فى فصول «البدارى».. السيدات يحاولن «فك الخط» وتعلم القراءة والكتابة بعد سنوات من الأمية.. «قناوية»: «بنتعلم علشان نقرأ الأسماء على «الموبايل».. و«هويدا»: «علشان نعرف نقرأ المكتوب على الأدوية»

سيدات محو الأمية
سيدات محو الأمية
تحقيق: صفاء عاشور - آية نبيل - تصوير: إسلام أسامة
بخطوط يبدو عليها الحذر أكثر من التلقائية تحاول «نبيلة» بكل ما أوتيت من طموح أن تسطر اسمها الثنائى مشابها لما كتبته لها معلمتها، لم تخجل من أن تقوم المعلمة التى تساوى تقريبا عمر بنت «نبيلة» الكبرى بإرشادها وتوجيهها، لتحقيق حلم تأخر 40 عاما، لكى تستطيع القراءة والكتابة «على الأقل اسمى»، تقول بخجل لا يتناسب مع عمرها.

12 فصلا فتحته مؤخرا إحدى الجمعيات فى قرى البدارى الحدودية لمحو الأمية، بتمويل من جمعية كاريتاس، لتعليم الفتيات، ليتوافد على الفصول سيدات القرية من مختلف الأعمار السنية، أملا فى تخطى ما فاتهن، تستيقظ «نبيلة» فى الفجر يوميا، لكى تنهى أعمالها المنزلية قبل أن تحمل طفلها على كتفها، وتتجه إلى الفصل الذى لا يبعد سوى شارع عن منزلها، وهو ما جعل زوجها يوافق على الالتحاق به.
«نبيلة» وسواها من الدارسات فى الفصل كن يتمنين تعلم كتابة أسمائهن أولا، حيث تقول «نبيلة» إنها أحبت شكل اسمها بعد كتابته، تتدخل قناوية، 37 سنة، قائلة: «علشان أعرف اقرأ الأسامى على التليفون المحمول»، وتساندها «هويدا» 40 سنة، قائلة: «علشان نعرف نقرأ أسامى الأدوية على الأقل».

تنقسم الفصول إلى 4 بقرية العتمانية و8 بقرية النواورة، يتولى التدريس فى الثلاث فصول التى زارتها «اليوم السابع» إحدى فتيات القرية واللاتى كن يحملن شهادة «دبلوم تجارة»، وهى أقصى شهادة تشجع الأسرة بناتها على الوصول إليها، لا تذهب إلى مكان إلا وتسمع أن الرغبة فى التعليم تزايدت كثيرا لدى الأسر، فالأسباب التى منعت الملتحقات بالدروس من استكمال تعليمهن وهى اعتبار تعليم الفتاة «عيب» أو تفضيل الذكر فى الأسرة على الفتاة فى التعليم، فى ظل ظروف اقتصادية لا يقوى فيها الأب سوى على اختيار واحد فقط من أولاده لاستكمال دراسته، ما يجعل الفتيات مرشحات ليكن ضحايا لهذه الظروف، حتى إن إحداهن ادعت لوالدها أنها صماء حتى لا تكمل دراستها، بينما كان والد أخرى يحبسها فى المنزل حتى لا تخرج، وترى الأطفال يذهبون إلى مدارسهم فتطالبه بالدراسة.

السيدات يحاولن عدم الخروج من حسابات التعليم، كما سقطن فى السابق، كيلا يخطئن فى إعطاء الأدوية لأولادهن مثل «سامية» التى كاد ابنها أن يضيع منها بسبب دواء «غلط» لولا إنقاذه فى الثوانى الأخيرة، هناك أيضا «زينب» ابنة الخمسة عشر عاما التى تعبت من العمل فى الغيط، وتتمنى أن تجد أى عمل آخر، لكن ذلك لن يحدث دون شهادة، و«فادية» التى تريد «فك الخط» حتى تستطيع أن تقضى مصالحها خارج القرية التى لم تخرج منها طوال عمرها البالغ 30 عاما، لأنها لا تعرف الطرق ولا أسامى الشوارع، وتخشى أن يخدعها من تسألهم عن الطريق.

3 فصول تعج بالسيدات اللائى يحكين تقريبا نفس الظروف التى لا يوجد أى أمل لكسرها سوى عبر جمعيات المجتمع المدنى، بينما يغيب فى حديثهن أى شىء يتعلق بدور الدولة فى مساعدتهن، ليبقى محو أميتهن الخطوة الأولى التى لا تستوعب فصولها سوى عدد محدد من السيدات اللواتى تسودهن الأمية، وتبقى أحلامهن فى أية مشاريع تنتشلهن من الفقر هو الهدف القادم التى ينتظرونه حاليا.

تراجع الأعمال التنموية بالقرى هنا، وتجاهل الدولة التام للقيام بأى دور لانتشال مواطنيها من مشاكلهم، يعكس العديد من الأوجه ليس فقط الأمية، فلا تعلم «أمينة» شيئا عن المتابعة الصحية للسيدات طوال فترة الحمل، كما ترد مع غيرها من السيدات أن الوحدة الصحية بالعتمانية لم يدخلها طبيب منذ عامين، ولا يوجد فيها سوى الممرضات.

بينما لا تقوى بعض السيدات على دفع الكشف للطبيب الخاص الذى يصل إلى 35 جنيها، ما زالت نساء أغلب القرى يتمسكن بزواج الأقارب، لا يعلمن شيئا عن الكشف الطبى ما قبل الزواج، كما أن أغلبهن يتزوجن من رجال كبار بالسن، كما يبلغ متوسط الإنجاب ما لا يقل عن 6 أطفال، مع وجود لبعض الحالات التى تتجاوز هذا المعدل، فهناك «هناء» لديها 11 طفلا، و«سلوى» لديها 10 أطفال، ومع ذلك يشكين سوء الأحوال المادية.

الخروج من قرى البدارى بالرغم من كل ما يشاع عنها من توتر أمنى وتأججها بالحوادث الثأرية والسلاح، إلا أنه لا يعكس سوى أن الدولة التى تشكو من ارتفاع مستوى الخروج عن القانون فى المركز وغيره من مراكز أسيوط المشتعلة، لم تأت يوما لتفقد تلك المناطق لكى تلمس المشكلات المجتمعية على أرض الواقع.

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015

اليوم السابع -5 -2015
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسماعيلى يستفسر من اتحاد الكرة عن مصير شكوته ضد التحكيم فى الدوري

مران الأهلي.. ريبيرو يعقد محاضرة للاعبين.. وفقرات متنوعة استعدادا للمحلة

الحزن لا يفارق محمد الشناوى فى مران الأهلي.. صور

وزير الدفاع الإسرائيلى: قريبا سنفتح أبواب الجحيم على حماس فى غزة

تنسيق الشهادات المعادلة.. 95% حدا أدنى لإبداء رغبة الالتحاق بكليات الطب


الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

شاهد "نيولوك" إمام عاشور فى مران الأهلى بحضور بن شرقى

الإسماعيلى ينهى اليوم ترتيبات انعقاد الجمعية العمومية العادية

رئيس الوزراء يشارك بالجلسة الختامية لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية تيكاد 9

عودة الأهلي.. مواعيد مباريات الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري


جريمة قتل تقلب حياة نجلاء بدر وسط صراعات عائلية فى مسلسل أزمة ثقة

السادسة مساءا موعد مران الزمالك اليوم بالكلية الحربية لبدأ الاستعداد لفاركو

الصحة العالمية: نصف سكان العالم يعانون من مضاعفات ارتفاع حرارة الجو

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

تهم تواجه التيك توكر بطة ضياء.. أبرزها هدم القيم الأسرية (انفوجراف)

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الجمعة 22-8-2025

تنفيذ الإعدام بحق المتهم بقتل وكيل وزارة الزراعة الأسبق وزوجته بالإسماعيلية

اليوم مدحت صالح يحيي حفلاً غنائيًا بمهرجان القلعة للموسيقى والغناء

الأمم المتحدة: هجوم بطائرة مسيرة دمر 16 شاحنة محملة بالطعام متجهة إلى دارفور

انفجار مقاتلة أمريكية فى مطار ماليزيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى