الطماطم المجنونة.. ونظريات «كلوبامية»

أكرم القصاص
أكرم القصاص
مجنونة يا قوطة، نداء شهير من تراث السوق المصرى عبر الأزمات، فالطماطم ترتفع أسعارها وتنخفض فى لحظات، خاصة فى المراحل الانتقالية بين الفصول، وهى فاكهة حساسة للبرد والحر، يتغير الجو فتشح الطماطم وترتفع أسعارها، ما زاد الجنون أن البامية ومعها الفاصوليا ارتفعت بشكل أكثر جنونا، أصبحت «الوجبة الرئيسية» فى البرامج التوكشوية، وأصبحت موضوعا للتنكيت، ووضعها رواد فيس بوك وتويتر مع العملات، سعر الشراء للبامية 25 جنيها والبيع 28 جنيها، سارع بتحويل رصيدك من الدولارات إلى بامية وفاصوليا. البعض كان يصرخ «الناس ياكلوا إيه؟» معتبرا البامية من مؤشرات الوضع الاقتصادى، وأشعل الأمر تصريح منسوب لمتحدث التموين يقول: «بلاها البامية كلوا كوسة»، ورد عليه مواطنون: «نعمل الكوسة بإيه والطماطم بـ عشرة جنيه؟» المتحدث باسم التموين نفى تصريح «الكوسة»، واتهم الإعلام بـ«التحوير»، ووعد بعمل مناطق «لوجيستية» لتخزين الفاكهة والخضراوات.

المثير أن نقاش الأسعار وجنون الطماطم والبامية تحديدا، كان موضوعا للإعلام طوال عقود، ولو عدنا لصحف السبعينيات نجد البامية وصلت جنيها ثمن نص كيلو لحمة، وفى الثمانينيات بـ6 جنيهات، والتسعينيات 10 جنيهات.

وبمناسبة تصريح مسؤول التموين، حدث أن ارتفع سعر الطماطم فى أكتوبر 2010، وعندما سأل الصحفيون المتحدث باسم حكومة الدكتور نظيف وقتها رد ساخرا: «انتم بتهزروا، الحكومة مالها ومال الطماطم» وهجم الإعلام على المتحدث والحكومة، وعاد المسؤول ليقول: إن مناقشة الفاصوليا والطماطم مش عيب»، وأن الإعلام حور تصريحاته.
يومها تجاوزت موجة ارتفاع أسعار الكوسة والطماطم، إلى الأرز والسكر والمكرونة والدقيق، وصدرت الصحف تحمل أخبار تعليمات الرئيس للحكومة بمواجهة ارتفاع الأسعار.

المشكلة قديمة، وفيها تهويل وتهوين، وبالفعل نحتاج لآليات جديدة تنهى تلاعبات التجار، الذين يشترون الخضار والفاكهة من الفلاح بملاليم، ويبيعوه بملايين، ناهيك عن لوجستيات النقل والتخزين، كما يقول المسؤولون، بعيدا عن نظريات «كلوبامية والطماطم المجنونة».

ناس كتير لم تنشغل بالبامية، لأنهم يعانون من ارتفاعات أسعار سلع أساسية، سكر وأرز ومكرونة، ناهيك عن اللحمة والفراخ والسمك، ونحن مقبلون على رمضان، والسوق تحتاج لضبط، وربما كنا بحاجة لتحديد سلطة الحكومة فى مواجهة الأسعار، وقد تم إلغاء التسعيرة وليس من سلطة الحكومة التدخل فى السعر.

الحكومة من جانبها أعلنت عن تخفيض السعر بـ25% بالمجمعات الاستهلاكية، استعدادا لرمضان، ونحن لدينا تجربة فريدة كان بطلها وزير التموين الأسبق الراحل أحمد جويلى، فى توظيف إمكانات الدولة، لمواجهة توحش السوق، سواء بالقرار 113 لمواجهة الغش والسلع المجهولة، أو بتوظيف المجمعات لضبط السوق. نحتاج لسياسات دائمة، وليست مجرد تصريحات موسمية، المهم استراتيجية بدون تهوين أو تهويل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

رئيس أكاديمية الشرطة يعلن قبول 2757 طالبا بعد اجتياز الاختبارات

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

الأهلى يعرض على الرجاء المغربى 600 ألف دولار لشراء 6 شهور من عقد بلعمري


وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

نكونكو وبوليسيتش في هجوم ميلان أمام ساسولو بالدوري الإيطالي

الزمالك يتمسك بضم حامد حمدان في يناير بعد حل أزمة القيد

إحالة المتهم بالتحرش بالفنانة ياسمينا المصرى للجنايات

الدوري السعودي يستعد لاستقبال محمد صلاح.. والهلال يفتح خزائنه


تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى