موضة تجديد الخطاب الدينى

سعيد الشحات
سعيد الشحات
لا يمر يوم تقريبا دون أن نقرأ كلاما ونسمع تصريحات عن «تجديد الخطاب الدينى»، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، يدلو بدلوه فى الموضوع، ويلتقى مثقفين ومفكرين للتباحث بشأنه، ووزير الأوقاف ينظم المؤتمرات، ويتحدث المسؤولون والأحزاب بحماس بالغ حول الموضوع.

كل هذا الحماس والانشغال فى قضية لا خلاف على أهميتها، لكن الخوف أن تتحول إلى «موضة إعلامية»، يفتح فيها الإعلام المجال أمام الجميع ليدلو بدلوه، فننام ونصحو على حكايات وآراء تقال حول الموضوع دون تقدم حقيقى فيه.

كما ذكرت سابقا، فإن الحديث عن تجديد الخطاب الدينى لا ينفصل بأى حال من الأحوال عن باقى الملفات، فتخلف الخطاب الدينى هو حصيلة تخلف سياسى واجتماعى واقتصادى، هو حصيلة تدهور فى كل المجالات وتلك بديهية لو تم تجاهلها سنبقى فى حالة دوران فى حلقة مفرغة، فهل يمكن أن يكون هناك خطاب دينى متقدم دون أن يكون هناك مثلا تعليم متقدم؟ وهل يمكن أن يكون هناك خطاب دينى متقدم والإنسان المصرى يصحو وينام على هموم تتعلق بتلبية احتياجاته المعيشية فى المأكل والملبس والمسكن، وفى احتياجاته الصحية والخدمية؟

الخطاب الدينى السليم والعاقل يأتى فى بيئة ديمقراطية صحيحة، أو بالتدقيق هو حصيلة طبيعية للبيئة الديمقراطية، أما الاستبداد فى كل وقت وزمان، فهو يولد التطرف فى كل شىء، يولد التطرف فى الدين والسياسة، يولد انحلالا قيميا وهذا جانب من جوانب التطرف بطريقة أخرى، يولد إنسانا سلبيا يدير ظهره لمشاكل مجتمعه، وهذا أيضا نوع من التطرف بطريقة أخرى.

الخطاب الدينى السليم يأتى طبيعيا مع العدل الاجتماعى القائم على توزيع عادل للثروة، ويأتى مع شعور الفقراء بأن لهم حق فى الثروة والحياة، وسياسات تحارب الفساد بحق وحقيقى، وتضمن أن الكل أمام القانون سواء، وتضمن أن الكفاءة هى المعيار الأساسى فى ترجيح كفة شخص على شخص وليس الواسطة والمحسوبية، سياسات لا تعنى أن الفهلوة هى السبيل الضامن لبقاء من يتقنون اللعب بها.

تجديد الخطاب الدينى يأتى تلقائيا مع كل هذا، لأنه قضية شاملة تتشكل من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والخوض فى أى جدل بعيد عن هذا يعنى مضيعة للوقت، وتناولا للمشكلة دون التعرض لصلبها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مان سيتي ضد توتنهام.. السيبرز يحافظ على تقدمه 2-0 حتى الدقيقة 75

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

وزيرة البيئة: احتواء بقعة زيتية خفيفة بالنيل.. ومحطات مياه الشرب لم تتأثر

بيرس بروسنان يدلي بتصريح صادم حول تجسيد شخصية جيمس بوند مرة أخرى


وزير الإسكان ومحافظ مطروح يتابعان الموقف التنفيذى لمشروعات المرافق

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام فى الدوري الإنجليزي

داكوتا جونسون.. كيف جمعت نجمة Fifty Shades of Grey ثروتها بعيدا عن التمثيل؟


مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره

فيريرا يراهن على ثبات تشكيل الزمالك وتجانس الصفقات أمام فاركو

انطلاق الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري غدا بـ 3 مواجهات قوية

الطقس اليوم.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 38 درجة

اتحاد الكرة يطالب بحضور السعة الكاملة لاستاد القاهرة في مباراة إثيوبيا

موعد مباراة بيراميدز ومودرن سبورت فى الجولة الرابعة للدورى المصرى

انطلاق تنسيق الطلاب المصريين الحاصلين على الشهادات المعادلة العربية والأجنبية

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

طلاب الثانوية الأزهرية الدور الثانى يؤدون اليوم امتحان التاريخ والفيزياء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى