مبروك.. الفوسفات طلع مفيد

سامح جويدة
سامح جويدة
بقلم - سامح جويدة
فى الوقت الذى يبحث فيه العالم عن مياه الشرب فى الكواكب الأخرى ويدرس كيفية الوصول إليها لشح موارد الأرض من المياه العذبة. يقع على رؤوسنا خبر أسود عن غرق صندل فى النيل وبه 500 طن فوسفات.

والكارثة أن المسئولين بعد هذا الحادث أكدوا أن الفوسفات غير مضر تماما بل مفيد لصحة الإنسان ونصحوا المواطنين بمص الفوسفات ليل نهار. وحتى الآن لم نفهم هل هو سام أم مفيد أم يحمل إشعاع ذرى وهل هو سبب تسمم المئات فى الشرقية أم الصرف الصحى أم الإخوان.

على أى حال الدولة تطمئن المواطنين لأن التسمم لم يؤد إلى الوفاة ولو حدث (فهم شهداء عند ربهم يرزقون). ولكن ما الداعى لأن نعرف أسباب التسمم ونحن جميعا على يقين أن نسبة السمية والتلوث فى نهر النيل مخيفة بل وقاتلة لأى روح إنسانية أو حيوان. بل أن بعض الجهات الرسمية تصرح بأن الملوثات الصناعية والزراعية والإنسانية فى النهر البائد تصل إلى 4 مليارات طن سنويا منهم 15 مليون طن مواد كيميائية وصرف صناعى فائق الخطورة. ناهيك عن مليارات الأطنان من المخلفات الإنسانية والزراعية الغارقة فى الأسمدة الكيميائية والمبيدات.

لذلك من الطبيعى أن يكون الفوسفات هو المشكلة. فنحن نتعامل مع تلوث نهر النيل على أنه واقع حتمى يستحيل تغييره! والحقيقة أنه واقع مقزز يصعب تصديقه. فالحيوانات مهما كانت دناءة فصيلتها لا ترضى أن تشرب من مخلفاتها. لكننا تعودنا على ذلك معتقدين أن محطات التحلية والكلور قادرين على إخفاء السموم والمبيدات والصرف الصحى (وشفا وخمير يا حلوين). ثم نتساءل فى سذاجة عن أسباب توطن الأمراض السرطانية والفشل الكلوى فى مصر وانتشارهما بنسب خرافية لم يعرفها العالم. إننا معجزة يا سادة.. والمعجزة ليست فى عدد المصابين بل فى إننا مازلنا عايشين.

كلنا مجرمون بحق النيل بسطاء ومزارعين.. رجال أعمال ومتعلمين.. دولة ومواطنين. الكل اتفق عن جهل أو مصالح أو غباء على قتل هذا النهر. فنحن أمام دولة كل قوانينها البيئية على الورق بلا أى مردود أو نفاذ على أرض الواقع حتى إنها تقيم خطر الفوسفات ولا تقدر خطر نقل هذه النوعية من المواد فى النهر وتمنعها تماما. دولة لا يوجد فيها عقاب واضح لسموم المصانع أو قاذورات البواخر أو صرف البهائم. وشعب يتعامل مع شريان حياته على أنه صندوق قمامته ولا يتأفف من أن يكون مكان صرفه نفس مكان شربه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بتروجت يتقدم على كهرباء الإسماعيلية بثنائية نظيفة في الشوط الأول.. فيديو

أبزر توقعات الموسم الجديد في الدوري الإسباني

مهرجان القاهرة الدولى للطفل العربى يختار صلاح جاهين شخصية العام

عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج

تجاوز وتحويل للتحقيق واعتذار.. القصة الكاملة لأزمة الفنانة بدرية طلبة


تيك توكر جديدة فى قبضة الأمن لنشرها فيديوهات منافية للآداب العامة

انطلاق امتحانات الثانوية العامة "دور ثانى" غدا.. ووزارة التعليم تعلن عدد الطلاب

دينا فؤاد تخطف الأنظار بإطلالة صيفية كاجوال فى شوارع كان الفرنسية

مسار يرفض رحيل مايا إيهاب رغم تمردها بسبب إغراءات الأهلى

تغيرت ملامحه لكن صموده لم ينكسر.. مروان البرغوثى يواجه المتطرف بن غفير داخل الانفرادى.. الوزير الإسرائيلى: سنقوم بمحوكم.. زوجة الأسير: نخشى من إعدامه داخل الزنزانة.. وفلسطين تحمل الاحتلال مسئولية حياته.. فيديو


مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

تفاصيل بدء تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى.. فيديو

حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

اليوم.. صرف تكافل وكرامة عن شهر أغسطس من الصراف الآلى

المؤبد وغرامة تصل 5 ملايين جنيه عقوبة إغراق المخلفات الخطرة فى البحر

وزارة الصحة تخصص آلية لاستعلام عن قرارات العلاج على نفقة الدولة.. وتكشف قائمة الأمراض الأكثر طلبا لقرارات العلاج المجانى.. تسهيل الحصول على كارت الخدمات المتكاملة.. وتؤكد: مناظرة 5000 مواطن عبر الفيديو كونفرانس

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى