الازدواجية والإباحية وحجب ما لا يمكن حجبه

أكرم القصاص
أكرم القصاص
المثير فى حكم حجب المواقع الإباحية أن أغلب - إن لم يكن كل - مستخدمى الإنترنت يعرفون استحالة تطبيق الحجب. ببساطة لأن مصدره ليس ملكنا، ولا يمكن التحكم فيه، وحتى الدول التى تستضيف المواقع يصعب عليها تطبيق الحجب، ناهيك عن كون هذه الصناعة لديها إمكانات تجعلها قادرة على الوصول إلى كل مكان ومقاومة الحجب. وما ينطبق على المواقع الإباحية ينطبق على المواقع السياسية أو تلك التى تمثل ازعاجا، فضلا عن كون نظام الجروبات المغلقة يجعل من الصعب على أى سلطة التدخل فى هذا. بل وحتى التنظيمات الإرهابية والإجرامية التى تستخدم المواقع لممارسة النصب والجريمة المنظمة. وهى مواقع يصعب متابعتها من دون برامج معقدة وتكنولوجيا مكلفة. ونتيجتها ليست مؤكدة. وهذه العوامل تجعل من الصعب الادعاء بوجود إمكانية لمنع حرية الرأى والتعبير بشكل مطلق.

التجارب تؤكد فشل كل طرق الحجب، لكن الأكثر إثارة أن الدول التى تبالغ فى الحديث عن الحجب والأخلاق هى الأكثر استعمالا لهذه المواقع، وكما قلنا فإن كل أبحاث وإحصاءات جوجل والبحث تكشف أن الدول العربية والإسلامية هى الأكثر بحثا عن المواد الإباحية على شبكة الإنترنت، والأهم مثلا أن نسبة التحرش والجرائم الجنسية تتزايد ولا تنخفض بالرغم من أنه نظريا هذه الدول تمتلك أكبر أعداد من دور العبادة والخطباء والدعاة من كل الأنواع والأشكال.

وهى أبحاث وإحصائيات تكشف عن الفصام والازدواجية بين خطاب شديد المحافظة فى الشكل لكنه شديد التحرر خلف الأسوار، ولدينا أمثلة لمن يمتهنون مهن الدعاية والدعوة وهم الأكثر استخداما لتبريرات ومخارج وأعذار لتحليل ما هو محرم أحيانا ويستخدمون سلطتهم للضغط على الضحايا واستغلالهم، وربما لهذا بعضهم يدافع عن أحاديث ضعيفة تبرر الاستغلال. وهؤلاء أيضا فقدوا الكثير من الهالة التى صنعوها حول أنفسهم، بفعل أدوات التواصل التى بدأوا بتحريمها ثم سرعان ما حللوها واستغلوها.

وبالعودة لفكرة الحظر وكما قلنا فإن هؤلاء الذين يزعمون الدفاع عن الأخلاق على الإنترنت، ربما لو بذلوا جهدا فى دعم مبادرات تزويج الشباب ومنحهم إعانات أو حتى قروض ميسرة للزواج، يدافعون عن الفضائل أكثر مما يفعلون الآن بمحاولات حجب ما لا يمكن حجبه.

طبعا من الصعب على كثيرين الاعتراف بهذه الازدواجية والادعاءات الفارغة، التى تجعل الحديث كثيرا حول الأخلاق أضعاف الناتج الفعلى والعملى، وهناك من ينكر ذلك ويدعو إلى الحجب والرقابة، بينما هم غارقون فى عكس ما يدعون إليه، وهذا النفاق العام هو ما يجعل المجتمع خلف الجدران وغيره أمام الشاشات والمحاكم.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

30 دقيقة.. منتخب الشباب يفرض التعادل السلبي على المغرب بأمم إفريقيا

مهرجان العودة السينمائى يُكرّم أحمد ماهر وسميحة أيوب وفردوس عبد الحميد

لجنة التظلمات تصدر قرارها في أزمة القمة دون خصم نقاط من الأهلى نهاية الموسم

بن شرقي وعطية الله يدعمان المغرب أمام مصر في نصف نهائي أفريقيا للشباب

أسباب تأخر قرار لجنة التظلمات باتحاد الكرة في أزمة مباراة القمة


"الخطيئة الأصلية" كتاب يكشف خفايا التستر على تدهور صحة بايدن وترشحه رغم تراجع قدرته على الحكم.. صحفيان يكشفان: فريق الرئيس السابق أبعدوه عن أعضاء حكومته لأشهر.. وديمقراطيون مؤيدين لجو يعترفون بخطأ دعم ترشحه

مؤمن شريف يقود هجوم منتخب الشباب أمام المغرب بنصف نهائي أمم أفريقيا

إخماد حريق غرفة حارس عقار بمدينة نصر بدون إصابات

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يزور جامع الشيخ زايد الكبير.. صور

بالطبول والهتافات.. شاهد كيف استقبلت الإمارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب


رابطة الأندية تقدم حيثيات قراريها بخصم 3 و6 نقاط للجنة التظلمات

تقرير الصحة العالمية 2025 يكشف انخفاض متوسط العمر نتيجة "اكتئاب كورونا"

أسرة عبد الحليم حافظ تفرج غدا عن وثيقة تكشف حقيقة زواج العندليب

الصحة العالمية: فيروس كورونا يواصل التطور منذ ظهوره مع حدوث تغييرات جينية

القبض على فرد أمن لتسهيله دخول طالب للامتحان بدلا من رمضان صبحى بأبو النمرس

مصطفى محمد يرفض خوض الجولة الختامية للدوري الفرنسي بسبب دعم المثليين

فيران توريس يغيب عن قائمة برشلونة فى ليلة حسم الليجا ضد إسبانيول بسبب الزائدة الدودية

كم يبلغ ثمن قلم "مونت بلانك" هدية تميم لترامب؟

تشييع جثمان الفنان السوري من أصول فلسطينية أديب قدورة اليوم بدمشق

انطلاق مباريات الجولة السابعة من مرحلة حسم دوري nile غداً

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى