أحمد حسن عوض يكتب: صلاح عبد الصبور .. ميلاد جديد

الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور
الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور
قليل هم الشعراء الذين يتمتعون بقدرات استثنائية تمكنهم من تشكيل الذوائق الجميلة و التجذر فى الصفحات المضيئة التى يكتبها التاريخ الأدبى بزهو يؤكد الاقتدار ويغرى بالتأمل .

وصلاح عبد الصبور – الذى نحتفى هذه الأيام بذكرى ميلاده – واحد من هؤلاء الشعراء الكبار الذين تألقوا فى سماء الإبداع المصرى فى النصف الثانى من القرن العشرين، وأظن أن بريقه الشعرى والمسرحى الآسر سيظل يشع معرفةً وإمتاعًا وعمقًا، قل أن تجد له نظيرًا فى إبداعنا العربى المعاصر، فقد استطاع أن يجدد فى الشعر على مستوى المعجم والرؤية والبناء، وأن يعيد التأمل تنظيرًا وتطبيقًا فى وظيفة الفن وعلاقته بالمجتمع، وفى دور المثقف وجدله مع السلطة، وأن يصوب الأضواء الباهرة على علاقة الشعر بالفكر وتوظيف الشعر الأسطورة واستلهامه للموروث وأن يستبطن مفهوم اللغة الشعرية ويجد تجلياتها فى الدراما الشعرية والمسرحية، منطلقًا فى كل ذلك من رؤية جمالية كلية، شاملة، متطورة متسقة فى تفاصيلها – إلا فيما ندر – تنمو من الداخل دون أن تدير ظهرها للمؤثرات العالمية المتنوعة أو الروافد التراثية العريقة، ودون أن تتعالى على تفاصيل الحياة المعيشية بل تغمس يدها فى تربتها الساخنة بالصراعات والتوترات، النابضة بالأحلام والتصدعات.

وكان صلاح عبد الصبور طامحًا – فى الآن ذاته – للمشاركة فى المنتج الأدبى العالمى وكان دائما يردد: إن الشاعر الذى لا يشعر بانتمائه إلى التراث الإنسانى شاعر ضال.
ولولا موته المبكر الفاجع بعد أن تجاوز الخمسين بشهرين لكان لنا شاعر عالمى يطاول أدباء نوبل ويحظى بتقدير عالمى رفيع، لاسيما أنه ينوى أن يخرج درويشا معتمرًا فى أرض الشعر مرة أخرى بعد أن كانت حياته فى الفترة الأخيرة نثرا يتخلله الشعر وبعد أن سجل هذه الرؤية الشعرية فى نصه الأخير (عندما أوغل السندباد وعاد):

كل شىء تجلَّى له وتكشَّفَ
كان انحدار المياه إلى منبع النهر حتماً
وصار الرحيل
مللا يستطيل
ثبَّتَ السندباد مجاديفه، و أدار الشراع عن الريح
واستعد ليوم المعاد
في فصول الرحيل الطويل
عرف السندباد الصباحات
عرف السندباد الأماسي
كان بعض الصباحات يتسع البحر فيهِ
ويصبح كونا من الطيب و اليشبِ
والشمس مجمرةٌ تتدلَّى مجامرها الذهبيةُ
ثم يعانقها الغيمُ
كاشفاً سرَّ ألوانها السبعة المستكنة فيها
يُخرج البحر ألوانهُ
يمزج البحر ألوانهُ
يتبارى مع الشمس وصلا و عشقاً
و يبذل حتى تحل العرَى
و يذوب الوجومُ




موضوعات متعلقة..


فى ذكرى ميلاده.. صلاح عبد الصبور شاعر يشبه القصيدة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأدعية المستحبة عند حدوث الزلازل.. دار الإفتاء توضح

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

مصرع فتاة من المصابين في انفجار خط غاز طريق الواحات بأكتوبر

ترامب: رفع العقوبات عن سوريا ونعمل على إضافة دول إلى اتفاقات أبراهام

الحوثيون: استهدفنا مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخ فرط صوتي


زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

الأهلي يترقب وصول ريفيرو إلى القاهرة لحسم عقود تدريب الفريق قبل المونديال

معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل.. والأوضاع فى مصر مستقرة

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا


ريال مدريد يستضيف مايوركا لاستعادة الانتصارات بعد صدمة الكلاسيكو

موعد مباراة منتخب مصر للشباب أمام المغرب فى أمم أفريقيا للشباب

وجه جديد لمرسى مطروح.. الكورنيش يتألق قبل المصيف بتطوير غير مسبوق.. إضافة وتأهيل شواطئ جديدة وتوسعة الطريق أبرز التغييرات.. إنشاء أكثر من ممشى ومناطق خدمية وترفيهية تحدث طفرة حضارية.. صور

بيراميدز ضد صن داونز.. موعد مباراة نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

عودة الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات فى العاصمة الليبية طرابلس

بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

احذر.. غرامات تصل إلى 100 ألف جنيه بسبب التخلص غير الآمن من المخلفات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى