"مارينا فارس تكتب": فى اللامبالاة "فلسفة"

شجرة - أرشيفية
شجرة - أرشيفية
"ولكن فى اللامبالاة فلسفة، إنها صفة من صفات الأمل!" يقول محمود درويش تلك الحكمة التى تنال إعجابى دائماً وأفشل فى تطبيقها غالباُ.

هدوء شتوى نادر، حين تمطر يختبئ البشر وتتكفل العصافير بكل المرح. إنها فرصة لا تعوض كى اتفقد حال أصدقائى الطيبين. أصدقائى الصامتين، أصحاب الحديث الذى لا ينقطع.. شجرة السرو العالية دائمة الخضرة والشموخ. تدور حولها العصافير النشطة دون أن تعبأ بهم فروعها.. تلتف حولها أغصانها لتحفظ أسرارها لكنى وجدت أن العاصفة الغاضبة قد كسرت أحد فروعها الجانبية الصغيرة وبقى ينظر إلى أسفل لا يبالى به أحد.

عدت لأنظر إلى شجرة التوت التى غسل المطر غصونها العارية بعد عاصفة ترابية غاضبة.. تبدو ناضبة لا حياة فيها، لكنى أعلم أنها بعد قليل سيزورها الربيع وتنفجر الحياة فى أغصانها. أود لو أراقبها صباحاً مساءً لاعلم كيف سيبدأ احتفالها. فى أى لحظة ستصحو براعمها لتعلن عودة الحياة.

السماء ممتلئة بالغيوم الرمادية. آه كم تبدو مثقلة بالحكايات والذكريات!! لكنى رأيت هلال يبتسم كطفل مشاكس. يبدو هش وصغير. وككل الأشياء البعيدة جداً، يبدو رائعاً. فكرت فى أنه بعد عدة أيام ستكمل الأرض نزهتها حول الشمس وسترفع ظلها عنه فيصبح بدرا مكتملا. ويكون دائرة مضيئة لا نهاية لها. وجدتنى سعيدة وطبعا لا مفر من الغناء رغم أن صوت غنائى يزعج العصافير.

أقرر أن أفتح كل علبى الملونة وأمسك بأحجارى لأجلوها حتى تصبح نجوم لامعة، حتى يصير قلبى مصنع ذكريات.. فأكتب قصة عن عصفور ملون ولكن لن أخبركم أنى أنا هو العصفور الملون وما قفصه إلا ما حاكت لى الأقدار.. ذلك قبل أن يزورنى الحزن كصديق قديم. فأعود لأجلس على الشاطئ بعد أن انهكنى الإبحار فى الأحلام التى لا تهدأ رحلاتها. أجلس وثيابى مازالت مبتلة ببقايا خيبتى ومازالت شمس شغفى وتمردى تلسع جلدى.

حسنا، أصرخ ما استطعت ستظن أن الكواكب تسمعك فى مدارتها لكن الحقيقة إنه لا أحد يعبأ. لا أحد يهتم حتى بمواساتك. لست إلا واحد من الملايين الذين مروا بتلك الدنيا. الكرة الأرضية بأكملها ما هى إلا نقطة فى كون خلقه الله ولا ندرى إبعاده ولا أين نهايته. لكننا ننسى كل ذلك وننغمس فى قصصنا ومشاكلنا وننسى أن الكون أوسع مننا وأكبر من صراعتنا الطفولية.. فلا تبالى وتذكر دائماً أنها صفة من صفات الأمل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الأربعاء 9-7-2025

زوج يلاحق زوجته بدعوى تخفيض نفقات بعد حصولها على حكم سداد متجمد 610 ألف جنيه

سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول


قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025


الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

أخبار الرياضة المصرية اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

هبة عبد الغنى تستقبل واجب العزاء وتطلب عدم التغطية والتصوير

الاهلى يستقر على تمديد وتعديل عقد أليو ديانج في معسكر تونس

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

العالم هذا المساء.. ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في تكساس إلى 82 قتيل و41 مفقودا.. وانطلاق فعاليات مهرجان سان فيرمين لمصارعة الثيران فى إسبانيا.. ليفربول يبدأ الاستعداد للموسم الجديد بتكريم خاص لـ جوتا.. صور

‌مصر تطلق أول برنامج لمكافحة نواقل الأوبئة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

اليد يكلف مؤمن صفا بالإشراف علي خطة إعداد منتخب سيدات اليد إلي بطولة العالم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى