فى ذكرى ميلاده.. صلاح عبد الصبور شاعر يشبه القصيدة

صلاح عبد الصبور
صلاح عبد الصبور
كتب أحمد إبراهيم الشريف

يا صاحبى إنى حزين


لا يمكن لنا أن نتخيل ديوان الشعر العربى دون "صلاح عبد الصبور" فقد كان الشعر العربى فى حاجة لحالته النفسية والشعرية، وذلك حتى يمكننا القول "لدينا شاعر يسكن القصيدة.. وقصيدة تسكن الشاعر" يتوحدان معا فيملآن فراغا مهما فى تاريخ القصيدة، اليوم تمر الذكرى الـ 84 لميلاد الشاعر.

كان صلاح عبد الصبور يشبه القصيدة، فعندما ترى ملامح صلاح عبد الصبور مطبوعة فى كتاب أو متقدمة إحدى قصائده يأخذك التشابه الغريب العميق بينه وبين كلماته، فهو يمتزج بالكلمات حيث يطل الحزن من عينيه بما يتناسب وقصيدته "الحزن":

طلع الصباح فمابتسمت
ولم ينر وجهى الصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
وغمست فى ماء القناعة خبز أيامى الكفاف


وتراه صوفيا زاهدا يسكن "مذكرات بشر الحافى" حين يقول:

حين فقدنا جوهر اليقين/ تشوّهت أجنة الحبالى فى البطون/ الشعر ينمو فى مغاور العيون/ والذقن معقود على الجبين/ جيل من الشياطين/ جيل من الشياطين/ احرصْ ألا تسمع/ احرصْ ألا تنظر/ احرصْ ألا تلمس/ احرصْ ألا تتكلم


ويتشابه صلاح عبد الصبور مع الشاعر الإسبانى الجميل "لوركا" حيث اقترن اسمهما معا من خلال تقديم المسرح المصرى مسرحية " يرما " لكاتبها " لوركا " بستينات القرن الماضى، إذ اقتضى عرض المسرحية أن تصاغ الأجزاء المغناة منها شعرا، وكان هذا العمل من نصيب " صلاح عبد الصبور "، وظهرت ملامح التأثر بلوركا من خلال عناصر عديد بمسرحيات عبد الصبور مثل " الأميرة تنتظر، بعد أن يموت الملك، ليلى والمجنون " فبهذه المسرحيات تشابهت الموضوعات فيما بينهم، واستقى عبد الصبور منابع موضوعاته من خلال التناص الواضح مع طبيعة الموضوعات والتيمات المسرحية.

كما يشبه صلاح عبد الصبور شخصيته الأثيرة "الحلاج" خاصة بعد مسرحيته الشهيرة "مأساة الحلاج" التى تعد وتعد هذه المسرحية حتى الآن أروع مسرحية شعرية عرفها العالم العربي، وهى ذات أبعاد سياسية إذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة كما تطرقت لمحنة العقل وأدرجها النقاد فى مدرسة المسرح الذهنى ورغم ذلك لم يسقط صلاح عبد الصبور الجانب الشعرى فجاءت المسرحية مزدانة بالصور الشعرية ثرية بالموسيقى.

آمن صلاح عبد الصبور بالكلمة حتى مات بسببها ذات يوم عام 1981فى عامه الخمسين، جاء موته فجأة، مثل قصائده الحزينة والشفيفة، تاركا أثرا لا يمحى.


موضوعات متعلقة..


نقاد: الجانب النقدى عند صلاح عبد الصبور لم يحظ بالاهتمام
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حماس: حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة المحتجزين

صحتك بالدنيا.. طرق الوقاية من انخفاض صوديوم الدم فى ارتفاع الحرارة.. 3 مشروبات لإنقاص الوزن.. نوع من الفاكهة يزيد أعراض البرد.. دراسة تحذر من مخاطر قلة النوم للمراهقين.. والاستخدام الصحيح للمروحة لتبريد الجسم

أخبار مصر.. طقس حار غدا وارتفاع بالرطوبة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

تفاصيل زيادة قيمة الإيجار القديم بعد التصديق رسميا على القانون

محافظ أسوان يقرر النزول بدرجات القبول بالثانوى العام إلى 200 درجة


رئيس الوزراء يتابع جهود "الأوقاف" فيما يتعلق بإدارة مختلف أصول وأملاك الوقف

رئيس "دفاع النواب": العملية الانتخابية تسير بشفافية والمشاركة واجب وطنى

الفريق أول عبد المجيد صقر يلتقى وزير الدفاع الفيتنامى

رؤساء اللجان العامة والفرعية يؤكدون انتظام التصويت بانتخابات الشيوخ دون معوقات

الوطنية للانتخابات ترصد زحام الناخبين بالقاهرة والشرقية وتدفع بالمساعدات لتخفيفه


بعد توقفها ساعة للراحة.. استئناف التصويت بلجان انتخابات الشيوخ فى الزيتون

عدي الدباغ ينتهى من تصوير برومو تقديمه لجماهير الزمالك فى العاصمة الإدارية

السكة الحديد تشغل خدمة جديدة بقطارات "تحيا مصر" بين إيتاي البارود والسادات

الهيئة الوطنية تتابع سير انتخابات الشيوخ بعد استئناف التصويت فور انتهاء الراحة

حبس التيك توكر محمد عبد العاطى 4 أيام

تمول حماس من أموال فيدرالية.. "تنكر الإخوان" يثير مخاطر أمن قومى فى كندا

ما هي وجهة رضا سليم القادمة بعد خروجه من حسابات الأهلي؟

النيابة تغرم أحمد السقا 200 جنيه فى اتهام طليقته له بالتعدى عليها

الدكتور على جمعة يدلى بصوته فى انتخابات مجلس الشيوخ بـ6 أكتوبر.. صور

مسافة السكة لأشقائنا فى فلسطين.. التحالف الوطنى يطلق القافلة 11 لدعم قطاع غزة.. محملة بـ4000 طن مواد غذائية ومساعدات.. والسفيرة نبيلة مكرم: تنفيذ لتوجيهات الرئيس السيسي وتترجم مشاعر المصريين لفعل حقيقى.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى