أكذوبة الجهات العليا

يوسف ايوب
يوسف ايوب
أسهل تبرير يمكن أن نستند إليه هو الجهات السيادية أو الجهات العليا، فهى الشخص المجهول الذى يقف وراء كل شىء، دون أن نعرف حقيقته أو أسباب تدخله.. فالجهات العليا هى التى توقف البرامج التليفزيونية وهى التى تأمر بمصادرة الصحف، وهى التى تتلاعب فى الانتخابات وقوانينها، وهى التى تفعل كل شىء فى البلد، كل ذلك يحدث من الجهات العليا دون أن نعرف ماهية هذه الجهات.. كل ما نعرفه عنها أننا فى الإعلام نحملها مسؤولية كل شىء. طبيعى أن تكون هذه الجهات إما رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء أو الأجهزة الأمنية العادية منها والسيادية، لكن ما ليس طبيعيا أن نطلق اللفظ على كل شىء ليفقد معناه، كما أنه ليس من الطبيعى أن يخرج إعلامى ويتباهى أمام الجميع بأن إحدى الجهات تدخلت لمنع شىء ما فى وسيلة الإعلام التى يديرها، وأنه استجاب لهذا الطلب، رغم أن هذا التباهى لم يكن مألوفاً فى الماضى، فعادة كانت تحدث تدخلات فى الإعلام، لكن أمام أنها تظل فى طى الكتمان، أما إذا خرجت للعلن، فإن الإعلام فى هذه الحالة يخرج منتصراً، لأنه فى الغالب يرفض الاستجابة لهذه التدخلات، ويظهر فى صورة البطل، حتى إن انتهى الأمر إلى غلق الجريدة نفسها، لذلك فإن فكرة التباهى التى يعمل بها البعض هذه الأيام بوجود تدخلات من جهات عليا فى الإعلام، وأنهم يستجيبون لهذه التدخلات، تدعونى للتشكيك فى مثل هذه الروايات من أساسها.

أتشكك فى الأمر لأنه إذا كان رئيس الجمهورية، وهو الجهة الأعلى فى الدولة، لا يضيق بما يكتب أو يقال فى وسائل الإعلام، فمن هى الجهة التى تعتبر نفسها أعلى من الرئيس، وتقوم بتصرفات تحرجه وتحوله إلى عدو للحرية والإعلام، وإذا كان الرئيس لم يتدخل لمنع من يهاجمونه فى الداخل والخارج، خاصة من كانوا فى معسكره قبل أن ينقلبوا عليه، فهل سيضحى بمسمعته ويطلب منع يسرى فودة أو ريم ماجد من الظهور، رغم أن كل الإحصاءات تقول إن نسب مشاهدتهم وصلت لدرجات متدنية جعلتهم يفكرون فى طريقة تقديمهم لبرامجهم، أظن أنه لا وجود لهذه الجهات العليا، وأن الأمر لا يخرج عن كونه حلقة ضمن سلسلة إحراج الرئيس والنظام، أو أنه مناورة لكسب جماهيرية أكثر لبعض وسائل الإعلام التى فقدت الكثير من رصيدها فى الشارع.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بطولات صامتة فى مواجهة نيران حريق سنترال رمسيس.. كيف أنقذ رجال الحماية المدنية أرواح العاملين بعد 13 ساعة من العمل المضنى؟.. الإطفائيون يكتبون فصلًا من الشجاعة بعد السيطرة على الحريق ومنع وقوع كارثة أكبر

دين هويسن يلحق بنهائي كأس العالم للأندية حال تأهل الريال

المتهمة بانتحال صفة طبيبة تستأنف على حكم حبسها 14 سنة بتهمة إجراء عمليات

تأجيل توقيع عقد جيسوس مع النصر السعودي

اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو


تصعيد محتمل فى كردفان.. الجيش السودانى يستعيد منطقتين من يد "الدعم السريع"

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

فرص عمل فى 19 شركة فى الأردن بمرتبات تصل إلى 450 دينار شهريا.. إنفوجراف

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين


5 فئات لتذاكر حفل تامر حسنى بمهرجان العلمين فى دورته الثالثة

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

الأهلى يخطر أشرف دارى بموقف النادى من العروض الخارجية خلال ميركاتو الصيف

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

"طلقنى" يجمع كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربينى للمرة الثانية فى السينما

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى