مصر فى 20 ثانية.. "مصريين" فكرة أحمد هيمن لتوثيق الوشوش المصرية

ضحكة عابرة، أو حكاية تفضحها الأعين، وتسردها جملة قصيرة سجلها "أحمد هيمن" المصور الصحفى الذى قرر تسجيل حياة المواطن المصرى بمقاطع مصورة قصيرة لا تزيد مدتها عن 20 ثانية، هى المدة الزمنية التى حددها لكل وجه قرر الاحتفاظ به على ذاكرة كاميراته الخاصة، وتسجيل جملة على لسانه فى مقطع قصير، هكذا وجد طريقًا مختصرًا لفك شفرات الوجوه التى يقابلها يوميًا فى جولاته بحثًا عن الحكايات، وهكذا تمكن من إنشاء أول أرشيف للوجوه المصرية بكاميرا هى رفيقته فى البحث، وفكرة نفذها من خلال صفحة "مصريين" لتوثيق الوجوه والحكايات المصرية بصورة وتعليق.

"مصريين"، هو عنوان مشروع "أحمد هيمن" لجمع الأحلام المصرية التى بعثرتها الأحداث خلال الأربع سنوات الأخيرة، من خلال التقاط أحلامهم فى صورة سريعة يكتب فوقها تعليقًا على لسان أصحابها، حتى تطورت الفكرة لمقاطع مصورة مدتها 20 ثانية، يحمل كل منها حلم صاحبه.

"أحمد هيمن" صاحب فكرة "مصريين" لتوثيق أحلام المواطن المصرى بالصوت والصورة، تحدث لـ"اليوم السابع" عن الفكرة قائلاً: "مصريين" هى فكرة لجمع أحلام المصريين، وسرد قصصهم من خلال صورة وتعليق على لسان صاحبها، أردت تخصيص مكان للعامة والمارة فى شوارع المدينة المزدحمة بالأحلام المؤجلة، التى تخفيها غالبًا ظروف الحياة، لتصبح صفحة "مصريين" مرجعًا موثقًا للأحلام.

صورة لصاحب مقهى، أو دكان عتيق، فتاة حلقت شعرها بالكامل، وأخرى لا تنطوى أحلامها سوى على اختفاء نظرات الحكم المطلق من الشارع، شاب تحدى الظروف، أو رجل يشعر بالفخر فى عمله، وغيرها من القصص البسيطة العابرة، هى التى وثقها "هيمن" الذى يكمل قائلاً: "مصريين" هى مكان لجمع أكبر عدد من الوجوه المصرية التى نصطدم بها يوميًا فى حياتنا، وأحيانًا تستطيع الكاميرا أن تعكس ما تعجز عنه الكلمات.

أما عن فكرة المقاطع المصورة التى انتقل إليها "هيمن" بعد مرحلة الصور، فيقول: "بعد فترة من العمل على المشروع، شعرت بأن مقطع فيديو قصيرا بالصوت والصورة الحية لصاحبها، سيكون طريقًا مختصرًا لتوصيل الفكرة وتوثيقها، لذلك قمت بتطوير الفكرة بالتقاط مقطع قصير لكل وجه أقوم بتصويره فى الشارع".

فكرة "هيمن" تعتبر النموذج المصرى لفكرة المصور العالمى "براندن" صاحب صفحة هيومنز أوف نيويوركhumans of Newyork، وهى الصفحة الأشهر لتصوير "البورتريهات" والتى وصل عدد متابعيها حتى الآن إلى 18 مليون متابع، وهى التى حاول "هيمن" تمصيرها بوجوه أكثر حاجة لسرد القصص، كما يحكى قائلاً : فكرة "براندن" جمعت أكبر عدد من الوجوه والتعليقات، وتحولت إلى مكان للتعرف على وجه المدينة بالكامل، وهو ما حاولت فعله من خلال مشروع "مصريين"، كما أضفت فكرة الفيديو للمزيد من التوثيق والسرد، والتعرف على وجه أهل مصر بصورة وتعليق.