى، ولا مجال هنا لنقاش مدى نجاحه أم فشله، ولكن لو نحينا هذه الفترة جانباً فإن السينما بريئة من ذم ابن الزبال، ولكنها قد تكون مسؤولة عن الصورة السلبية للراقصة خرابة البيوت وسارقة الأزواج مثلاً، أما ابن الزبال وغيره من فقراء المجتمع المصرى فعلى العكس هم دائماً فى وضع البطل الذى يجذب تعاطفنا، فعادل إمام مثلاً صنع نجوميته من كونه الفقير الضعيف، وفاتن حمامة من قبله صنعت اسمها من ضعفها وعوزها، وهل يمكن أن ننسى يوسف بك وهبى وأولاد الفقراء.. مئات من الأمثلة تؤكد أن المجتمع السينمائى لا يطرد الفقراء من الجنة، وأن طبقية المجتمع تعود لأسباب أخرى كثيرة قد يكون أضعفها أو أقلها تأثيراً هو السينما المصرية بأفلامها. إن كثيرا من أمراضنا وأوجاعنا لم تصنعها ولم تساهم حتى فيها السينما هى فقط مرآة لنا فلم نلوم المرآة وننسى من يقف أمامها!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريبيرو يعود للقاهرة غداً لقيادة فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة

سياسات واستراتيجيات تنقل ذوى الهمم من التهميش إلى الإنتاج.. الدولة تضعهم فى قلب خطة لتمكين اقتصادى يفتح لهم أبواب الأمل.. تدريب مهنى فى محافظة أسيوط وتسليم ماكينات بعد تقييم اجتماعى للتأكد من الاستحقاق.. صور

بسبب تغيرات المناخ.. مخاوف من تراجع نحو 10% من محصول الكاكاو في غرب أفريقيا.. كوت ديفوار وغانا ونيجيريا والكاميرون تساهم بأكثر من ثلثي الإنتاج العالمي.. وانخفاض الإنتاج يرفع احتمالات زيادة أسعار الشوكولاتة

اليوم.. السكة الحديد تشغل عربات فاخرة وVIP على خط الإسكندرية القاهرة المنيا


محمد فؤاد يشعل افتتاح المسرح الرومانى بباقة من أجمل أغانيه

تعرف على كيفية الاستفادة من السجلات المدنية الذكية

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

تحريات أمن الجيزة تكشف ملابسات مصرع سيدة فى منطقة أبو النمرس

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات


مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

زى النهارده.. هدف بشعار "غزل الملاعب" بين متعب وغالى فى مباراة الأهلى ودجلة

بالأسماء والرموز.. قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ بجميع محافظات مصر

عداد صفقات الميركاتو الصيفى.. الأهلى الأكثر حضورا والزمالك وبيراميدز "اختفاء"

رادار المرور يلتقط 1059 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

هل ينجح مكتب تسوية المنازعات فى حل إنقاذ أسرة بعد زواج دام 8 أشهر؟.. التفاصيل

شقيق حامد حمدان: أخى فى حالة نفسية سيئة ومستعد للعب للزمالك دون شروط

الهيئة الوطنية تطلق تطبيق استعلم عن لجنتك فى انتخابات مجلس الشيوخ.. صور

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة أسوان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى