«كتارا» القطرية وإبراهيم عبدالمجيد

سعيد الشحات
سعيد الشحات
لا تخلو جائزة نوبل بكل فروعها من شبهات سياسية، ومع ذلك هللنا وفرحنا حين حصل عليها أديبنا العظيم نجيب محفوظ، كان فوزه مستحقا ولم يخرج عن قاعدة الفرح أحد من أهل الفكر والثقافة والأدب، بالرغم مما قيل عن أحزان العظيم الدكتور يوسف إدريس، والذى رأى أنه الأحق، وبالرغم من تفسيرات البعض بأن أديبنا العظيم عبر البوابة إلى الجائزة بموقفه المتصالح مع اتفاقية كامب ديفيد والسلام مع إسرائيل.
وفى عام 1993 كان الدكتور أحمد زويل فى تل أبيب، وفى مشهد لا ينسى سار على المسرح فى اتجاه الرئيس الإسرائيلى عزرا فايتسمان، ليتسلم منه جائزة «وولف برايز» العلمية، وشيكا بمائة ألف دولار قيمة الجائزة، وحين حصل على جائزة نوبل عام 1999 جرى الاحتفال به فى مصر، لكن هناك من ربط بين فوزه وبين موافقته على أن يتسلم الجائزة الإسرائيلية.

أتذكر ذلك بمناسبة الهجوم الشرس الذى يتعرض له أديبنا الكبير والمحترم إبراهيم عبدالمجيد لفوزه بجائزة «كتارا» القطرية للرواية، والذى وصل إلى حد اعتباره «انتحار الأديب»، وهو قول فيه شطط ويعبر عن فلس، ففى حالة «محفوظ» و«زويل» مثلا لم يطالبهما «أشاوس المثقفين» بأن يرفضا «نوبل»، لأن فيها شبهة سياسية، أو أنها مثلا ذهبت إلى مناحم بيجين مناصفة مع الرئيس السادات لتوقيعهما اتفاقية كامب ديفيد بالرغم من أن بيجين سفاح، وغزا لبنان وحاصر مدينة بيروت بعد حصوله على الجائزة.

يمكن ذكر أمثلة أخرى عن جوائز أخرى، فجائزة «نجيب محفوظ» بالجامعة الأمريكية، احتدم الجدل حولها فى التسعينيات من القرن الماضى، حول أن أمريكا تستثمرها لشراء مثقفينا، وتبييض مواقفها السياسية عبر آليات ثقافية، وفاز من فاز بها، ولم يقم المحترمون الفائزون بها بتغيير موجتهم السياسية لصالح أمريكا، وربح الأدب المصرى عبر الرواية التى تفوز سنويا بالجائزة.

هناك الكثير من الحجج السياسية التى يمكن الرد بها على مهاجمى «كتارا»، وإذا سرنا على هواهم وغوايتهم، سنكون مطالبين باستدعاء العمالة المصرية الموجودة فى قطر، وتجميد كل أنواع العلاقات معها، وقد نجد مثلا لجانا لمقاومة العلاقات معها على غرار لجان مقاومة التطبيع مع إسرائيل.

نحن فى حقيقة الأمر أمام قضية تؤكد من جديد على إفلاس البعض أدبيا، مما يسهل تصديق أنها تعبير عن شلل ثقافية تتصارع على حساب القيمة والحقيقة.

أقول ذلك وأنا ممن يهاجمون السياسة القطرية بعنف.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حرس الحدود يخوض معسكرا مغلقا فى القاهرة استعدادا للدورى الممتاز

لرحلة آمنة.. نصائح ذهبية لحماية نفسك أثناء استخدام خدمات النقل الذكى

كارلوس ريف.. كهوف مرجان تسحر الغواصين فى أعماق البحر الأحمر.. غطاء مرجانى حى تتراوح نسبته بين 50% و80%.. وتعد بيئة خصبة للكائنات البحرية الفريدة.. ويصل إليها سياح العالم لمشاهدة جمال الطبيعة.. صور

تعرف على عقوبة السرقة.. تصل إلى السجن المشدد بالقانون

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 4 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة


قانون الإيجار القديم.. 7 سنين أمان وشقة للمستأجر الأصلى جاهزة قبل الإخلاء

شاهد لحظة غرق حفار البترول العملاق فى البحر الأحمر.. فيديو

البوستر الأول لفيلم The Odyssey قبل طرحه العام المقبل 2026

شمس لا ترحم ورطوبة تثقل الأنفاس.. حالة الطقس اليوم الجمعة 4 يوليو 2025

تعرف على آخر موعد للتحويلات المدرسية بالقاهرة


موعد مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

نوح يعلق حذاء شيكابالا وآدم يعلن: "بابا أوت".. فيديو اعتزال مؤثر لـ قائد الزمالك

شيكابالا يعلن اعتزاله كرة القدم رسمياً

الأرصاد الجوية العالمية: موجة برد قطبية نادرة تضرب تشيلى والأرجنتين

يوسف عمر أمير ضال ومستهتر فى مسلسل مملكة الحرير

السبت.. المحكمة الدستورية تنظر دعوى حالات طرد المستأجر بقانون 1977

وزير الإسكان: ما فيش طرد لأى مواطن مصرى من قاطنى وحدات الإيجار القديم

الداخلية تضبط سائقى النقل الثلاثة أصحاب فيديو السباق على أحد طرق 6 أكتوبر

أحمد عامر فى حوار قبل وفاته: ويجز بيغنى فى منطقة بعيدة عننا.. وإحنا بتوع شعبى

قرار جمهورى بتعيين أحمد سعد الشاذلي مستشاراً لرئيس الجمهورية للشئون المالية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى